أعلن الرئيس التركي أردوغان منع شركة «أوبر» من تقديم خدماتها في تركيا استجابة لاحتجاجات سائقي الأجرة الأتراك، لكن حتى في إعلانه منع «أوبر» من العمل في تركيا أظهر الرئيس التركي «شيفونيته»، وأبرز عقدته من أوروبا بقوله «لدينا نظام سيارات الأجرة الخاص بنا، من أين أتى أوبر إلينا؟ هو يستخدم في أوروبا، هذا لا يعنيني، سنقرر بأنفسنا»، فأوبر يعمل في معظم دول العالم وليس أوروبا وحدها، كما أن الضرر الذي سيلحق بالمستفيدين من خدماته من المواطنين والسياح أكبر من الفائدة التي ستجنيها فئة محدودة من سائقي الأجرة بعضهم يقدم صورة سلبية لتركيا بجشعه وسوء تعامله! تركيا ليست وحدها التي شهدت مقاومة من سائقي سيارات الأجرة التقليديين لشركات تقديم خدمات النقل بواسطة التطبيقات الذكية، ففي أوروبا نفسها هناك احتجاجات في إسبانيا وبريطانيا وغيرهما، لكن الحكومات الواعية تضع في اعتبارها حقوق المستخدمين أيضا خاصة في الدول التي يلعب السياح دورا أساسيا في ازدهار اقتصادها، فالمسألة ليست الحفاظ على مصالح سائقي الأجرة بقدر ما هي أيضا الاهتمام بمصالح المجتمع! تطبيقات خدمات سيارات الأجرة الذكية جسدت ثورة في عالم النقل، وهو من ملامح التغيير في مستقبل الحياة، تماما كظهور تطبيقات استئجار السيارات الذكية، وهو تغيير حتمي يفرضه إيقاع التحول الرقمي العالمي نحو مستقبل يحكمه الذكاء الاصطناعي، والمقاومة التي تظهر هنا أو هناك لن توقفه وإن عطلته، ففي النهاية يشق تيار الماء مساراته الطبيعية!