فايز السرّاج رئيس حكومة الوفاق في ليبيا المُعترف بها دولياً يُريد إشعال الحرب في منطقة البحر الأبيض المتوسط عن طريق اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع تركيا متجاوزاً مصر وقبرص واليونان في عملية انتحارية تشبه عمليات حُلفاء حكومته! وحكومة تركيا وجدت ضالتها في رئيس حكومة يملك شرعية دولية تلزم الصمت تجاه تحالفه مع الإرهابيين! تركيا تعتمد في مباحثاتها مع الجميع على الإرث الاستعماري العثماني، وفي ليبيا تحديداً كان السرّاج سهلاً جداً في التفاوض لحاجته للطائرات المُسيرة التركية لمواجهة الجيش الليبي في حربه ضد المُتطرفين؛ ولأن السرّاج ينتمي لأُسرة تركية الأصل ويبدو أن الولاء ما زال باقياً في النفس ولأن السرّاج هو الطرف الأضعف في حلف دعم الإرهاب (تركيا / قطر).. التساهل مع الأطماع التركية جعلها تتمدد وفق سياسة خطيرة مدادها المتطرفون الذين تزج بهم في كُل بلد من بُلدان المنطقة يُعاني من الفوضى.. مصر لا تزال تتعامل مع الأزمة الليبية بحذر رغم الخطر الحقيقي الذي يُمثله المُتطرفون هناك والذين وجدوا اعترافاً دولياً بحكومة تؤويهم وتواجه الجيش الليبي المدعوم من البرلمان الشرعي من خلالهم.. يجب أن تتم مواجهة الأطماع التركية في كل المنطقة؛ لأنها لن تستثني أحداً، وستلتهم الجميع، مصر تحديداً هي بوابة الحسم مع تركيا من خلال ليبيا والبحر المتوسط، السعودية تعهدت بالملف الإيراني شرقاً وتعمل بكفاءة لدحر نظام ملالي طهران؛ لذلك يجب أن تقوم مصر بدورها تجاه تركيا.. ملف السرّاج يجب أن يُغلق، وأن يُسحب اعتراف بعض الدول بحكومته التي أصبحت ملجأً لكل الهاربين من سوريا ونيجيريا والجزائر وتونس من المتطرفين.. فيما تخوض مصر والسعودية والإمارات معركة حقيقية لإعادة السلام للمنطقة، هناك دول ما زالت تزرع الفوضى ووجدت في كل منطقة فئة ضالة تتقبل هذا الجنون وتحاول أن تجعله يتفشى في أوطانها، يبدو أن هناك من لم يستوعب درس 2011 وما زال يُراهن على أن الخراب سيقود لبناء دولة.. أخيراً.. يجب أن تفهم تركيا ومن معها أن دعم الإرهاب وزراعة الفوضى في المنطقة من أجل تحقيق مكاسب على الأرض هو انتصار مرحلي، في النهاية من تحالف مع الشيطان سيقتله الشيطان الذي تحالف معه.. وهذا ما فعله أردوغان بتحالفه مع الشياطين. * كاتب سعودي [email protected]