أكد الجيش السوداني الشمالي أن منطقة أبيي المتنازع عليها هي "مدينة شمالية" رافضاً بذلك دعوات الجنوب والمجتمع الدولي لسحب القوات من تلك المنطقة بعد أيام من وجوده فيها. وقال عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السوداني إن أبيي ستبقى مدينة شمالية حتى يقرر السكان مصيرها بأنفسهم، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء السودانية (سونا) الاثنين. وكان من المقرر أن تصوّت منطقة أبيي الخصبة التي يدّعي الشمال والجنوب أحقيته فيها، على تقرير مصيرها في كانون الثاني - يناير تزامناً مع الاستفتاء على استقلال الجنوب الذي صوّت فيه السكان بأغلبية ساحقة لصالح الاستقلال. إلا أنه لم يجر التصويت على مصير تلك المنطقة بسبب خلافات حول من يحق لهم التصويت. وسيطرت القوات الحكومية على تلك المنطقة السبت. وقال حسين إن الجيش (الشمالي) سيبقى في أبيي من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار إلى أن يتم اتخاذ قرار سياسي. وأجرى وفد من مجلس الأمن الدولي محادثات أمس الثلاثاء مع رئيس جنوب السودان سلفا كير في مدينة جوبا عاصمة الجنوب. وطالبت الحكومة الجنوبية القوات الشمالية المسلحة بالانسحاب فوراً. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين أمس الثلاثاء إن على القوات السودانية إنهاء "احتلالها غير القانوني" لأبيي ومغادرتها. وهرب آلاف المدنيين - ومعظمهم من قبيلة الدينكا نقوك، باتجاه جنوب هذه المنطقة المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، بعد أن أحكم الجنود ودبابات القوات المسلحة السودانية (الجيش السوداني النظامي) سيطرتهم عليها في انتهاك لاتفاقيات السلام السارية المفعول. وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة الثلاثاء أن أكثر من 15 ألف شخص فروا من منطقة أبيي إلى الجنوب هرباً من المعارك. ودعت الأممالمتحدةالخرطوم الاثنين إلى سحب قواتها من المنطقة وحذرت من أن تواجدها سيعيق الجهود الأميركية لتطبيع العلاقات مع الخرطوم. كما دعت الولاياتالمتحدة الاثنين القوات المسلحة السودانية التابعة لحكومة الخرطوم إلى الانسحاب من مدينة أبيي. وفي جنيف دانت نافي بيلاي رئيسة مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة أمس الثلاثاء الهجمات على أبيي ودعت الخرطوم والجيش الشعبي لتحرير السودان الجنوبي إلى التفاوض لإنهاء الأزمة. إلا أن القوات السودانية تجاهلت التحذيرات ورفضت دعوات الجنوب والمجتمع الدولي لسحب القوات من تلك المنطقة.