مدرب المنتخب السعودي: لن نشارك في خليجي 26 بهدف التجربة    ضبط 20159 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    ضيوف الملك من "البوسنة": مواقف المملكة مشهودة    أمريكا تنجو من كارثة «شلل» الحكومة الفيدرالية    القبض على مقيم بالطائف لترويجه مادة "الشبو"    من هو مرتكب حادثة الدهس في ألمانيا ؟    ارتفاع سعر الروبل أمام العملات الرئيسية حتى 23 ديسمبر الجاري    أمطار خفيفة على جازان وعسير والباحة    انطلاق مؤتمر جمعية "علوم المختبرات" في الرياض .. غدا    المملكة ومصر .. شراكة استراتيجية تضخ استثمارات ب15 مليار دولار    المملكة تدين حادثة الدهس التي وقعت في ألمانيا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    حضور ثقافي كبير في أول أيام ملتقى القراءة الدولي بالرياض    وزير الطاقة يرعى الحفل الختامي لجائزة كابسارك للغة العربية    رابطة العالم الإسلامي ترحّب بتبني الأمم المتحدة قراراً بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى لصالح الفلسطينيين    تاليسكا يؤكد اقتراب رحيله عن النصر    اليوم ليلة الحسم في المملكة أرينا: ومواجهة أوسيك وفيوري لتوحيد ألقاب الوزن الثقيل    230 فارساً وفارسة يتنافسون على كأس التحدّي للقدرة والتحمل في الرياض    القوات الخاصة للأمن البيئي تواصل استقبال زوار معرض (واحة الأمن)    "الهجّانة" والمركبات الكهربائية.. التاريخ والمستقبل    البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب يسلط الضوء على علاقة الفن بالفلسفة    سينما الخيال العلمي في العالم العربي.. فرص وتحديات في معرض الكتاب    «الجوهرة».. أيقونة رياضية بمعايير عالمية تحت الأضواء في «كتاب جدة»    شولتس يعرب عن مواساته وتعاطفه مع ضحايا الهجوم في ماغديبورغ    الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية في السودان «غير مسبوقة»    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    ضيوف الملك من "الجبل الأسود" يشيدون بجهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين    الأخضر السعودي يختتم معسكر الرياض ويغادر إلى الكويت للمشاركة في خليجي 26    توقيع مذكرة تعاون بين النيابة العامة السعودية والأردنية لتعزيز مكافحة الجريمة والإرهاب    عسير: القبض على مخالفين لنظام الحدود لتهريبهما 15000 قرص خاضع لتنظيم التداول الطبي    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    نائب رئيس نيجيريا يغادر جدة    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    الشؤون الإسلامية بجازان تنفذ ورشة عمل بمحافظة صبيا    ولي العهد يجري اتصالاً هاتفياً بملك المغرب للاطمئنان على صحته    مدير عام الشؤون الإسلامية في جازان يتفقد مسجد العباسة الأثري بمحافظة أبي عريش    %20 من المستثمرين شاركوا في الاكتتابات العامة بالمملكة    وزارة التعليم تنظم ورشة عمل "المواءمة مع التغيير والتحول في قطاع الخدمات المشتركة" في جازان    تعرف على قائمة المتوجين بلقب كأس الخليج    إمام الحرم المكي: الرسل بعثوا دعاة إلى الخير وهداة للبشر    الدفاع المدني السوري: «تماس كهربائي» أشعل نيران «ملعب حلب»    البدء بأعمال صيانة جسر تقاطع طريق الأمير نايف مع شارع الملك خالد بالدمام ... غدا السبت    لسرعة الفصل في النزاعات الطبية.. وزير العدل يوجه بتدشين مقر دوائر دعاوى الأخطاء المهنية الصحية    5 إستراتيجيات لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا    دروس قيادية من الرجل الذي سقى الكلب    الحصبة.. فايروس الصغار والكبار    مدربون يصيبون اللاعبين    تقطير البول .. حقيقة أم وهم !    «سكن».. خيرٌ مستدام    السعوديون في هيثرو!    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء ينقذ مراجعاً عانى من انسداد الشرايين التاجية    أدوية إنقاص الوزن قد تساعد في القضاء على السمنة لكن مخاطرها لا تزال قائمة    انفراد العربيّة عن غيرها من لغاتٍ حيّة    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    التجارة تضبط 6 أطنان مواد غذائية منتهية الصلاحية بمستودع في جدة    وزير الدفاع يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأسترالي    د. هلا التويجري خلال الحوار السعودي- الأوروبي: المملكة عززت حقوق الإنسان تجسيداً لرؤيتها 2030    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس النواب الليبي ل «عكاظ»: أناشد الملك سلمان التدخل قبل تقسيم ليبيا ..وطهران تحاول الاختراق
نشر في عكاظ يوم 25 - 05 - 2016

ناشد رئيس مجلس النواب الليبي المعترف به دولياً عقيلة صالح، السعودية أن تبادر بجمع الفرقاء الليبيين، وحضهم على التوافق وتوحيد الصف.
وقال إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قادر على إقناع الليبيين بالتوصل إلى وفاق، بنقل الحوار إلى المملكة التي يكن لها الليبيون مودة عميقة.
وأكد صالح - في مقابلة تنشرها «عكاظ»- أن «الإخوان» يتمددون في ليبيا، لكنهم معزولون. وذكر أن إيران تسعى لنشر التشيع في ليبيا، لكن محاولاتها باءت بالفشل.
وأشار إلى أن البرلمان المعترف به يدعم قائد الجيش اللواء خليفة حفتر الذي نجح في طرد «داعش» من مدن عدة. ووصف رئيس «حكومة الوفاق» التي تحظى بتأييد الأمم المتحدة فايز السراج بأنه شخص غير معروف ليبيا، ولا يُعرف من رشحه لرئاسة الحكومة. وقال إنه لا يملك أموالاً داخل ليبيا، ولا خارجها، لتستهدفه الولايات المتحدة بعقوباتها. وأقر بواقع الانقسام في بلاده، مؤكداً أن هناك ثلاث حكومات، وبرلمانين. وتمسك بموقفه الرافض لحكومة السراج ما لم يتم تعديل المادة الثامنة من اتفاق الصخيرات التي تنص على تسريح الجيش والأمن. وحذر من أن ليبيا تواجه شبح التقسيم الجغرافي ما لم يتدخل الملك سلمان بن عبدالعزيز للدفاع عن وحدتها وسلامة أراضيها. وكشف أن السلطات المعترف بها في بلاده لا تمانع في عودة عائلة العقيد معمر القذافي، إذا تم إلغاء العزل السياسي في ليبيا. «عكاظ» التقت صالح ودار الحوار على النحو الآتي:
• خلال زيارتك للمملكة، هل جرت لقاءات بينك ومسؤولين سعوديين؟
•• حتى الآن لم نلتق بأحد من المسؤولين السعوديين. وقد جئت لأداء العمرة، لكنّ هناك تواصلا بين سفيرنا في الرياض ومسؤولين سعوديين لتأكيد ضرورة تدخل المملكة في ما يجري في ليبيا؛ لأننا أقرب بعضنا لبعض من حيث التاريخ، والدين، والعلاقات الطيبة بين المملكة وليبيا، فنتمنى أن يكون للمملكة دور كبير في ما يتعلق بحلحلة الأزمة القائمة في ليبيا، والإيعاز إلى الوفود من ليبيا بحيث يكون هناك استكمال للحوار الليبي الليبي داخل المملكة، تحت إشراف مجلس النواب الليبي، وبدعم من الملك سلمان بن عبدالعزيز، والحكومة السعودية، والشعب السعودي، بمناسبة شهر رمضان المبارك. ونتمنى أن يخرج وفاق نهائي ومصالحة نهائية من المملكة، لمحبتنا لها.
• هل ترى أن إبرام اتفاق بين الليبيين في السعودية سيحل المشكلة على غرار اتفاق الطائف بين اللبنانيين؟
•• لا أعتقد أن يسمى طائفًا جديدًا، لأن اتفاق الطائف كان بين اللبنانيين، ومشكلات اللبنانيين للأسف لا تزال قائمة. نتمنى أن يطلق عليه اسم مكة أو السعودية أو أي اسم آخر يؤدي إلى نهاية النزاع والخصومة بين الليبيين نهائيًّا، ولا يحصل بعده أي خلاف أو مشكلات.
المشكلات سببها «الإسلام السياسي»
• في ليبيا اليوم، ثلاثة رؤساء حكومات وبرلمانان وتنازع على الشرعية.. لمن الشرعية في ليبيا اليوم؟
•• الشرعية لمجلس النواب المنتخب من الشعب الليبي. لا يوجد جسم شرعي إلا المنتخب من الشعب الليبي؛ لأن السيادة للشعب الليبي، وهو صاحب السلطة في ليبيا. ولكن للأسف دعني أرجع بك إلى الوراء قليلاً، عندما تم انتخاب مجلس النواب تم بناءً على قانون أصدره المؤتمر الوطني العام، وتم الانتخاب بكل نزاهة وشفافية، وتحت إشراف المجتمع الدولي، وجامعة الدول العربية. وكانت انتخابات نزيهة شارك فيها كل الليبيين بلا استثناء، لكن حينما خرجت النتائج لم تتحصل جماعة الإسلام السياسي على ما يريدون من مقاعد، وبدأوا يخلقون المشكلات، وتكوَّن ما يسمى «فايزر ليبيا»، وطالبوا بحل مجلس النواب قبل أن يجتمع. وهذا دليل على أنهم لمَّا فشلوا في الحصول على مراكز معينة بدأوا يعرقلون. وللأسف المجتمع الدولي لم يفِ بتعهداته الأخلاقية تجاه الشعب الليبي. صحيح أسقط نظام القذافي، لكنه تخلى عن ليبيا بعد أن دمر كل البنية التحتية وشتت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. تخلى عن ليبيا حتى وصلت إلى ما وصلت إليه الآن.
• كيف ترون تعامل المجتمع الدولي معكم؟
•• بعد انتخاب مجلس النواب، اعترف به المجتمع الدولي، على رغم أننا لا نحتاج إلى اعتراف نحن لسنا دولة جديدة؛ فقط السلطات انتقلت من المؤتمر الوطني إلى مجلس النواب. وقد أيد المجتمع الدولي الحكومة المنبثقة عنه. لكن للأسف على رغم هذا كانوا يكيلون بمكيالين؛ يوازون بين الطرفين الشرعي وغير الشرعي، يتحججون بالسيطرة على الأرض وبالقوة والميليشيات المسيطرة على طرابلس؛ بما يفيد أن هناك نيات أخرى للتدخل في ليبيا وتقسيمها، بدليل إصرارهم على مواقفهم حتى الآن.
ثلاث حكومات وبرلمانان ومؤتمران!
• دعني أسأل بوضوح أكثر: السيطرة على الأرض لمن؟
•• الآن السيطرة على الأرض للشرعية. للجيش الوطني الذي يخضع لمجلس النواب. الآن مسألة الأرض بدت شيئًا آخر. فقد جاءوا بحكومة سموها حكومة الوفاق. أنا في تصوري - كما ذكرت في بداية الحديث - توجد ثلاث حكومات بدل واحدة، وهناك مؤتمران وطنيان بدل واحد، ومجلس النواب. هناك انشقاق بسبب تدخل الأجانب، ومحاولتهم التعدي على إرادة الشعب الليبي كما هي موثقة في الدستور والقوانين. نحن دعونا المجلس الرئاسي للحضور أمام مجلس النواب، حتى نستطيع التفاهم، والاستفهام منهم، عن كيفية تشكيل حكومة، وعن الخطط المستقبلية، لنعرف مَنْ هؤلاء الأشخاص في مجلس النواب. لكنهم لم يحضروا للأسف حتى اللحظة. وطالبنا بتعديل الإعلان الدستوري؛ لأن هذا الوفاق ما لم يضمَّن في الدستور، فأعتقد أنه لا قيمةَ قانونيةً له؛ لأن هناك نصوصا تتعارض مع الدستور، وبالتالي من المعروف أن أي قانون أو عمل أو تصرف مخالف للدستور باطل لا يعتد به حتى يتم التعديل. للأسف حتى اللحظة السيد فايز السَّراج لم يجتمع معنا.
لا خلاف مع السراج ولكن...
• ما هو سبب الخلاف بينك والسراج؟
•• لا يوجد خلاف شخصي.
• إذا كان لا يوجد خلاف شخصي، فما سبب المشكلة بينكما؟
•• نحن نرى أنها حكومة مفروضة على الليبيين، بدليل أنه لم يتواصل مع مجلس النواب في مقر المجلس، ولم يدعُ أنصاره لتعديل الدستور حتى تتم شرعنة هذا الجسم. نحن نقول إن هذه الحكومة ما لم تمنح الثقة من مجلس النواب وتؤدي اليمين أمامه فكل أعمالها باطلة.
• هل رفض السراج الحضور إلى مجلس النواب؟.
•• لم يحضر!
• ألم يرسل إلى مجلس النواب من يحضر نيابة عنه؟
•• لا لا.. هو رئيس المجلس الرئاسي، وهو رئيس مجلس الوزراء ويعتبر رئيس الدولة ورئيس الوزراء. أعتقد أن خلق هذا الجسم الجديد غير صحيح، وغير قانوني، أن يكون رئيس الدولة هو ذاته رئيس مجلس الوزراء. لأن رئيس مجلس الوزراء يُساءل من مجلس النواب ويجتمع معه، ويحضر في أي لحظة يستدعيه مجلس النواب. لكن رئيس الدولة له ضمانات معينة واستحقاقات تختلف.
حضر المرة السابقة لتقديم أسماء الوزراء. وحتى هذه اللحظة لم تقدم السير الذاتية للمرشحين للوزارة. يعني يكتب أن فلان خريج سنة كذا، دون توقيع من صاحب السيرة الذاتية. حضر اليوم الأول. عن اليوم الثاني سمعت أنه قال لم تتحْ له الفرصة. بالعكس اليوم الذي حضر كان - هناك جلسة، والثلاثاء جلسة. والأهم أن السَّراج لا يزال عضواً بمجلس النواب؛ لأنه لم يقدم استقالته من المجلس ولم يمنح الثقة حتى نتعامل معه كرئيس.
• ألا يزال السراج عضواً في مجلس النواب؟
•• لايزال عضواً في المجلس، والمفروض أن يكون في مجلس النواب مع زملائه. وكان يفترض أن يتعاون ويتواصل دائمًا مع مجلس النواب، ويجتمع برئيس مجلس النواب ورؤساء اللجان في المجلس، ومع أعضاء المجلس. لكن يبدو أنه معتمد على الدعم الخارجي، بدليل أنه فوَّض الحكومة لتعمل قبل أن تنال الثقة.
• من مَنْ مدعوم؟
•• أعتقد أنه مدعوم من أمريكا.
• وما طبيعة الخلاف بين السراج واللواء خليفة حفتر؟
•• ليس هناك خلاف ظاهر، لكن التصرفات التي قام بها بتسمية الحرس الرئاسي، وقراراته بشأن مهمات الجيش، هذا كان يجب أن يتم التوافق عليه مع قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر. أن يكوِّن غرفة عمليات دون الرجوع إلى قائد الجيش، وأن يدعو إلى عدم الاهتمام بالجيش الوطني الذي يحارب الإرهاب، بل دحره في شرق ليبيا، إضافة إلى أننا نواب في النهاية، شعبنا يطالب برفع قضية على الحكومة ولا نستطيع بأي حال أن نتغاضى عن إرادة الشعب. نحن نواب الشعب، ووكلاء عنه، ويجب علينا أن نتقيد بهذه الوكالة. الشعب. الآن يطالب في بنغازي والأبيار والمرج والقب وطبرق وكل القبائل برفض هذه الحكومة، ولكن بالنسبة لي كرئيس مجلس النواب ما يهمني احترام الدستور والقوانين.
• ليبيا اليوم مقسمة. وبعض المحللين يقولون ليبيا تتجه إلى التفتت.. أنت كرجل قانون وقضاء، هل فعلاً ترى أن ليبيا اليوم انقسمت وذاهبة نحو التفتت؟
•• أعتقد بهذا التدخل الأجنبي، ودعم طرف ضد طرف آخر، فهي في اتجاهها إلى التقسيم، ما لم تبادر الدول العربية التدخل، وخصوصاً الملك سلمان بن عبدالعزيز. يجب عليهم جميعاً التدخل للدفاع عن ليبيا يجب عليهم التدخل مباشرة، وأن يقولوا للعالم إنه يجب عليه أن يحترم الشرعية في ليبيا، والدستور والقانون. أين الاتفاق إذا كانت هذه الأجسام المختلفة وهذا الرفض الكبير. هذا وفاق مفروض.
• في اتفاق الصخيرات المدعوم من المجتمع الدولي.. نتج عنه اختلاف لاحق. ما مصيره الآن؟
•• أولاً مجلس النواب أصدر قراراً عندما كلف لجنة الحوار بعدم التوقيع إلا بالعودة إلى مجلس النواب، وتم التوقيع دون العودة إلى مجلس النواب.
• تعني أن هناك خرقاً قانونياً؟
•• عندما تم هذا التوقيع جيء بهذا الاتفاق إلى مجلس النواب الذي درسه ثم صادق عليه لاحقاً، مشترطاً إلغاء المادة الثامنة؛ يعني ما لم يتحقق هذا الشرط لا يعتبر هذا الاتفاق سارياً وقانونياً.
رفض تفكيك الجيش والأمن
• وعلى ماذا تنص المادة الثامنة؟
•• تنص على الأجهزة الأمنية، والمقصود هو تفكيك الجيش وقيادته. وقرر مجلس النواب الموافقة على الاتفاق المذكور بشرط إلغاء المادة الثامنة. الطرف الثاني رفض. لجنة الحوار لم يعتمد توقيعها. معنى ذلك أن الوفاق السياسي لم يحدث.
• بمعنى أن اجتماع الصخيرات فشل ولم يحقق الهدف؟!.
•• نعم.. لعدم تنفيذ الشرط.
• هل تعتقد أن أي وساطات من الأمم المتحدة ستكون محايدة بالنسبة للوضع الليبي، أم أن الوضع لن يتغير؟
•• لا أعتقد أنها ستكون محايدة؛ لأنه يبدو أن هناك مصالح خاصة لبعض الدول، بدليل أن السيد السراج الذي أدعوه من خلال هذه المقابلة في «عكاظ» للحضور هو والمجلس الرئاسي، وكوبلر (المبعوث الأممي) لأنه هو السلطة الذي ينتقل من مكان إلى مكان، إلينا في مجلس النواب في طبرق الشرعية.
السيد السراج مع احترامي الشديد له، باعتباره عضواً في مجلس النواب، لم يكن مرشحًا لا من المجلس ولا من المؤتمر الوطني.
الرئيس شخصية غير معروفة!
• من رشح السراج إذن للمجلس الرئاسي؟
•• لا أعرف!
• هل تقصد أنه عيّن رئيسًا للمجلس الرئاسي فجأة وخرج بهذا المنصب دون معرفة الليبيين.
•• هو شخصية غير معروفة في الوسط الليبي، لكن المهم أن الحوار كان يرشح أشخاصاً، رئيس البرلمان ونوابه يرشحون. وقد رشحنا 14 اسماً، السراج لم يكن أحدهم، والمؤتمر الوطني لم يرشحه أيضاً. كيف أصبح رئيساً؟
• ما الفرق بين ليبيا القذافي وليبيا اليوم؟ يقول المراقبون إن الأمن والاستقرار كانا موجودين في عهد القذافي. أما اليوم فضاعا وضاعت معهما هيبة الدولة...
•• في عهد القذافي كان هناك الأمن فقط، ولكن لم تكن دولة مؤسسات. لم يقدم شيئاً: لا يوجد تعليم، بل تجهيل خلال تلك الفترة الطويلة. لو تشاهد ليبيا الآن البنية التحتية، المطارات، الموانئ، الجامعات.. تقول إن ليبيا غنية، لكن بصراحة القذافي لم يقم بشيء، ولكن كان هناك أمن، ما لم يتدخل المواطن في السياسة أو يعتدي على أحد. الناس كانوا أحراراً يذهبون حيث يريدون. الآن خُلقت الفوضى المقصودة بين الشعب الليبي الذي هو من نسيج واحد، ولولا هذا النسيج الاجتماعي بين الليبيين مع انتشار هذا السلاح فستكون هناك مذابح كبيرة. لكن النظام الليبي قبلي، تربطه روابط الدم والعلاقة التي تحد من التعدي. وشرق ليبيا عادت إليه الحياة الطبيعية بعد القضاء على «الدواعش».
دفن «الكتاب الأخضر»
• النفط بيد منْ هو الآن؟
•• بيد الحكومة الشرعية، وهي المسيطرة عليه بالكامل.
• بمناسبة «تجهيل التعليم» في عهد القذافي.. هل دفن الكتاب الأخضر أم لا يزال حياً؟
•• دفن ولا وجود له نهائيًّا. ربما بقي عند بعض الأشخاص من أنصار القذافي، وهذا شأن شخصي. والحقيقة أنه أصلاً لم يكن له تأثير.
• كيف تصف علاقتك مع اللواء حفتر؟
•• ممتازة، لأنه رجل ينتفض على الإرهاب في شرق ليبيا، بعد أن قتل الإرهابيون أكثر من 600 ضابط، والصحفيين، والنساء، فلما انتفض التف حوله الضباط والجنود. والآن الجيش - والحمد لله - على مشارف سرت. درنة تم تحريرها، بنغازي محررة. أجدابيا محررة. والآن حقول النفط تحت سيطرة الجيش.
• يقال إن اللواء حفتر لم يجد الدعم من الأوساط القبلية والعشائرية وبعض الشخصيات السياسية في ليبيا...
•• بالعكس مدعوم دعمًا كاملاً، ومن جهة برقة أكثر.
• قبلياً.. هل هو مدعوم؟
•• نعم في كل الاجتماعات حتى هذا اليوم .. ولولا الدعم الشعبي في البداية لما كان حفتر وصل إلى ما وصل إليه الجيش.
حفتر بحاجة لقليل من الدعم
• هل تعتقد أن حفتر قادر على السيطرة على ليبيا عسكريًّا؟
•• لو يتحصل على قليل من الدعم. نحن لا نحتاج إلى أفراد، والليبيون معروفون بشجاعتهم. تنقصنا بعض الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية. ومع هذا هل سمعت أن «داعش» طلبت مكانًا آمنًا للخروج سوى في بنغازي ودرنة؟
• من يدعم «داعش» و«القاعدة» في ليبيا؟
•• مجموعة من مصراتة، هم الذين يبعثون بالجرافات إلى بنغازي ودرنة. لكن الجيش مسيطر على الوضع.
• هل هناك دول تدعم الجماعات المتشددة في ليبيا؟
•• بالتأكيد، فقد ضبطنا أسلحة حديثة ومعدات وملابس تأتي من بعض الدول!
• هل هناك تمدد ل «الإخوان» في ليبيا؟
•• نعم.
• من الذي لا يزال يغذي «الإخوان»؟
•• أعتقد أنها تركيا، وكذلك اليمن تدعمهم.
• هل المصريون يدعمونكم؟.الرئيس السيسي قال عدة مرات إنه يدعم ليبيا...
•• المصريون لم يقصروا معنا.
• لكن «الإخوان» في ليبيا.. غالبيتهم ليسوا من مصر...
•• الإخوان في ليبيا ليس لهم أي تأثير أو سيطرة بدليل خسارتهم في الانتخابات.
• ما مدى تأثر الشباب الليبي بأفكار «القاعدة» و«داعش»؟
•• هؤلاء يريدون الاستيلاء على السلطة، بالقوة وليس التأثير. وثِقْ أنهم ليس لهم تأثير، لأن ليبيا لم تكن حاضنة لهذه الجماعات.
«الإخوان» يخسرون و«داعش» يتلاشى
• هل تعتقد أنهم بدأوا يخسرون التعاطف؟
•• بالتأكيد.
• لكن لا تزال هناك تفجيرات وإرهاب؟
•• التفجيرات ستظل، وهي دليل على خسارتهم. الآن «داعش» انتقلت إلى المنطقة الغربية، نتيجة وجود الميليشيات، واختلاط الأمور بعضها ببعض. لكن في الشرق «داعش» لم يعد لها وجود.
• هل لإيران محاولات لاختراق ليبيا؟
•• هناك محاولات ضعيفة للتشيع، لكن ليس هناك مجال نظراً لسماحة المذاهب في ليبيا، وتعددها.
• لكن إيران تحاول الاختراق...
•• أكيد.. وستظل لديها محاولات.
• كيف يمكن للسعودية أن تلعب دورًا لإرساء الأمن والسلام والاستقرار في ليبيا وإحلال التوافق بين الليبيين ووقف النزاع؟
•• المطلوب أولاً دعم السلطة الشرعية الليبية طبقًا للقانون. الجانب الثاني في ليبيا كما ذكرت هو القبائل، والتأثير دائمًا لأعيان القبائل. تقريب وجهات النظر، وهي ليست متباعدة، بين أعيان القبائل. ولكن بشرط اختيار أعيان القبائل، وليس أي شخص يأتي يقول أنا من أعيان القبيلة الفلانية. أعيان القبيلة لهم تأثير اجتماعي ونفوذ كبير، أنا متأكد من أن ذلك سيتحقق بإشراف السعودية، بشرط أن يرفع المجتمع الدولي يده، ويترك الأمر للسعودية ومصر والإمارات، لأن بإمكانهم أن يصلوا إلى حل ووفاق حقيقي بين الليبيين.
• هل تخشى الاغتيال؟
•• أنا لا أخاف إلا من الله سبحانه وتعالى.
• هل هُددت؟
•• حدث ذلك في حالات بسيطة، تصل إلى درجة التخويف.
• هناك عقوبات فرضت عليك من الأمم المتحدة، وعلى مجموعة من رجالات ليبيا. هل تخشى تلك العقوبات؟
•• لا تعنيني؛ لأنه لم يكن هناك سبب يوقع عليَّ عقوبات، وإن كنت لا أعرف أن هناك شخصا تفرض عليه عقوبات دون أن يُسمع دفاعُه عن نفسه، أو يعرف سبب wهذه العقوبات. ولا أعرف أن هناك قاضياً أمريكيا يحكم على شخص في ليبيا. والأهم من هذا أنه ليس لديَّ ولا عشرة دنانير خارج ليبيا، ولا حتى ملايين داخل ليبيا. يمكن بعض الآلاف، هم يعرفون ذلك جيداً، ولكن القصد أن هذا رئيس، مجلس النواب، ومؤثر من الناحية الاجتماعية، لأني من قبيلة كبيرة في ليبيا ولعل تهديده بهذه العقوبات يخيفه ليوافق على تمرير هذه الحكومة، أنا لا أعترض على حكومة الوفاق والدليل أيضًا أن لدي نائباً أول وثانيًا، وبإمكانهما عقد هذه الجلسة وهي صحيحة، لكن هذا الأمر المقصود به تمرير الحكومة من دون مراعاة للدستور، والقوانين، وإرادة الشعب الليبي.تحت رئاسة فلان وإلا فسنوقع عليك العقوبات. العقوبات لا تعني لي شيئًا، ليس لدي شيء أخاف عليه، ولا أخاف أبداً؛ لأنه لا يمكن التنازل عن كرامة ليبيا ووحدتها. أؤكد أننا لن نسمح بتقسيم ليبيا.
• هناك رجالات من ليبيا لهم أدوار مهمة إبان الثورة مثل عبدالرحمن شلقم.. أين هم الآن؟
•• السيد شلقم رشحناه للمجلس الرئاسي، لكنه اعتذر، وهو معروف، ومثقف، وتولى مناصب سياسية كبيرة وله دور كبير في نجاح ثورة 17 فبراير. ولكنه عندما رشح اعتذر، ونحن نأسف لأنه اعتذر كان من المفترض أن يكون ضمن هذا الفريق؛ لأنه سينال الثقة من الشعب الليبي، وهو رجل خبير، وله علاقات دولية.
• كيف ترى تصريحات وتصرفات أحمد قذاف الدم التي يخرج بها من وقت لآخر؟
•• للأسف يعتقد أن القذافي لايزال حيًّا، يريد عودة «الكتاب الأخضر» و«العلم الأخضر». هذه الطريقة لا ترضي الليبيين، ولن يكون له دور، على رغم أننا في مجلس النواب ألغينا قانون العزل السياسي، وكل الليبيين مرحباً بعودتهم لبلادهم، وممارسة حقوقهم السياسية، ولكن من خلال الانتخابات.
• ألا تزال لليبيا سفارة في دمشق؟
•• لا توجد. مغلقة.
• كيف تنظر إلى الأوضاع في سورية؟
•• كعرب نأسف لما يتعرض له إخواننا العرب. لكن هذا الحكم يظل يفرض نفسه على السوريين. ونتمنى أن تحل قضية السوريين دون مزيد من الخسائر، ونتمنى أن يصلوا إلى حل.
لا أعرف ملابسات اختفاء الصدر
• باعتبارك رجل قانون وقاضيا منذ نحو 40 عاماً... هل تعرف كيف اختفى الإمام موسى الصدر؟
•• لا أعرف. لأني كنت في القضاء. ورجال القضاء بعيدون عن السياسة.. ولم أكن محباً لدهاليز السياسة منذ ذلك الوقت.
• أرسلت رسالة إلى نظيرك اللبناني نبيه بري، قبل فترة حول قضية هنيبعل القذافي المعتقل في لبنان وأبديتم خلالها استعدادكم للتعاون من أجل كشف مصير الصدر؟
•• نحن نأسف على أي اغتيال، أو خطف، أو اعتداء على حرية إنسان خصوصاً إن كان ضيفًا على بلادنا. فهذا ليس من أخلاقنا، ولا عاداتنا أن يأتي شخص إلى بلادنا ويتعرض لما تعرض له موسى الصدر أو غيرهم، لكن ما سمعته من السيد بري أنه تم القبض على أحد أولاد القذافي، فقلت له إذا كان عليه جرائم يحاكم أمام القضاء الليبي. ما طلبناه منه وهو بعد محاكماته أمام القضاء اللبناني لا يسلم إلا للسلطات الليبية الشرعية.
• لكنكم أبديتم استعدادكم للتعاون بشأن اختفاء موسى الصدر...
•• سنتعاون في الكشف عن أية جريمة، سواء أكانت قتلاً أم غيره. موسى الصدر أو غيره.
الأبواب مفتوحة لعودة عائلة القذافي
• هل ستتبنى في مجلس النواب عودة عائلة القذافي إلى ليبيا؟
•• كما ذكرت لك فقد ألغينا قانون العزل السياسي، وألغينا قانون العفو وهذا معناه أننا كلنا ليبيون، ولا يستطيع أحد أن يطرد الليبي من وطنه، من يطالب بحق فليتجه إلى القضاء والعرف السائد في البلاد.
علاقة «رمادية» مع الجزائر
• يظهر أن علاقة ليبيا مع المغرب وتونس ممتازة لكن مع الجزائر كيف تصفونها؟
•• في المنطقة الرمادية!
• ومع قطر؟
•• لا توجد لنا علاقة مع قطر، على رغم أن هناك بوادر حسنة؛ ففي الفترة الأخيرة قدم وزير الخارجية القطري التعازي في الانفجارات الأخيرة واستهجن العمل الإرهابي، وأيد السلطة الشرعية في ما يتعلق بمؤسسة النفط.
• كم عدد الليبيين المهاجرين ؟ وأين يقيم أكثرهم؟
•• العدد ليس كبيراً لكن أكثرهم في تونس باعتبار أن المنطقة الغربية تربطها علاقات اجتماعية مع التوانسة. وفي مصر، حيث هناك علاقات مصاهرة وتجارة وفي المنطقة الشرقية، كما قلت موجودون أكثر حتى دون إقامة.
• بالنسبة للحياة الاجتماعية والمعيشية في ليبيا.. هل الفقر والبطالة زادت نسبتهما؟
•• لا يوجد ذلك؛ لأن كل الليبيين يتسلمون رواتب من الدولة حتى الآن. حصلت مشكلة في السيولة مختلقة، لكننا تغلبنا عليها وأمورنا طيبة.
• كلمتك الأخيرة...
•• نريد من المملكة أن يكون لها دور في ليبيا لحلحلة الأزمة، والملك سلمان يمكنه القيام بذلك نظراً لحاجة ليبيا إلى تدخله.
بروفايل
عقيلة ابن القانون.. أول رئيس منتخب لمجلس النواب الليبي
المستشار عقيلة صالح يعد الشخصية الوحيدة المنتخبة في الجسم السياسي الليبي، حيث انتخب كأول رئيس لأول مجلس نواب في ليبيا منذ نهاية عهد المملكة الليبية عقب انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969.
عقيلة المستشار القانوني ولد في 1 يناير 1944، والنائب المنتخب عن مدينة القبة شرقي ليبيا، فاز برئاسة مجلس النواب بعد مخاض صعب، ومنافسة قوية مع النائب أبو بكر بعيرة، الذي تسلم الرئاسة في الجلسة الافتتاحية باعتباره أكبر النواب سنا، وتمكن من التفوق عليه في الجولة الأولى بفارق ثلاثة أصوات، ثم حسم الأمر في جولة الإعادة في 4 أغسطس 2014.
واندلع نزاع دستوري على البرلمان، بعدما رفضته أطراف عديدة من الشعب الليبي، فرحل البرلمان إلى طبرق، واندلع نزاع مسلح بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. ثم قامت المحكمة الدستورية العليا بحل برلمان طبرق.
وهكذا وجد المستشار عقيلة صالح الخبير في العمل القضائي والقانوني متسلحا بخبرة تزيد على 45 سنة، عقب حصوله على ليسانس القانون العام من جامعة بنغازي عام 1970، وجد نفسه في مواجهة مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، كونه لم يكن منتخبا من مجلس النواب، وأن اختياره جاء من خارج المجلس، مضيفا أن الشعب الليبي لن يقبل أن يمنح الثقة لحكومته إلا من خلال تضمين الإعلان الدستوري، ثم التصويت على الحقائب الوزارية بعد عرض سيرهم الذاتية داخل المجلس، مشددا على أن المكان الطبيعي للقاء هو مدينة طبرق.
وعلى المستوى الخارجي، وجد عقيلة نفسه في مواجهة أخرى مع أمريكا والاتحاد الأوروبي اللذين يحملانه المسؤولية عن عرقلة التقدم السياسي في ليبيا. ونص قرار الإدانة الأمريكية على تجميد جميع ممتلكاته وأصوله الموجودة ضمن الولاية القضائية للولايات المتحدة أو الخاضعة لسيطرة أمريكيين. فيما تضمنت العقوبات الأوروبية، منعه من الدخول للأراضي الأوروبية وتجميد حساباته في البنوك الأوروبية.
غير أن عقيلة لم يأبه لكل هذه العقوبات، مؤكدا أنه لا يملك أي أموال داخل ليبيا أو خارجها، متمسكا بموقفه المطالب بحضور رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج إلى مقر المجلس النيابي المعترف به في طبرق، إن أراد نيل ثقة الشعب في حكومته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.