نقل التلفزيون السوداني الرسمي مساء السبت 21-5-2011 عن مصدر عسكري سوداني أن القوات المسلحة السودانية "احكمت سيطرتها" على مدينة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، نقلا عن وكالة الأنباء الفرنسية. وأصدر الرئيس السوداني عمر البشير مرسوماً جمهورياً حل بموجبه مجلس منطقة ابيى، كما اصدر مرسوماً جمهورياً آخر باعفاء رئيس ونائب رئيس ادارية منطقة ابيى ورؤساء الادارات الخمسة. وفي وقت سابق السبت، قالت الاممالمتحدة ان الجيش السوداني الشمالي نشر حوالي 15 دبابة في البلدة الرئيسية في منطقة ابيي المتنازع عليها، وأمكن سماع اصوات اطلاق نار في البلدة، بحسب رويترز.
واكد جنوب السودان ان القوات الشمالية هاجمت قرى في منطقة ابيي الحدودية لليوم الثاني بعد ان تبادل الجانبان الاتهامات بتصعيد العنف هناك.
وصوّت الجنوبيون في يناير/ كانون الثاني لصالح الانفصال عن السودان والذي سيتم رسميا في 9 يوليو/ تموز،
لكن النزاع على منطقة ابيي الغنية بالنفط تحول إلى عقبة امام الانفصال بشكل سلمي.
ويأتي العنف قبل يوم من زيارة مقررة لوفد من المجلس الأمن التابع للامم المتحدة لاجراء محاثدات مع حكومة الخرطوم بشان ابيي.
وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان جيش الجنوب ان القوات الشمالية قصفت بضع قرى بعد الظهر ثم دخلت بلدة ابيي بالدبابات.
واتهم الشمال في وقت متأخر الخميس الجيش الشعبي لتحرير السودان بمهاجمة قافلة لجنود شماليين وقوات لحفظ السلام في دوكورا شمالي بلدة ابيي.
ونفى الجيش الشعبي لتحرير السودان المسؤولية عن الهجوم الذي قالت الاممالمتحدة انه وقع على قافلة من جنود جيش الشمال يحرسها جنود من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حسب اتفاق يقضي بأن يسحب الجانبان قواتهما من المنطقة المتنازع عليها.
وكان من المفترض أن ينتهي الشمال والجنوب من سحب قواتهما بالكامل من ابيي بحلول اليوم السبت باستثناء قوة خاصة مشتركة تتكون من وحدات من الجانبين.
وقتل 41 شخصا في اشتباكات بين قوات شمالية وأخرى جنوبية في ابيي في وقت سابق هذا الشهر. والقى كل جانب بالمسؤولية على الآخر في بدء العنف.
وقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الشهر الماضي انه لن يعترف باستقلال الجنوب ما لم يتخل عن ادعاء السيادة على ابيي الذي ادرجه الجنوب في مسودة دستوره.
وكان من المفترض ان يجرى استفتاء في يناير/ كانون الثاني بين سكان ابيي لتحديد هل تنضم المنطقة الي الشمال او الجنوب.
وادت النزاعات على من يملك حق التصويت في هذا الاستفتاء إلى تعطيله وتوقفت المحادثات بشأن مصير المنطقة.
كما لم يتوصل الشمال والجنوب إلى اتفاق بعد بشأن تقاسم عائدات النفط وغيره من اصول والديون السابقة على الانفصال. وفي السياق ادان البيت الابيض في وقت متأخر بالامس عملية الجيش السوداني في ابيي وحث الاطراف على التفاوض على تسوية سياسية حول الوضع المستقبلي لهذه المنطقة المتنازع عليها. وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الولاياتالمتحدة "تدين العمليات الهجومية التي تقوم بها القوات المسلحة السودانية في وحول بلدة ابيي والمرسوم الرئاسي بحل ادارة ابيي". واضاف "على الرغم من ان الولاياتالمتحدة تأسفت لهجوم 19 مايو الذي نفذته القوات الجنوبية على موكب للامم المتحدة كان ينقل شركة تابعة للقوات المسلحة السودانية تعمل بصورة قانونية كجزء من الوحدات المتكاملة المشتركة في ابيي الا ان هذا الرد غير متناسب وغير مسؤول". ولفت كارني الى ان الاجراءات التي اتخذتها الحكومة السودانية "انتهاكات صارخة لاتفاقية السلام الشامل وتهدد بتقويض التزام الاطراف المتبادل باتفاقية السلام الشامل لتجنب العودة الى الحرب". وكان الجيش السوداني سيطر على بلدة رئيسية في منطقة ابيي المتنازع عليها بعد معارك ضارية مع الجيش الشعبي لتحرير السودان. وكان من المفترض اجراء استفتاء حول ابيي بالتزامن مع الاستفتاء حول جنوب السودان في 9 مايو الماضي لكن تأجل هذا الامر بسبب الخلاف بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان حول احقية التصويت في الاستفتاء. وذكر كارني ان الولاياتالمتحدة تدعو القوات المسلحة السودانية الى ان "توقف فورا كل العمليات الهجومية في ابيي وتسحب قواتها منها.. وعدم القيام بذلك قد يؤخر عملية تطبيع العلاقات بين السودان والولاياتالمتحدة ويحول دون قدرة المجتمع الدولي على المضي قدما حول قضايا حساسة لمستقبل السودان". واشار الى ان الولاياتالمتحدة تدعو الرئيس السوداني عمر البشير ونائب الرئيس الاول سيلفا كير الى "الاجتماع فورا والاتفاق على طريق يحقق تقدما ويعيد الهدوء ويؤيد اتفاقية السلام الشامل ويعيد الزام كلا الجانبين بتسوية سياسية متفاوض عليها حول الوضع المستقبلي لمنطقة ابيي".(النهاية) ج م / م م ج كونا220928 جمت ماي 11