طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – للمرة الأولى منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران العام 1979، زار قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها طهران منذ العام 1971. وتأتي زيارة جعفري، وهي الأولى لمسؤول عسكري إيراني للجزر، بعد نحو شهر على زيارة مشابهة أجراها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، واعتبرتها دولة الإمارات استفزازاً، كما رأى فيها مجلس التعاون الخليجي «انتهاكاً فاضحاً لسيادة الإمارات على جزرها الثلاث». وأفاد الموقع الإلكتروني ل «الحرس»، بأن جعفري وقائد بحرية «الحرس» الأميرال علي فدوي، زارا جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، لتوجيه رسالة قوية تؤكد أنها «أراض استراتيجية وحساسة» بالنسبة إلى إيران التي أقامت قاعدة عسكرية دائمة ومطاراً في أبو موسى. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن زيارة جعفري تستهدف «الاطلاع على التدريبات والاستعدادات التي تجريها البحرية، لحماية المنطقة»، مضيفة أنه «تفقّد الوحدات القتالية المستقرة في الجزر الثلاث، والتقى أفراد التعبئة (ميليشيا الباسيج التابعة للحرس) وأهالي جزيرة أبو موسى». وزادت أن جعفري «أعرب عن ارتياحه الى مستوى جاهزية الوحدات القتالية، وأبدى تقديره لإرادة أهالي أبو موسى وهمّتهم في الدفاع عن مبادئ الثورة، خصوصاً خلال حقبة الدفاع المقدس»، (الحرب مع العراق). واعتبر جعفري أن «انتشار الفكر التعبوي في العالم، أثار هلع الاستكبار والصهيونية العالمية والدول المساندة لهما»، مشدداًَ على قدرة «المجتمعات والشعوب الإسلامية على أن تضمن أمنها واستقرارها، من خلال اعتمادها على إمكاناتها، وأن تقطع أيدي الاستكبار عن الدول الإسلامية، من خلال تعزيز التعاون في ما بينها». وزاد: «نمدّ يد الصداقة والأخوّة إلى البلدان الإسلامية، وخصوصاً دول جنوب الخليج، ونطلب منها التعاون والتلاحم والأخوّة، لقطع يد الاستكبار عن المنطقة والعمل معاً على ضمان الأمن فيها، لزرع اليأس لدى الأعداء وإعلاء راية الإسلام». في غضون ذلك، اعتبر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، أن «ثورات المنطقة والصحوة الإسلامية، تقلّل من القوة الجيوسياسية للغرب، لمصلحة تعزيز القوة الجيوسياسية لإيران». وقال: «يشهد العالم الإسلامي تطورات متسارعة، تطيح النظام الجيوسياسي الذي أسسته القوى الكبرى. والكيان الصهيوني، بوصفه تهديداً في الشرق الأوسط، فقد مرتكزاته الجيوسياسية القوية في المنطقة». ورأى أن الولاياتالمتحدة «آيلة إلى زوال، وهي مُضطرة للحؤول دون أفولها المتسارع، لاتخاذ تدابير سياسية وعسكرية واقتصادية، من شأنها زعزعة استقرار الشرق الأوسط». وشدد سلامي على أن «العالم تغيّر» بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وأضاف: «من خصائص العصر الجديد، ظهور لاعبين غير حكوميين في العالم، مثل حزب الله» اللبناني الموالي لطهران. وزاد: «على رغم أن حزب الله مؤسسة غير حكومية، لكنه يُعدّ قوة مؤثرة، إذ لا حلّ من دونه لأي معادلة أمنية في شرق المتوسط». وأضاف: «استطعنا، عبر ترويج أهدافنا ومن دون تدخل مباشر، الإمساك بالتوازن الإقليمي، وهذا يؤشر إلى عمقنا الاستراتيجي».