بلا شك أن أوبر وعددا من التطبيقات المشابهة قد حلوا أزمة المواصلات بالنسبة لكثير من الناس، لاسيما النساء في السعودية، حيث محظور عليهن القيادة، لذا يلجأن لمثل هذه التطبيقات من باب «مكرها أخاك لا بطل» .. عندما تكون نسبة النساء من مجمل مستخدمي أوبر 80%، بينما الرجال 20% يجب أن يؤخذ رأيها بعين الاعتبار حول الخدمة المقدمة، فهي العميل رقم واحد. منذ أيام صرحت أوبر لبعض الصحف أنها بعد خمس سنوات تستهدف تشغيل 100 ألف سائق سعودي! أي في عام 2017 سيكون هناك 20 ألف سائق سعودي متعاون في هذه الشركة. الشيء الذي ربما تجهله أوبر، أو تتجاهله هو أن النساء على اختلافهن عندما يطلبن سيارة عبر التطبيق، ويظهر لهن أثناء الطلب أن السائق بسيارته الخاصة سعودي، فإنهن يقمن بإلغاء الطلب فورا، وإعادة الطلب مرات ومرات إلى أن يظهر سائق غير سعودي، حتى لو اضطرت بعد ذلك أن تطلب سيارة أغلى! يبدو أن تصريح أوبر الأخير لم يكن موفقا، فكثير من الآباء والأشقاء والأزواج سيمنعون بناتهم وزوجاتهم وشقيقاتهم من استخدام هذه الخدمة التي ربما اضطرتها للركوب ولو مصادفة مع قريب، أو ابن للجيران، أو حتى زميل لشقيقها في العمل. سعودة السائق في أوبر أو ما يشبهها من شركات، يفترض ألا يكون من ضمن الأوليات ما لم تكن هناك حاجة ملحة. إن الربح المادي للشركة وخدمة شريحة عريضة من النساء اللاتي عانين لعقود من سوء المواصلات هما الأهم، فأوبر ليس فرصة وظيفية بقدر ما هي خدمة قدمتها للمجتمع وسهلت عليه أمورا كثيرة. لذا على الشركة أن تنظر في تصريحاتها الصحفية، فخدمة العميل وراحته هما المطلب الأساسي، وليس السعودة فقط، فعليها أن توفر للشريحة الأكبر من عملائها(النساء) الراحة لا الشقاء الذي يدفع أحداهن إلى أن تلغي الطلب مرة، ومرتين، وربما في المستقبل اضطرت أن تلغيه عشرين ألف مرة. الذي دفعني لكتابة هذا المقال إحدى الصديقات التي عندما قرأت التصريح صكت وجهها، ثم عمدت إلى تنزيل تطبيق آخر غير أوبر .. تحسبا للسائق السعودي القادم، قائلة: «اركب مع أبو الجيران اصرف»!