بتاريخ 13 يونيو عام 2006م افتتح خادم الحرمين الشريفين مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ، ويؤكد افتتاحه حفظه الله لهذه المدينة الاقتصادية التزام حكومة المملكة بالتنمية الاقتصادية المتوازنة بين جميع المناطق، كما ويمهد الطريق أمام جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية للاستثمار في المملكة بشكل عام والى المدينة الاقتصادية بالتحديد . تقع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في منطقة حائل شمال المملكة، وأجواء هذه المنطقة معتدلة، حيث تتراوح درجات الحرارة بين 10إلى40 درجة مئوية، وتعتبر منطقة حائل من أغنى مناطق المملكة بمصادر المياه الجوفية حيث تملك المنطقة أعلى مخزون مياه في المملكة، وتنعم هذه المنطقة بالعديد من المزايا النسبية أهمها موقعها الاستراتيجي، حيث تقع في قلب منطقة الشرق الأوسط وبالقرب من دول شمال المملكة وعلى تقاطع طرق النقل البري والسكة الحديد وبالقرب من مطار دولي، وكذلك تحظى المنطقة بمقومات كثيرة منها كونها قاعدة عريضة وتاريخية للقطاع الزراعي، إضافة إلى المخزون الكبير من المعادن، وأيضا الإمكانات التاريخية والسياحية، إضافة إلى ما ذكر تمر منطقة حائل في السنوات الأخيرة بنقلة كبيرة من التطور الاقتصادي وإنشاء العديد من المرافق العامة كالمستشفيات والطرق والكليات والمدارس . ومن حيث التركيبة السكانية للمنطقة تعتبر المنطقة مجتمعا شبابيا، حيث يبلغ عدد السكان 600 ألف نسمة منهم 55% أعمارهم أقل من 15 سنة، وتشكل نسبة الشباب ذوي الأعمار اقل من 29 سنة 83%، وتعتبر هذه التركيبة من السكان مميزة عالمياً، ويشكل ذلك فرصة وتحديا في الوقت ذاته، حيث تكمن الفرصة في توفر الكوادر الشابة من المواطنين والمواطنات اللازمة للعمل في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية والتحدي في توفير الفرص الوظيفية المناسبة لهؤلاء الشباب والشابات. جميع هذه المزايا مجتمعة ستؤدي بحول الله تعالى إلى تطوير مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية كمركز إقليمي للنقل والخدمات اللوجستية – ويقصد بهذا المصطلح إدارة تدفق البشر والبضائع والطاقة والمعلومات من منطقة الإنتاج إلى منطقة الاستهلاك، ومن المتعارف عليه دولياً صعوبة وحتى استحالة تبادل التجارة والأعمال والتصنيع بدون منظومة لوجستية متكاملة تشمل الاستيراد والتصدير والنقل والتجميع والتخزين والتوزيع، وهذه هي الرؤية التي بنيت على أساسها فكرة مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل . تبلغ مساحة مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية 156 مليون متر مربع، وتم إعداد الدراسات الاستشارية لتطوير المدينة كمركز إقليمي متكامل المنظومة في قطاع النقل واللوجستيات، وتستضيف المدينة العديد من القطاعات التنافسية التي سيتم بناؤها لاستكمال منظومة النقل واللوجستيات وتلك العناصر هي مطار دولي، وميناء جاف، وسكة حديد الشمال الجنوب، ومحطة لنقل الركاب، ومحطة لنقل البضائع، ومركز متكامل للنقل واللوجستيات، وشبكة من الطرق التي تربط مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بشبكة الطرق الرئيسية في المملكة، وتشمل القطاعات الأخرى المخطط لها في المدينة الصناعات التصنيع الزراعي، الخدمات المساندة لصناعات التعدين، والصناعات المكملة للبتروكيماويات. أيضاً هناك القطاعات المساندة داخل المدينة وهي قطاعات العقار التجاري والسكني، التعليم، الصحة، التقنية، والترفيه، حيث يشكل مجموع هذه القطاعات المساندة حوافز إضافية تجارية وسياحية . بالتناسب مع ضخامة المشروع، تم حصر مجموعة كبيرة من الفرص الاستثمارية موزعة حسب القطاعات وتختلف هذه الفرص من حيث حجم الاستثمارات والمردود الاستثماري وعدد الوظائف المحدثة للمواطنين، وشملت قائمة الفرص الاستثمارية قطاعات النقل واللوجستيات، والزراعة، التجارة، الصناعة، البنية التحتية، البتروكيماويات، العقار، والسياحة. ومن القطاعات التي تتطلب توفر خدمات النقل واللوجستيات قطاع الزراعة، حيث تبلغ مساحة المناطق الزراعية في المنطقة أكثر من 21 ألف هكتار (حوالي 210 كم مربع)، ويقدر حجم الإنتاج السنوي لمنطقة حائل من الفواكه والخضروات 1،135 ألف طن (يشكل 11.4% من حجم إنتاج المملكة) ويشكل إنتاج منطقة حائل من البطاطا 33% من مجموع إنتاج المملكة، و950 ألف طن من التمور (يشكل 10.4% من إنتاج المملكة)، وتوضح هذه الكميات الكبيرة من الإنتاج الزراعي الحاجة إلى طاقة استيعابية من خدمات النقل واللوجستيات لتغليف ونقل وتسويق هذه المنتجات داخل وخارج المملكة. وأيضا تشتهر المنطقة بتربية المواشي مما يتطلب نوعية مخصصة من خدمات النقل واللوجستيات. وبحلول العام 2020 يتوقع أن تساهم مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في 14 مليون طن من حجم البضائع في المملكة، وأيضا بحلول العام 2016م، ومن المتوقع أن يصل حجم الطلب لدول الخليج من الغذاء والمشروبات أكثر من 127 مليار ريال، وسيكون للمدينة دور قيادي وواضح لتلبية متطلبات النقل واللوجستيات في المنطقة. ويتضمن مشروع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية على العديد من مشاريع البنية التحتية المرتبطة بقطاع النقل واللوجستيات، حيث يقدر الحجم السنوي للركاب القادمين إلى محطة السكة الحديد 2.3 مليون راكب، بينما يصل العدد إلى 3.1 ملايين راكب قادمون عن طريق المطار الجوي. وتشمل مشاريع النقل واللوجستيات في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية: المطار الجوي: يعتبر المطار الجوي من أهم عناصر منظومة النقل واللوجستيات في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، وتتكامل الخدمات اللوجستيات في المطار مع العمليات والتشغيل ومناولة البضائع والتغليف وخدمات نقل الركاب، ويتوقع أن يخدم المطار أكثر من 3.1 ملايين راكب سنوياً إضافة إلى 130 ألف طن من البضائع. محطة السكة الحديد متعددة الأنماط لنقل الركاب: تشمل محطة السكة الحديد إضافة إلى خدمات نقل الركاب بالسكة الحديد على أنماط أخرى لنقل الركاب بالحافلات وسيارات الأجرة، ويتوقع خلال العشرة أعوام القادمة أن تستقطب هذه المحطة 2.3 مليون راكب. محطة سكة حديد نقل البضائع: سوف تنشأ محطة سكة حديد نقل البضائع منفصلة عن محطة نقل الركاب لاستيعاب حركة نقل البضائع. الميناء الجاف: يشمل الميناء الجاف على محطات الحاويات والمخازن ومراكز العمليات والتشغيل ، ويبلغ حجم البضائع التي يتم تناولها في الميناء 1,6 مليون طن. مركز عمليات النقل واللوجستيات: يقع المركز بالقرب من المطار الجوي والميناء الجاف، وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذا المركز 1.6 مليون طن من البضائع القادمة من الميناء الجاف و130 ألف طن قادمة من المطار الجوي. شبكة الطرق: تقوم وزارة النقل بتنفيذ خطة طموحة لإنشاء واستكمال محاور ربط منطقة حائل بشكل عام ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بشكل خاص، حيث تم الاعتماد للعام 2009 طرق مجموع أطوالها 408 كم بتكاليف إجمالية تصل إلى 765 مليون ريال، وحالياً تبلغ أطوال الطرق تحت الإنشاء في المنطقة أكثر من 1300 كم بتكاليف إجمالية تصل إلى 2.358 مليون ريال، منها استكمال الجزء الواقع داخل حرم المدينة طريق القصيم/حائل/الجوف السريع، وطريق حائل المدينةالمنورة المباشر، واستكمال الطريق الدائري في حائل وغيرها من الطرق، كما يتم استكمال التقاطعات الخاصة بالمدينة على طريق القصيم/حائل/الجوف السريع عند مخرجي الخطة وبقعاء. إضافة إلى البنية التحتية لقطاع النقل واللوجستيات في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، هناك مجموعة من الفرص الاستثمارية لإنشاء شركات تكمل منظومة النقل واللوجستيات، وتغطي الفرص الاستثمارية شركات في أنشطة النقل بالشاحنات لنقل المواد المبردة ، وأنشطة نقل المواد الثقيلة لكون منطقة حائل غنية بالمعادن كالفوسفات والبوكسايت وتقوم هذه الشركات بنقل مواد البناء لسد الطلب المتوقع بإنشاء أكثر من 30 ألف وحدة سكنية، وشركات لخدمات وصيانة السكة الحديد، حيث تصل أطوال سكة حديد الشمال الجنوب 2ألف كم، إضافة إلى الكثير من الشركات التي ستنشأ لتغطية احتياجات التشغيل والصيانة والأمن والتموين والعناصر الأخرى المرتبطة بالنقل واللوجستيات كالتخليص الجمركي ومناولة البضائع . مما سبق يتضح ضخامة وتكامل منظومة النقل واللوجستيات لمدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل، وبتضافر جهود جميع الجهات المشاركة في بناء هذا الصرح الوطني الطموح تكتمل منظومة النقل واللوجستيات الداعم الأول لنجاح مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، وبعون الله تكتمل تلك المنظومة بأعلى المستويات العالمية لتأكيد موقع مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية على خارطة المراكز الإقليمية والدولية لنقل وتوزيع منتجات منطقة حائل إلى جميع مناطق المملكة، وكذلك لتكون مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية المركز الرئيسي للنقل والخدمات اللوجستيات داخل وخارج المملكة (انظر الخارطة) إلى دول الشمال وتركيا ومنها إلى أوروبا باستخدام السكك الحديدية . وكذلك لإيصال خدمات النقل واللوجستيات إلى دول الخليج المجاورة باستخدام الشاحنات أو السكة الحديد ومنها بالسفن إلى دول آسيا، والى اليمن في الجنوب ، والى دول إفريقيا عن طريق النقل بالسكة الحديد أو الشاحنات إلى موانئ المملكة على السواحل الغربية ومنها بحراً إلى دول إفريقيا . * مستشار قطاع النقل واللوجستيات الهيئة العامة للاستثمار