رغم الانتقادات الواسعة التي أثارتها زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، إلى جزيرة "أبوموسى"، في أبريل/ نيسان الماضي، قام القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، بزيارة الجزر الثلاث، المتنازع عليها مع دولة الإمارات العربية المتحدة، في خطوة قد تؤدي إلى تزايد التصعيد في المنطقة. وذكرت وكالة "فارس" للأنباء أن القائد العام للحرس الثوري، يرافقه قائد القوات البحرية، قام بزيارة "الجزر الإيرانية الثلاث في الخليج الفارسي"، وأشارت إلى أن قائد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، رافقه خلال زيارته لجزر "أبوموسى"، و"طنب كوجك"، أي الصغرى، و"طنب بزرك"، أي الكبرى. كما شددت وكالة الأنباء شبه الرسمية، والمقربة من الحرس الثوري الإيراني، على التأكيد بأن هذه الجزر تقع ضمن "الخليج الفارسي"، وهي التسمية التي تصر عليها طهران للممر المائي الذي يفصل إيران عن جيرانها العرب، الذين يطلقون، من جانبهم، عليه اسم "الخليج العربي." وأفادت "فارس" بأن الزيارة كان الهدف منها "الاطلاع على سير التدريبات، والاستعدادات التي يتمتع بها رجال القوة البحرية لحماية المنطقة، ونقلت عن جعفري قوله إن "اليقظة التي تتمتع بها قوات التعبئة في أقصى نقاط الأرض، وما شهدته تلك القوات من التطور، جعلت الاستكبار والصهاينة، ومن يقف خلفهم، ينتابهم الرعب من كل ذلك." كما أعرب قائد الحرس الثوري عن "ارتياحه لمقدار الاستعدادات لدى الوحدات القتالية، بدعم من المواطنين، سعياً إلى تحقيق مكاسب الثورة وأهدافها، وأن أي شخص من قوات التعبئة الشعبية لابد وأن يصب جل تفكيره على مبدأ نشر الإسلام، وانبثاق أهداف الثورة الإسلامية." إلا أن المسؤول العسكري الإيراني سعى أيضاً إلى "طمأنة" دول الجوار، بقوله إن "الدول الإسلامية بإمكانها الاعتماد على بعضها، لتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة، وتقطع بذلك أيادي الاستكبار عن العالم الإسلامي." وتابع بقوله: "نحن نمد يد الصداقة والإخوة مع دول الجوار الواقعة في جنوب الخليج الفارسي، ونطلب منهم التعاون والتلاحم، لقطع يد الاستكبار عن المنطقة، لنعمل معاً على توفير الأمن للمنطقة، لبث حالة الإحباط لدى الأعداء، وإعلاء راية الإسلام." يُشار إلى أن قضية الجزر الثلاثة تعود إلى عام 1971، ويدور الخلاف حول ملكيتها بين إيرانوالإمارات منذ ذلك الحين، وتمارس إيران سلطاتها على الجزر مقيمة العديد من المشاريع عليها، مما يثير غضب الإمارات التي ترفض هذه الإجراءات. وكانت الخارجية الإماراتية قد حذرت من أن استمرار احتلال إيران للجزر الثلاث، التي تقول الدولة العربية إنها تابعة لها، "قد يمس الأمن والسلام الدوليين"، باعتبار أن هذه الجزر تقع في منطقة حيوية، يمر من خلالها نحو 40 في المائة من موارد مصادر الطاقة في العالم.