في مشروع يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة في التعامل مع مشكلات فتيات الظروف الخاصة، بدأ نادي "سماي" التدريبي بالمنطقة الشرقية مرحلته الثانية لتأهيل 60 فتاة ممن يقمن في دور الرعاية الاجتماعية تأهيلاً فكرياً، من خلال إحداث نقلة تغيير في البناء الفكري للفتيات للوصول إلى الاستقرار النفسي والسلوكي، وذلك بعد نجاح المرحلة الأولى التي استمرت 3 سنوات قدم فيها النادي مختلف البرامج التوعوية، والتثقيفية، والترفيهية للفتيات بإشراف من جمعية "جود" النسائية الخيرية بالدمام، وعلى أيدي مختصين ومدربين. وحملت المرحلة الثانية في بدايتها الكثير من الدورات والبرامج خاصة بعد الدعم الذي لقيه النادي من شركة أرامكو السعودية التي ساهمت بتذليل الصعاب أمام النادي للوصول إلى أهدافه وتحقيق غاياته. وكشفت مديرة نادي "سماي" التدريبي، المدربة المعتمدة في التنمية البشرية، والباحثة في شؤون الأيتام آمال الفايز أن "المرحلة الثانية تستهدف 60 يتيمة بزيادة 15 فتاة عن المرحلة الأولى، وهن من المقيمات في دار التربية بالأحساء، ودار الحضانة الاجتماعية بالدمام، ويتولى فريق النادي العمل على تنفيذ برامج منوعة لهن على المدى الطويل ولا تكون مرتبطة بمناسبة أو فعالية كما هو معتاد للأنشطة المقدمة للأيتام التي عادة ما تكون قصيرة المدى". وأضافت أن "رسالة المشروع تكمن في إحداث نقلة تغيير في البناء الفكري لفتيات الظروف الخاصة بأساليب علمية وعملية متميزة وحديثة، من أجل الوصول إلى فتيات مستقرات نفسياً وسلوكياً، ومندمجات في مجتمعهن، ويملكن الدافعية لتحقيق النجاح في الحياة العملية". وأشارت إلى أن المشروع يركز على تدريب الفتيات على مختلف مهارات الحياة لرفع الثقة بالنفس، إلى جانب الأنشطة التثقيفية، والمسابقات، والبرامج المنوعة التي تساعد على تحقيق النمو الشخصي للمشاعر، والأفكار، وتعمل على تنظيمها بما يعرف ب"الذكاء العاطفي". وأكدت الفايز أن المشروع الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المملكة من حيث التخصص في التعامل مع مشكلات فتيات الظروف الخاصة، يسعى لتعميم هذه الفكرة على مناطق المملكة عبر تقديم الدورات المؤثرة للفتيات التي تساعد في رفع درجة الوعي لديهن بضرورة التغيير الإيجابي، وإيجاد البيئة المناسبة لذلك، مما يشجع الفتيات على التواصل الفعال مع المجتمع بعد تصحيح معتقدات البعض عن أنفسهن، والعمل على رفع تقديرهن لذواتهن، وتعزيز الجانب الروحي، والتركيز على القيم الأخلاقية المفقودة، مع الحرص على تعويد الفتاة على تحمل مسؤولياتها الشخصية، والاستقلالية، والتكيف مع الصعوبات والعقبات" مشيرة إلى أن النادي أجرى دراسة حول الفتيات المستهدفات، وجمع المعلومات عنهن، مما أفاد كثيرا في تقديم ما تحتاج إليه الفتيات من تأهيل وتطوير يتناسب وطبيعة ظروفهن واحتياجاتهن. وأوضحت مديرة النادي أن الفتيات بسبب ظروفهن الخاصة أصبحن يعانين من قصور في إشباع حاجة الانتماء والأمان مما جعل المشروع يحرص على تحقيق انتمائهن للجهة التي تقدم لهن التغيير، وتعزز ثقتهن العالية في فريق العمل، مما يجعلهن أرضا خصبة تقبل ما يقدم لها من الخير. وأكدت أن المشروع لم يكن مركزاً تدريبياً فقط، بل كان بمثابة البيت الثاني للفتيات، وأصبح فريق العمل المحب المخلص يمثل أسرة وأخوات للفتيات، وهذا سبب رئيسي في نجاحه.