تحت رعاية ولي العهد.. السعودية تستضيف غداً مؤتمر الاستثمار العالمي لعام 2024م في الرياض    "السجل العقاري" يبدأ تسجيل 227,778 قطعة عقارية بمدينة الدمام والخبر والقطيف    «التعليم» تطلق برنامج «فرص» لتطوير إجراءات نقل المعلمين    "البرلمان العربي" يرحب بإصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزراء كيان الاحتلال ووزير دفاعه السابق    جلسة تكشف الوجه الإنساني لعمليات فصل "التوائم الملتصقة"    أمر ملكي بتعيين 125 «مُلازم تحقيق» على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي    " هيئة الإحصاء " ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8% في سبتمبر من 2024    اقتصادي / الهيئة العامة للأمن الغذائي تسمح لشركات المطاحن المرخصة بتصدير الدقيق    الأرصاد: أمطار غزيرة على عدد من المناطق    15 مليار دولار لشراء Google Chrome    أقوى 10 أجهزة كمبيوتر فائقة في العالم    تنافس شبابي يبرز هوية جازان الثقافية    يلتهم خروفا في 30 دقيقة    مسودة "كوب29" النهائية تقترح 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة    «اليونيسف» تحذر: مستقبل الأطفال في خطر    "الداخلية" تختتم المعرض التوعوي لتعزيز السلامة المرورية بالمدينة    3 أهلاويين مهددون بالإيقاف    افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض    وزير الثقافة: القيادة تدعم تنمية القدرات البشرية بالمجالات كافة    المدينة: ضيوف برنامج خادم الحرمين يزورون مجمع طباعة المصحف ومواقع تاريخية    لماذا رفعت «موديز» تصنيف السعودية المستقبلي إلى «مستقر» ؟    «مجمع إرادة»: ارتباط وثيق بين «السكري» والصحة النفسية    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    600 شركة بولندية وسلوفاكية ترغب بالاستثمار في المملكة    "الحياة الفطرية" تطلق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    بحضور سمو وزير الثقافة.. «الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    تحفيزًا للإبداع في مختلف المسارات.. فتح التسجيل في الجائزة السنوية للمنتدى السعودي للإعلام    فعاليات متنوعة    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    القِبلة    «واتساب» يتيح التفريغ النصي للرسائل الصوتية    أمراء ومسؤولون يواسون أسرة آل كامل وآل يماني في فقيدتهم    الأكريلاميد.. «بعبع» الأطعمة المقلية والمحمصة    تأثير اللاعب الأجنبي    الخليج يُذيق الهلال الخسارة الأولى في دوري روشن للمحترفين    «النيابة» تدشن غرفة استنطاق الأطفال    فرع وزارة الصحة بجازان يطلق حزمة من البرامج التوعوية بالمنطقة    «صواب» تشارك في البرنامج التوعوي بأضرار المخدرات بجازان    القبض على مقيم لاعتدائه بسلاح أبيض على آخر وسرقة مبلغ مالي بالرياض    "تقني‬ ‫جازان" يعلن مواعيد التسجيل في برامج الكليات والمعاهد للفصل الثاني 1446ه    خسارة إندونيسيا: من هنا يبدأ التحدي    مشكلات المنتخب    المدى السعودي بلا مدى    الأساس الفلسفي للنظم السياسية الحديثة.. !    1.7 مليون ريال متوسط أسعار الفلل بالمملكة والرياض تتجاوز المتوسط    معتمر فيتنامي: برنامج خادم الحرمين حقّق حلمي    سالم والشبان الزرق    الجمعان ل«عكاظ»: فوجئت بعرض النصر    الحريق والفتح يتصدران دوري البلياردو    إبر التنحيف وأثرها على الاقتصاد    «سلمان للإغاثة» ينظم زيارة للتوائم الملتصقة وذويهم لمعرض ترشح المملكة لاستضافة كأس العالم 2034    فيصل بن مشعل يستقبل وفداً شورياً.. ويفتتح مؤتمر القصيم الدولي للجراحة    وزير التعليم يزور جامعة الأمير محمد بن فهد ويشيد بمنجزاتها الأكاديمية والبحثية    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    "العوسق".. من أكثر أنواع الصقور شيوعًا في المملكة    سعود بن نايف يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حصول 7000 شخص على شهادات وهمية من جامعات إحداها تديرها عصابة في سجن
نشر في ذات الخبر يوم 25 - 05 - 2013

وليد ابو مرشد سلك الدكتور موافق بن فواز الرويلي عضو مجلس الشورى دربا طويلة, أخذت من وقته وجهده أكثر من خمس سنوات ليكشف عن أكثر من 7000 آلاف شخص يحملون الشهادات الوهمية في المملكة بين مسؤولين في القطاعين العام والخاص وإستشاريين ومدربين, وليتحصل على مشروع قرار من مجلس الشورى ضد حَمَلة هذه الشهادات, وتوصية بإنشاء مركز وطني لمعادلة وتوثيق الشهادات العليا.
الدكتور الرويلي يشعر بفرحة كبيرة نتيجة لهذا الانتصار, ضد حَمَلة الشهادات الوهمية, مؤكدا أن التصويت لصالح القرار بأكثر من 106 أصوات يعد انتصارا كبيرا ودعما وافرا من أعضاء مجلس الشورى, حيث يعد من أعلى نسب التأييد على مشروع يطرحه المجلس للتصويت.
طلبت اللقاء بالدكتور موافق, وكان رجلا عمليا بمعنى الكلمة, فوافق على اللقاء واقترح أن يكون في مقهى بسيط «وبلا شكليات» يقبع أمام أسوار الجامعة, وكأنه يرفض الابتعاد عن سور الحرم الأكاديمي الذي ظل ينافح ويحارب لسنوات ضد من يحاولون القفز عليه بشهادات وهمية.
وأكد أنه لم يهتم أبدا لحملات التشكيك التي طالته من حَمَلة هذه الشهادات, كاشفا أن إحدى هذه الجامعات راسلته طالبة منه التوقف عن حملته وأنها أقفلت مكاتبها في المملكة, مضيفا :» قلت لهم أبرك الساعات, وفراقكم عيد».
* نود أن تحدثنا عن بدايات حملتك ضد الشهادات الوهمية إلى أن أنتهت بتصويت مجلس الشورى على مشروع يجرّم هذه الشهادات؟
- قصتي مع الشهادات الوهمية بدأت من مجلس الشورى, ففي الدورة السابقة تحدث عدد من الزملاء عن الشهادات الوهمية موجهين نقدا حادا لوزارة التعليم العالي, وبعدها بدأت رحلة التساؤلات والبحث خصوصا مع حداثة تعييني عضوا في المجلس, وكتبت حينها توصية أطالب وزارة التعليم العالي بالتقصي في هذا الموضوع, ولكنني سحبت التوصية بعدها بأيام.
* لماذا سحبتها؟
- بعد ان ذهبت لمكتبي بدأت البحث عبر الإنترنت فوجدت "البلاوي والهوايل" في موضوع الشهادات الوهمية, وهنا بدأت الرحلة الطويلة التي امتدت منذ خمس سنوات وحتى اليوم. قبل ان أصبح عضوا بالشورى كنت أعمل في أحد المصارف كمدير للتوظيف والتدريب وكانت تأتيني بعض الشهادات الغريبة, وكنت أطالبهم بمعادلتها لدى التعليم العالي ولكنهم لايعودون, وكانت وقتها أمراً غير لافت لقلة عددها. ولكن يبدو لي انه خلال السنوات الأخيرة تزايدت الشهادات والجامعات وتزايد الوهميون. واذكر في مرحلة تحضيري لرسالة الدكتوراة في الولايات المتحدة قبل سنين طويلة قرأت كتابا اسمه "مرض الشهادات" قدمه لي ونصحني بقراءته أحد أساتذتي, وعندما قرأته أردت إعادته له فقال هذا هدية مني وستحتاجه في يوم من الأيام، فقلت له نحن نعاني من أمية في بلدي فرد علي بقوله: ستصلون في يوم من الأيام لمرحلة مرض الشهادات, وشكّلت هذه القصة شرخا في رأسي لأن رؤية ذلك الرجل تحققت وعدت للكتاب مرة أخرى بعد اهتمامي بالقضية, وقرأت كل ما طرح محليا حول هذه القضية فوجدت حقائق مهولة خصوصا مع تبجح البعض بنشر إعلانات مدفوعة في الصحف للتبريكات لحصوله على شهادة, بل وبعضهم ذبح "قعدان" احتفاء بشهادته الوهمية.
* وكيف بدأت تتكشف لك السلسلة؟
- أكثر ماحيرني هو مراوغة مكاتب هذه الجامعات, حيث تقفل "وزارة التعليم العالي" مكتبا لهم في أحد شوارع مدننا الرئيسة اليوم ليفتح تحت اسم جديد في الشارع المقابل! أو في مدينة أخرى. وقد حصلت وزارة التعليم العالي من وزارة الداخلية على الإذن بإقفال مكاتب معينة ومنع استخدام الألقاب الممنوحة من هذه الجامعات في القطاعين العام والخاص, ولكن للأسف لم تنفذ هذه القرارات واكتفوا بالتعاميم, وعموما مع الكم الهائل من هذه الشهادات كنت أبحث عن أسماء الحاصلين عليها وأبحث عن أسماء عربية وكانت المهمة سهلة لأنه لن يدفع للحصول على شهادات بشكل عام أي عرب كالخليجيين وإن كان بعضها رخيصاً يستطيع أي شخص الدفع والبعض باهظ الثمن.
* ماسبب ارتفاع سعر بعض الشهادات طالما أنها وهمية؟
- هنا المأساة..هذه الجامعات تقوم بعملية تمثيل رهيبة خاصة في الدرجات العليا حيث يأتون بمشرف أكاديمي سعودي أو عربي يتولى الإشراف على الرسالة وبعضها تضع مع المشرف مناقشين لتكتمل عنصر التمثيلية وتمنح شهادة "مختمة" بأختام كثيرة!
* ربما تكون رسالة حقيقية إذن؟
- قد تكون, على الورق هذا صحيح..ولكن الرسالة العلمية لها أسس ومجلس علمي وجامعة موجودة على أرض الواقع مصرح لها من الجهات المعنية لتقديم البرامج, وليس شقة مرمية على ضفاف مدينة. أخيرا أقول طالما الرسالة من جامعة وهمية فالشهادة وهمية.
* بعضهم يدافع عن رسالته, ولكن طالما أنه تعب بها لماذا لم يلجأ لجامعة معترف بها من الأساس؟
- الدواعي هنا مختلفة ليس لي تفسيرات لها, وفي بحثي لم احاول أن أجد تفسيرات لأنها مهمة أناس آخرين ويدخل معهم علماء النفس والاجتماع, وغالبا أهم سببين هما البحث عن المال أو المكانة الاجتماعية, والمضحك هنا أن بعضهم (صار هو يخرّج دكاترة ) وبعضهم منح نفسه أيضا لقب بروفيسور, كما فعل أحدهم حيث أعلن حصوله على درجة بروفيسور من جامعة اسمها كولمبوس وهذه الجامعة تدار من سجن, حيث يقبع صاحبها في سجن ويديرها داخل سجن فيدرالي بالولايات المتحدة لتورطه بقضايا نصب وتزوير, وحين تمت مداهمة شقة هذا الشخص من الشرطة الفدرالية الأمريكية أو بمعنى أصح "شقة الجامعة" وجدوا بداخلها أعدادا كثيرة من الشهادات والكثير منها للأسف كان معدّاً للأرسال للمملكة.
يتوقف هنا ويستطرد (كيف يتفاخر شخص بشهادة تدار من السجن؟..إذا كان مدير الجامعة بنفسه مسجوناً فأعتقد أن المجلس العلمي من فتوات السجن..هذه أكبر ضحكة على الناس).
* وبعد ذلك؟
- في البداية كتب بعض المرئيات عن مشروع للنظام يجرِّم الشهادات الوهمية وطلبت التعاون مع عدد من الزملاء أعضاء مجلس الشورى في المشروع، وفعلا اجتمعنا بجلسة ودية وطلبت منهم معاونتي في المشروع، بعد الجلسة، نصحني أحدهم بأن أعمل على المشروع بشكل فردي ويكون دورهم استشارياً, وهذا ما حصل فعلا، وقد استشرت بعضهم ولم يقصروا في الاستشارة ودعم المشروع والموضوع. واجتهدت بكتابة مشروع نظام أولي عرضته فيما بعد على أحد المحامين وهو عبدالسلام السحيباني وقدم ملحوظات كانت مهمة, بعد ذلك قدمت المشروع للمجلس بكامل تفاصيله ومرفقاته حيث شمل أكثر من 90 مرجعاً ووثيقة من أسماء جامعات وخريجين ومشرفين, وأحيل المشروع الى اللجنة المختصة التي وجدت أن المشروع ملائم. ثم قامت بدراسته وخرج بشكله النهائي على أن يكون هناك مركز وطني لمعادلة وتوثيق الشهادات العليا وله نظامه المبني الذي شمل الكثير من المواد التي اقترحتها أصلا وهذا ما أقره "الشورى" في مشروع القرار الذي تم رفعه للجهات العليا.
* الغريب كان هناك رفض من بعض أعضاء المجلس لماذا؟
- أعضاء المجلس 150 عضوا, وبالتأكيد أنهم لم يحضروا جميعا فهناك غيابات أو مسافرون, وعموما صّوت مع القرار 106 أعضاء وربما امتنع البعض عن التصويت.
* لا أتحدث عن الامتناع, بل رفض.
- إذا رفض القرار 6 أشخاص مقابل 106 لايشكلون شيئاً بالنسبة لي ورقم عادي جدا, وهذا القرار من أعلى حالات التأييد بالتصويت في المجلس.
ولكن ألا تتفق معي أن المجتمع أصبح ينظر لحاملي هذه الشهادات كمجرمين, رغم انه بعضهم غُرر به دون علم حيث كانت تلك الجامعات تعلن بالصحف ولها مكاتب في كل مكان؟
- أولاً هذه المكاتب لم ترخص من وزارة التعليم العالي, وإنما رخصت من جهات أخرى للتدريب على سبيل المثال, وعلى الهامش يبيعون شهادات, حتى أن أحد من باعوا هذه الشهادات كانت رخصته لبيع الخرسانة الجاهزة, وهم يلعبون لعبة القط والفأر مع "التعليم العالي" يتنقلون بعد إقفال كل مكتب ويفتحون رخصاً جديدة بأسماء مختلفة إما رخص مكتبات أو طباعة أوراق وهلمّ جرا, أما قضية ( وش ذنبه ) فمن أقدم على عمل غير قانوني يتحمل, ومن أبسط الأشياء كيف يتقبل أكبر جاهل أن يقال له خذ شهادة جامعية مقابل خبرتك في عملك لعدد من السنوات (وين صارت هذي؟).
* وكيف حصلت على الأسماء؟
- لم أقتحم منزل احد او مكتبه او جهازه ..كلها وجدتها في الإنترنت..عن طريق مواقع الجامعات الوهمية نفسها أو من الصحف او من سيرهم الذاتية المنشورة أو من المكتبة المركزية حيث تحولت بعضها لكتب, لم أبحث عنهم بل هم من بحثوا عن الشهرة فنشروا معلوماتهم، وحين أجد اسماً أبحث بدقة عن المعلومات من عدة مصادر, ورغم ان البعض حاول إخفاء اسم معلوماته لاحقا الا انها لم تفت علي! "أخوك" حافظها.
نقول ممكن البعض "مساكين" وإنغشوا سابقا ولكن من لايزال يروج لنفسه كمدرب أو مستشار أو يظهر بالشاشات يفتي للناس ويتبجح على أساس أنه دكتور, نقول له توقف (وين رايح؟)..ومنهم كتاب صحفيون ربما تعرفهم أنت أيضا يزينون أسماءهم بألقاب وهمية.
* هل سعيتم لعرض القضية على هيئة كبار العلماء؟
- يا أخي الموضوع لايحتاج لفتوى, هناك فتاوى من عدة مشائخ من هيئة كبار العلماء وغيرهم..والموضوع واضح وله دلالاته القانونية ومخالف لأنظمة العلم والمعرفة.
* بعض الأكاديميين تورطوا في إشرافهم على هذه الرسائل, صحيح؟
- نعم..وأقول لهم من أخذ الأجر يتحمل الذنب.
* وماذا ترى عقوبتهم في هذه الحالة؟
- أرى أنهم يجب أن يحاكموا لأنهم شرعنوا للجامعات الوهمية مقابل "حفنة" من المال، واعتقد انهم هم "السوسة" لأنهم أوهموا الناس بموثوقيتها نتيجة لثقة الناس بهم وبجامعاتهم ومعاهدهم.
* ما رأيك في دور وزارة التعليم العالي في هذه القضية؟
- الوزارة لم تقصر..فهي لا تصادق على الشهادات ويتابعون الوضع باستمرار, ربما لم يبحثوا التجريم..ولكن دور الوزارة يتمثل في معادلة الشهادات وهي لاتعادل..وأنا أعتبر أنها كوزارة ضحية فلا نلومها.
* عفوا للمقاطعة..ضحية لمن؟
- ضحية لهذه الجامعات وللسلوك الاجتماعي الذي دفع البعض للتحايل للحصول على ألقاب واهية ومن حاول أن يورط الوزارة في هذه المسائل يجب أن يحاكم أيضا, وهناك أيضا مشكلة أخرى تتمثل بإيداع الرسائل في مكتبة الملك فهد الوطنية وأصبحت جزءاً من المعرفة المتوفرة للباحثين, وللأسف تورط كثير منهم بالعودة لرسائل وهمية وعندي إثباتات, وكتبت توصية فازت بالتوصية بأن لاتودع رسائل الجامعات الوهمية في المكتبة الوطنية ولا الكتب الصادرة عنها نهائيا و يجب أن ترمى في "الزبالة".
* عندما بدأت بالنشر في تويتر بنشر الحالات تباعا بدأ بعض الشباب بتتبع خطاك..بصراحة هل هناك أسماء اكتشفتها وترددت قبل النشر؟
- (يفكر مليّا ..) لو كنت سأنشر كل شيء فلدي أسماء كثيرة .. ولكن أنا تركيزي كان على من أُسميهم "المؤذين" وأكثرهم إضرارا بالناس.
* أنت تتهرب من السؤال يادكتور..
- لحظة، بالنسبة لي أكثر الناس ضررا هم المدربون والمستشارون وأساتذة الجامعات, وهذه الثلاث فئات التي ركزت عليها بالأضافة لبعض المحامين والصحفيين.
* هل هناك أسماء كبيرة لم تنشرها؟
- تريدني أن أنشر القوائم كلها؟..لا "عيب"! لأنني لو نشرت كل ما لدي لحصل في البلد أشياء الله أعلم بها.
* كم عدد الأسماء في القوائم التي تمتلكها؟
- لدي حوالي 7 آلاف اسم.
* لم تنشر إلا عدداً قليلاً لماذا؟
- قلت لك لا أنشر إلا من ضررهم مباشر على الناس ويتكسبون من ذلك مادياً او معنوياً.
* ولكن لماذا البعض دون الآخر كلهم لهم ضرر؟
- البعض نرتجي ان يعود لجادة الحق ولازال أذاه وضرره محدوداً مقارنة بمن يؤثر بشكل مباشر على الناس, وعموما كل الأسماء موجودة الآن لدى مجلس الشورى ومحفوظة.
* هناك موقع أطلقه مهتمون ونشروا قوائم كبيرة للوهميين, لماذا لاتوضع فيه كل الأسماء, ومن حصل على شهادة سيضر المجتمع بطريقة أو أخرى؟
- لا يا أخي أنا لا أحبذ هذا..ولست مع مثل هذه المواقع, وهذا رأيي الشخصي..وهي مؤذية لأناس كثيرين في المجتمع ولأسرهم.
* أنا فهمت ماذا تقصد, ولكن لماذا أناس معينون دون غيرهم..إذن ترددت يادكتور في نشر بعض الأسماء؟
- يا أخي أنا قضيتي الرئيسية مع "النصابين" بشكل مباشر على الناس.
* ربما هناك من حصل على وظيفة كبرى عامة أو خاصة بسبب شهادته ولم تذكره؟
- هؤلاء موجودون..وانا الحقيقة لم أتتبع وظائف البعض.
* ماهي أكثر التخصصات للشهادت الوهمية في قائمتك؟
- أكثرها في مجال الأعمال والإدارة والاستشارات والجودة.
* سمعت أن بعضهم ينوي مقاضاتك بدعوى التشهير؟
- وانا سمعت! ولكن أقول لم نشهر بأحد هم من طلب الشهرة. فمنهم من وضع لقبه وجامعته في سيرته، ومنهم من اعلن حصوله على شهادة ومنهم من وثق رسالته في المكتبة المركزية ومنهم من نشر رسالته كتابة! هذه مصادري وهي متاحة للجميع لي ولكافة "البشر".
هناك مفارقة طريفة..مواقع هذه الجامعات لم تحجب في الانترنت لماذا لم تطالبوا بإغلاقها؟
- هذا الموضوع لايهمني, وكثرة العروض المستمرة على هذه الجامعات يجعلها قائمة لاتنتهي.
* ألم يمر عليك أسماء من أساتذة في الجامعات؟
- صحيح, ومن "طاح" اسمه بيدي نشرته.
* وكيف نعرف عن الأجانب من العاملين في المملكة بكل التخصصات؟
- المشكلة في المعلومة, الجامعات التي تنشر أعضاء أسماء هيئة التدريس من الممكن أن نجدهم..وهناك أعضاء لم يعينوا على درجة الدكتوراة..ومنهم من (لهف) دكتوراه وهمية ووضعها في سيرته الذاتية وخاطبنا عدة جامعات حول مثل هذه الحالات فيردون بأنه لم يعيّن على أساس هذه الشهادة, وكان من آخرها أعضاء في جامعة الملك سعود حصلوا على شهادات من جامعة الدول العربية وغيرها, وللأسف الجامعات الجديدة والأهلية تخفي السير الذاتية للأعضاء وليس لديها شفافية.
* بالنسبة للأجانب هذا يتجاوز التدريس إلى مهن أخرى, فما هي الآلية لنتحاشى دخولهم وعملهم في المملكة؟
- هناك مزورون أيضا لشهادات غير الشهادات الوهمية..والمهنتان الأساسيتان لهؤلاء هي الطب والهندسة, ولابد أن يمر على الهيئات المهنية وكشفت الكثير من الحالات..والمهندسون كشفت حالات كثيرة.
* هناك مشكلة أيضا من بعض الدول القريبة التي تنشئ جامعات أقرب للوهمية وتروّج لها عبر سفاراتها, فكيف يتم التعامل معهم؟
- تظل المملكة لاتعترف بهذه الشهادات, والمشكلة أن القطاع الخاص هو أكبر متضرر من الشهادات الوهمية ولابد أن نحميه, ومن المهم القيام بعمليات توعية عبر التعليم العالي, وربما وضع نظام تقني معين يكشف السير الذاتية لكل شخص.
* هل هناك حالات تم تصحيح المسار بإقفال مراكز تدريب أو غيره؟
- لا أعرف وليس من اختصاصي بعد نشري للأسماء, أنا قدمت أسماء لبعض الجهات ولكن دوري ينتهي هنا, وفي قضايا التدريب الفني يبدو أنني سأركز بالفترة المقبلة على مؤسسة التعليم المهني والتدريب الفني لأنها هي الجهة المرخصة لهذه المراكز والمشكلة أنهم لايدققون كثيرا على شهادات المدربين, وأيضا البعض يحجزون قاعات ويعلنون في الصحف وتأتيهم الناس بدون الحصول على موافقة وبدون رقابة, مثل دورات (أطلق العملاق..) وهذه كانت من أكبر عمليات النصب على الناس, ودورات الارشاد الأسري وخط الزمن و الذكاء العاطفي والبرمجة العصبية وكلها لأناس ليس لهم علاقة بعلم النفس لامن قريب أو بعيد, ونحن لم نستطع أن ندرب على الذكاء فما بالك بالذكاء العاطفي (يقولها ضاحكا).
* ماذا تسمي هذه الدورات؟
-أنا اعتبرها شعوذة وضحكاً على الناس..مثل ذلك الذي مشى على الجمر, والغريب أنني شاهدت مقطعا لممارسات مشابهة يُمارس مثل هذه الأفعال في وسط جامعة القصيم!
* هل تعتقد أن نشركم للأسماء سيحد من هذه الظاهرة وينهيها؟
- لا أعتقد أنها ستنتهي وتختفي كلياً ..فهي موجودة في كل بلد..ولايمكن السيطرة عليه إلا بنظام تجريمي.
* أطلقت وسم "هلكوني" على موقع تويتر كأشهر وسم أو هاشتاق سعودي, يحمل جانب طرافة في معناه ماذا كنت تقصد منه خصوصا أنه يحمل جانباً فردياً؟
- نعم هو طريف, واقترحه لي أحد الشباب واسمه سامي الطخيس بعد أن وجدني استخدم هذه الكلمة في التعبير عن ألمي من هذه القضية وصنعه من تغريداتي. وما قمت به هو جزء مكمل لمشروع قديم. كُثر هم من اهتموا بهذه القضية قبلي وكتبوا عنها من أمثال الاستاذ حمد القاضي والدكتور رشود الخريف وغيرهم من الكتاب والأكادييمين.
* عرفت أن بين قوائمك أناساً تقلدوا مناصب حكومية كبيرة بعضهم على رأس العمل وبعضهم متقاعدون ماصحة هذا الكلام؟
- صحيح..والأغلبية لم يتسلموا مناصبهم بسبب هذه الشهادات ولكن حصلوا عليها وتزينوا باللقب الاكاديمي.
* وصحيح ان بينهم وزراء؟
- وزراء لا غير صحيح.. هناك وكلاء وزارات ومدراء عموم, ولازال بعضهم على رأس العمل وكشفت بعضهم ولا أخجل من ذكر أسمائهم.
* وهل دخلت في مواجهة مع البعض منهم؟
- كمسؤولين لا .. ولكنّ المدربين نعم واجهني البعض ومن ثم هربوا ولكن استمروا يتفاخرون بالوهم ويتكسبون منه وبعضهم تخلص من الشهادة..وعموما أنا كشفتهم ولكن ليس لي سلطة عليهم لأوقفهم. اضافة الى المدربين كان لي مواجهة مع بعض الصحفيين اصحاب الالقاب الوهمية ومن يدافع عنهم حتى ان أحدهم وصف أصحاب هلكوني بالغوغائيين, وحصل بعض "السجال" التويتري بيننا!
* هناك أيضا رجال أعمال وكتاب حصلوا عليها من باب الوجاهة فهل حاولوا التشكيك بمعلوماتك ومحاربتك؟
- نعم كثيرا واتعرض لهذا يوميا, وخصوصا في تويتر..وأنا لم أشهّر بأحد فأسماؤهم أساسا موجودة في الإنترنت وبالتوثيق.
* بعد أن تابعت القضية من بداياتها وحاربت حتى تم التصويت على المشروع, هل تعتبر أن دورك انتهي أم ستستمر في كشف الأسماء؟
- يمكن يريد البعض أن أموت حتى لا استمر (يضحك كثيرا) .. بحول الله تعالى لن أتوقف والتوعية ستظل مستمرة ودورنا توعوي, ونشر الأسماء شر لابد منه حتى يتفاعل الناس مع الموضوع.
* ولكن دكتور موافق أنت تنشر أسماء وبنفس الوقت ترفض أن يتم توثيقها عبر مواقع متخصصة, ألا تعتبر هذا تناقضاً؟
- أنا ضد تجميعها سوياً لأنها مؤلمة, هل يعتقد أحد أنني سعيد بالنشر أو أعتبره انتصاراً؟ .. بل بالعكس, والله كلما كشفت عن اسم أكون في غاية الحزن وأقول عيب عيب ما يحدث, هذه القضية محزنة وتجعلني في أرق مستمر.
* ظهرت أيضا أسماء نسائية تحمل شهادات وهمية, هل واجهت حرجاً في نشرها؟
- لا طبعا وبينهن مثقفات وداعيات ومدربات ومستشارات أسرة ونشرنا أسماء, والقضية ليست خصوصية لرجل أو امرأة أو متدين وغير متدين بل تخص كافة شرائح المجتمع والطبقات والمناطق.
* وفي أي منطقة من مناطق المملكة يتكاثر حَمَلة الشهادات الوهمية؟
- سأجيب بالعكس..الأقل في المنطقة الشرقية وبدرجات من الوسطى والغربية وعموما منتشرون في كل المناطق ولكن الشرقية هي الأقل.
* هل ساعدك أحد في الحصول على الأسماء؟
- لا كلها بمجهودي الشخصي, ولم أستعن أبدا بأي شخص.
* الجامعة الأمريكية بلندن وجهت لك خطاباً على ماذا يحتوي؟
- يقولون أنت شوهت سمعتنا, ورديت عليهم في تويتر بأنهم وهميون وقالوا لم يعد لدينا مندوبون في المملكة فقلت (أبرك الساعات .. فراقكم عيد)..كانت وزارة التعليم العالي تقفل لهم مكاتب من هنا ونفاجأ بمكاتب جديدة من هنا, وقد وجهوا أصل الخطاب لي، وبكل تبجح وجهوا لوزير التعليم العالي ولرئيس مجلس الشورى صورة وكأنها شكوى. وبالنسبة لي قلت لهم أنتم جامعة وهمية وشهاداتكم "مضروبة" وتبيعون شهادات وأنتم أول جامعة في العالم تمنح رسالة دكتوراة يشترك فيها شخصان ويحصلان على شهادتي دكتوراة لكل منهما, هذه الشهادة "أم رأسين" يجب أن توضع في المتحف لأول سعوديين اثنين اشتركا برسالة دكتوراة واحدة وبإشراف سعودي!, (هذا كلام فاضي)..وقلت بصراحة إرحلوا عن بلدي.
* وأين دور الحكومات البريطانية والأمريكية عنهم؟
- لو تقبض عليهم الحكومات وخصوصا في بريطانيا لعملوا بهم العجائب, ولكن شهادات هذه الجامعات كلها للتصدير ومن مكاتب متخفية, وحتى التصديقات لها ألاعيب حتى أن هناك شهادات صادقت عليها كونداليزا رايس!!..وهذا كله أختام مرخصة على أساس أنها شركة وبالاسم ليست جامعات هي شركة, والتصديق على صحة الختم وليس لهم علاقة بمحتوى الشهادة وحتى السفارات تصادق على صحة ختم الخارجية في الدولة وليس لها علاقة بالمحتوى.
* الكلمة الأخيرة لك دكتور توجه رسالة لمن تريد؟
- أشكر صحيفة "الرياض" أولا..وأقول للشباب المتحمسين المشاركين في حملة #هلكوني استمروا, ولزملائي الأكاديميين من أشرفوا وشاركوا بهذه الشهادات أقول لهم عيب فبلدكم وأهلكم لايستحقون منكم هذا وعليكم إعلان تراجعكم..ولمن حصلوا على الشهادات فالعودة للحق فضيلة ونحن أناس طيبون وننسى الخطأ ومن اعترف بالخطأ نتجاوز عنه وهذا من شيم العرب. ولعل من أطرف المواقف انني قابلت أحدهم وبعد السلام عليه قال مازحاً انا أحد الذين "هلكوني" وتمازحنا وانتهى الموضوع وكبر مقامه عندي. لكن كما تعرف فهذه القضية فيها ضرر للناس وللمجتمع, وأنا أدعوهم للتخلص من هذه الشهادات, أما المكابرة ستحمل لهم في مستقبل الأيام كوارث ليس لهم بها طاقة, وأنا راضٍ عن هذه الحملة وماوجدته سواء من زملائي أعضاء المجلس او من المجتمع والكُتاب ولهم كل الشكر, ومجتمعنا وقف مع الحملة لأنه لايرضى بالتزييف, وأخيرا أقول نشري للأسماء أمر غير محبب وأعرف أضراره ولكن هذا شر لابد منه لأنه يضر بسمعة وطني ومجتمعي أولا وأخيرا ومن لم يحترم وطنه لن يحترمه أبناء الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.