وضع برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية الموقع الجغرافي والإستراتيجي لمدينة حائل السعودية، الواقعة في الشمال النجدي السعودي، في قلب خريطة التجارة العالمية، بعد دخول مطار حائل ضمن ال5 مطارات للخدمات اللوجستية في رؤية السعودية 2030، وذلك إثر توقيع عقود بأكثر من 200 مليار ريال، خلال فعاليات تدشين انطلاق برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات اللوجستية أخيرا. وسيجذب البرنامج 1.7 تريليون ريال من الاستثمارات، كونه إحدى ركائز رؤية المملكة 2030، وسيتضمن مشاريع للبنية التحتية والتحول الرقمي، و60 مبادرة واستثمارات تفوق 135 مليار ريال. ويبعد مطار حائل الدولي عن 11 عاصمة عربية في حدود 60 دقيقة فقط، وعن وسط أوروبا 180 دقيقة، بحسب هيئة المدن الاقتصادية، وتلك هي الميزة النسبية والجغرافية التي أهّلت مطار حائل الدولي كأحد أكبر مطارات السعودية في الخدمات اللوجستية، إضافة إلى تمتع مدينة حائل بخطوط طيران داخلية يومية. وتعد حائل المركز الرئيسي المشرف على المطارات الإقليمية للشمال السعودي، مع كبرى المدن السعودية والخليجية عبر طريق بري سريع وخط السكة حديد، الذي يربط الشمال والجنوب، وتتمتع بفرص استثمارية رائدة في الأعمال الزراعية والخدمات اللوجستية وصناعة مواد البناء؛ لتوافر المياه الجوفية والقاعدة الزراعية والكميات الهائلة من المواد الخام والمعادن بالمنطقة الشمالية. ووفقا للقاعدة الأساسية التي كشف وزير النقل الدكتور نبيل العامودي أن نجاح أي دولة صناعية ودولة تصديرية، تتمثل في قطاع الخدمات اللوجستية، بما في ذلك من طرق وسكك الحديد وموانئ ومطارات ومناطق اقتصادية حرة وشبكات لوجستية ذكية، جاءت القاعدة بمثابة المحك الحقيقي لنجاح حائل في دخول منظومة الخدمات اللوجستية سواء في التشييد والبناء، النقل والشحن، الصناعات المعتمدة على الإنتاج الزراعي، التعليم، الترفيه، التعدين، إذ إن اختيار مطار حائل يأتي لأسباب اقتصادية أهمها الموقع الإستراتيجي، سواء على مستوى المملكة أو الشرق الأوسط، إذ تقع في قلب نجد والشمال على تقاطع الخطوط الملاحية والخدمات المساندة لمنطقة الشرق الأوسط، كما تتمتع بمزايا نسبية أخرى منها أنها منطقة زراعية من الدرجة الأولى ومركز تعدين تزخر بثروات طبيعية، إضافة إلى كونها منطقة جذب سياحي. ووفقا للهيئة العامة للاستثمار حول المميزات الثمينة لمنطقة حائل، فإنها تفعّل موقع المملكة الإستراتيجي كحلقة وصل بين الشرق والغرب. ويعد مطار حائل الدولي الجديد ضمن المطارات اللوجستية في الرؤية السعودية 2030 الجاهزة للدخول نحو السوق الخليجية المشتركة، وتوحيد السياسات الجمركية والاقتصادية والقانونية، واستكمال إنشاء شبكة الطرق وشبكة سكك الحديد الخليجية؛ نظرا إلى توسط موقع مطار حائل الدولي الذي يشكل نقطة التقاء للبضائع والمعادن والمنتجات الزراعية، ويعد أيضا ملتقى لتجارة وتسويق وتصنيع تلك المنتجات السعودية؛ ما يرفع القيمة المضافة الناتجة عنها. وبحسب التكامل الإقليمي والدولي في الرؤية 2030، يعد اقتصاد المملكة الأكبر في الشرق الأوسط، ويبلغ إجمالي الناتج المحلي 2.4 تريليون ريال. وتمتلك المملكة علاقات اقتصادية وثيقة مع دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، إضافة إلى الدول الإسلامية والصديقة التي تسعى إلى إبرام شراكات تجارية جديدة، وتسهيل انسياب حركة البضائع وتنقل الأفراد وتدفق رؤوس الأموال، وتحقيق الترابط الفعلي مع الدول الأخرى المجاورة من خلال الخدمات اللوجستية ومشاريع البنية التحتية العابرة للحدود، ومنها مشاريع الربط البري وتأمين تواصل لوجستي وتجاري سلس؛ لتصبح المملكة من خلاله مركزا رئيسيا للتجارة العالمية وصولا إلى تحقيق تقدم في ترتيب المملكة، عبر مؤشر أداء الخدمات اللوجستية من المرتبة 49 إلى 25 عالميا والأول إقليميا.