تعمل المختبرات والعلماء والجامعات على مدار ساعات اليوم للتوصل إلى مقاربات من شأنها الدفع بعلاج، أو لقاح لفايروس كورونا الجديد، المسبب لمرض كوفيد-19. وفي أحدث الأبحاث، قال علماء بجامعة ليستر في بريطانيا (السبت) إنهم يبحثون إمكان حقن جسم الإنسان ببروتينات (دهون) لتكون «طُعماً» لفايروس كورونا الجديد عند دخوله جسم المصاب. ويعتقد العلماء أن الفايروس يدخل الجسم من خلال «مستقبِلات» على سطح الخلايا الموجودة في الشعب الهوائية، وتعرف هذه المستقبِلات ب ACE-2. وهي تمثل البوابة للوصول الى مجرى الدم، وتسهل العدوى بالفايروس في الرئتين. ويقول العلماء إنهم يريدون الآن حقن جسم الإنسان ببروتينات مزيفة لإغواء الفايروس، وجعله يلتصق بدواء، بدلاً من غشاء الرئة. وأضافوا أنهم يحاولون حالياً خلق بروتينات تشبه مستقبلات ACE-2. ويريدون للبروتينات المزيفة أن تكون أشد إغواء للفايروس. وإذا حدث ذلك، فمن شأنه أن يمنع إصابة الشخص بأعراض مرض كوفيد-19. ووصفوا فكرتهم بأنها «شيء من الأمل بوجه الوباء المرعب». لكن علماء آخرين يسعون الى إلغاء وجود مستقبلات ACE-2 من جسم الإنسان نهائياً، حتى لا يجد الفايروس باباً لوصوله إلى الخلايا في الرئتين. لكن علماء حذروا من أن استئصال تلك المستقبلات قد تكون له مضاعفات جانبية خطرة. وتعمل هذه المستقبلات من خلال إنزيم يسمى ACE وظيفته هي تنظيم ضغط الدم في الجسم. ولا يعرف العلماء بوجه قاطع الوظيفة الحقيقية لتلك المستقبلات في الرئتين، لكن الدراسات الأولية تشير الى أنها تحمي الرئتين من الأضرار، وإذا كان مستواها منخفضاً في الرئتين فمن شأن ذلك أن يجعل الرئتين فريسة سهلة لأية عدوى فايروسية. ويعتقد بأن الأشخاص المصابين بمرض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والمدخنين لديهم أعداد كبيرة من تلك المستقبلات في رئاتهم. ونقلت «ديلي ميل» (السبت) عن المحاضر بجامعة ليسترل البروفسور نك برندل قوله إن الهدف من هذه الأبحاث هو حجب قدرة الفايروس على العدوى، وحماية وظائف المستقبلات في الخلايا. وأضاف أن ما يقوم به فايروس كورونا الجديد هو اختطاف تلك المستقبلات البروتينية، للتغلغل في الخلايا والإضرار بها. «وإذا نجحنا في هذا البحث فسنكون قادرين على وقف الإصابات الجديدة بالفايروس في أرجاء العالم. وتشير المعلومات إلى أن علماء في معهد كارولينسكا السويدي وجامعة كولومبيا البريطانية في كندا حققوا نتائج مذهلة في بحث مماثل نشرته مجلة «جورنال سلْ» العلمية. وتمكن هؤلاء العلماء من استحداث مستقبلات معدلة وراثياً أطلقوا عليها hrsACE-2. وقال قائد فريق البحث البروفسور علي ميرازيمي إن هذا الإنزيم المستنسخ نجح في إغواء الفايروس، وجعله يلتصق به، بدلاً من التصاقه بالخلايا الطبيعية التي يستهدفها في الرئتين. وأعلنت شركة أبيرون بيولوجكس التي يوجد مقرها في النمسا أنها حصلت على ضوء أخضر لتجربة عقارها الجديد APN001 الذي يحتوى على المستقبلات المزيفة المشار إليها. وأضافت أنها ستبدأ تجربة معالجة 200 مريض بكوفيد-19 من ذوي الحالات الخطرة في الصين. وعلى النقيض من هذا النهج، فإن شركتي النيلام فارماسوتيكالز- مقرها في ماساشوسيتس- وفير بيوتكنولوجي- ومقرها في سان فرانسيسكو- تقومان بتجربة عقار يحرم فايروس كورونا الجديد من أي منفذ إلى الخلايا، من خلال خفض تلك المستقبلات الطبيعية في جسم الإنسان. بيد أن العلماء منقسمون حيال هذا المسعى. وفي تطور ذي صلة، أبلغت رئيسة الفريق العلمي الحكومي البريطاني المكلف بصنع لقاح لفايروس كورونا أستاذة علم الفايروسات بجامعة أكسفورد البروفسور سارة غيلبرت مجلة «لانسيت» الطبية أمس أن لقاحاً مبدئياً تم التوصل إليه بالجامعة ستتم تجربته في 500 متطوع بحلول منتصف مايو القادم. وقالت إن بالغين راوحت أعمارهم بين 18 و55 عاماً تم تسجيلهم للتجارب السريرية. وستتم بعد ذلك تجربة اللقاح على متطوعين من كبار السن؛ قبل التوسع في مرحلة ثالثة من التجارب تضم 5 آلاف متطوع. وأوضحت غيلبرت أن أفضل سيناريو تتوقعه هو الحصول على نتيجة بفعالية اللقاح خلال خريف 2020، ليبدأ بعد ذلك تصنيع كميات ضخمة منه. وكانت غيلبرت، التي تجري أبحاثاً في اللقاحات منذ 1994، حصلت على منحة من الحكومة البريطانية تبلغ 2.8 مليون دولار في مارس الماضي لاستعجال صنع لقاح ناجع. وتعتبر غيلبرت أول عالمة تشرع في تجارب سريرية في العالم لكبح الفايروس.