كنا ننظر في الماضي بعين الرجل وحده، رغم أن المجتمع مكون من أنثى وطفل أيضا، لهما أدوار في البناء بجانب الرجل، وعطلت النظرة الذكورية التي كانت سائدة آنذاك النمو الاقتصادي لفترات طويلة، لأن دخل الأسر كان يعتمد على فرد واحد، لكن تغير نظامنا الاقتصادي حاليا، مع تحديات العصر، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير الشاب محمد بن سلمان، من خلال مرحلة التمكين في رؤية 2030، ورأينا المرأة السعودية تشغل كثيرا من المهن والوظائف بعد أن سهلت لها الأمور والسماح لها بقيادة السيارة، وخروجها للعمل ليس بدعة غربية، بل كان حتمية تاريخية لا مفر منها، ولمسنا تغيرا في آراء كثير من الذين كانوا متوجسين من عمل المرأة وقيادتها السيارة، بعدما رأوا جديتها والإيجابيات الكثيرة التي جناها المجتمع اقتصاديا واجتماعيا. ولن نقول شيئاً من شأنه أن يعني بأن المرأة تملك وصياً عليها غير ضميرها وحده. إننا لا بد أن نثق بالمرأة إذا كنا نثق في أنفسنا، أما الزعم أنها عرضة لخداع الشيطان لأنها أنثى فهذه كذبة ممجوجة، والجميع يعلم من ابتدعها. وأما خواء المتطرفين من الطرفين في سبيل الانتصار لكل فريق، فهو غالباً ما يكون إرضاء للطرف الآخر بأننا هنا، والفريقان لا يمثلان الرجل ولا المرأة. الرجل الذي يعلم أن أولى صفاته هي المسؤولية، والمرأة التي تعلم أن أولى صفاتها هي المشاركة. أن يكون رحيماً داعماً لها، وأن تكون محفزة وداعمة له. وعلى الطرفين أن يغيرا النهاية بالتوقف عن رعونة المطالبات بالاستجداء والبكاء وتبادل التهم، والسعي سريعاً في البناء والتطور، والنجاح يبدأ حين لا يمانع الفرد في أن يتقدم خطوة إلى الأمام مصطحبا معه الطرف الآخر، وألا يحمله سبب تأخره.