قرأت خلال الأسبوع الماضي خبرا منشورا في الصحف نقلا عن الإدارة العامة للمرور، مفاده إن إدارة المرور قررت الامتناع عن الاكتفاء بالاختبار العملي الفوري لاستخراج رخصة القيادة، وإن على المتقدمين للحصول على الرخصة الالتحاق أولا بدورة تدريبية في القيادة مدتها 90 ساعة لمن لا يجيد القيادة، و30 ساعة (لمن يجيدها)! فهل هذا الخبر صحيح؟ هل صحيح أن المرور قرر أن يفرض على الناس الالتحاق بدورة تدريبية لتعلم القيادة حتى من كان منهم ليس في حاجة إليها؟ إن هذا الخبر يثير الاستغراب! ولا أدري كيف مر بصمت فلم يشر إليه أحد! وما يثير الاستغراب في الخبر، على الأقل استغرابي أنا، أنه لم يرد فيه أي تعليل لطلب المرور من كل من يتقدم بطلب استخراج رخصة قيادة، أن يلتحق أولا بدورة تدريبية لتعلم القيادة، حتى وإن كان ممن يجيدونها! ما الفائدة من إلزام من يجيد القيادة بالالتحاق بدورة تدريبية لتعلمها؟ أين المصلحة في هذا؟ أرجو ألا يكون الأمر مجرد فتح باب رزق لمتعهد تلك الدورات! الأمر الآخر الذي لم أفهمه أيضا، ما معنى عدم العمل بالاختبار الفوري للقيادة؟ هل يعني إلغاء الاختبار والاكتفاء بشهادة الالتحاق بالدورة؟ إن كان هذا هو المقصود، كيف يضمن المرور أن كل المتقدمين للحصول على رخصة القيادة، التحقوا فعلا بالتدريب وأتقنوا القيادة؟ ألا يمكن أن تدخل احتمالات الكذب والغش في هذا؟ هناك من يشتري شهادات الماجستير والدكتوراه، فهل يستبعد وجود من يشتري شهادة الالتحاق بالدورة واجتياز التدريب؟ إلزام الناس بالالتحاق بالدورة، ليس ضمانا لإتقانهم الفعلي للقيادة. إن أخشى ما أخشاه أن يكون الاتكال على الالتحاق بالدورة التدريبية عاملا في أن تتحول طرقاتنا إلى ساحة من ساحات ألعاب الأطفال المملوءة (كريزي كارز). أخيرا، هل طلب الالتحاق بدورة التدريب إلزام خاص بالذين يطلبون الحصول على رخصة قيادة لأول مرة، أم أنه يشمل حتى الذين يرغبون في تجديد رخصهم؟ [email protected]