قال مسؤول في أبيي أمس إن نحو مئة مدني قتلوا في المنطقة السودانية المتنازع عليها منذ ان سيطر عليها جيش شمال السودان في 21 مايو/ ايار. وقال دينغ اروب كول مدير ادارة ابيي لرويترز "ننتظر التأكيد النهائي للاسماء لكن العدد قرب مئة لا أكثر. انهم مدنيون." الى ذلك دعت الولاياتالمتحدة الاربعاء الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفا كير الى "عقد لقاء فوري" لبحث حل الازمة المتعلقة بمنطقة ابيي الحدودية والمساهمة في انقاذ اتفاق السلام الموقع في 2005. وعبرت واشنطن في الوقت نفسه عن قلقها ازاء تواجد قوات سودانية في ابيي منذ ان استولت عليها قوات الخرطوم في 21 ايار/مايو وكررت الدعوة الى الانسحاب منها. وصرح جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية لشؤون افريقيا للصحافيين "ندعو الرئيس البشير ونائبه الاول سيلفا كير الى عقد لقاء فوري للاتفاق على الخطوات المستقبلية لاستعادة الهدوء واحترام اتفاق السلام الشامل وتجديد التزام الجانبين على التفاوض من اجل التوصل الى تسوية سياسية حول مستقبل ابيي". وقال كارسون ان جون برينان مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما لشؤون مكافحة الارهاب سلم الرسالة نفسها الى حكومة البشير خلال محادثات اجراها الاربعاء في الخرطوم. واضاف ان برينان توجه الى الخرطوم لكي يبحث "بشكل اساسي" جهود شطب السودان عن لائحة الدول الراعية للارهاب التي تعدها وزارة الخارجية الاميركية. وكان السودان ادرج على لائحة الدول الداعمة للارهاب في العام 1993 بسبب علاقاتها المفترضة بمجموعات متطرفة دولي. والدول المدرجة على هذه اللائحة لا يمكنها الحصول على مساعدات اميركية او اسلحة اميركية فيما تحظر التجارة الثنائية معها. وياتي ذلك وسط مخاوف من ان تؤدي الازمة حول ابيي الواقعة على الحدود بين شمال وجنوب السودان الى انهيار اتفاق السلام الشامل الموقع عام 2005 والذي انهى 22 عاما من الحرب الاهلية. واكد كارسون ان "تحركات حكومة السودان تشكل انتهاكا واضحا لاتفاق السلام الشامل الموقع في كانون الثاني/يناير 2005". ثم اصدر البيت الابيض بيانا جاء فيه ان برينان اكد لمحاوريه في الخرطوم ان اوباما "قلق جدا" بشان تواجد قوات سودانية في منطقة ابيي في وقت يتفاوض فيه شمال وجنوب السودان حول مستقبل هذه المنطقة المتنازع عليها. واعرب برينان عن "قلق الرئيس اوباما العميق من وجود قوات سودانية مسلحة في ابيي ودعا الى حل سريع وسلمي للازمة لتسوية المسائل العالقة". وفي 21 ايار/مايو سيطر الجيش الشمالي على ابيي وانتشر لكيلومترات عدة جنوبا وصولا الى نهر بحر العرب المعروف في جنوب السودان باسم كير، منتهكا اتفاق السلام الشامل الذي انهى العام 2005 حربا اهلية بين الشمال والجنوب ما اثار مخاوف من اندلاعها مجددا. وفر حوالى 60 الف شخص الى جنوب السودان بعد الاستيلاء على ابيي فيما يرتفع عدد النازحين باستمرار بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة. وكانت الاممالمتحدة وحكومة جنوب السودان طالبتا الخرطوم بسحب قواتها من هذه المدينة التي كان يفترض تنظيم استفتاء فيها يقرر فيه سكانها الى اي جهة يريدون الانضمام، وذلك بالتزامن مع الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب الذي جرى في كانون الثاني/يناير الماضي واختارت فيه غالبية ساحقة الانفصال. الا ان الاستفتاء حول ابيي ارجىء الى أجل غير مسمى لعدم التوصل الى اتفاق وخاصة على حق قبيلة المسيرية العربية في التصويت. وتكاثرت في المنطقة الحوادث المسلحة الى ان تدخل الجيش الشمالي وسيطر على المدينة. وقد كشفت الخرطوم الثلاثاء عن مقترحات جديدة لحل الازمة في ابيي تنص على ادارة دورية وبقاء الجيش السوداني الشمالي فيها الى حين اجراء استفتاء.