لم يتبق أمام حركة طالبان للاستيلاء بشكل كامل على السلطة في أفغانستان، سوى السيطرة على العاصمة كابول المعزولة والمحاصرة. وذكرت وزارة الداخلية الأفغانية، اليوم (الأحد)، أن مسلحي حركة طالبان بدأوا دخول العاصمة كابول من كافة الجهات، في حين أعلنت طالبان أنها أمرت قواتها بالوقوف على تخوم العاصمة وعدم محاولة دخولها. وقالت الحركة في بيان، إنها لا ترغب في دخول العاصمة كابول بالقوة أو بالحرب؛ وإنما تفضل الدخول بسلام، لافتة إلى أن المفاوضات جارية لضمان عملية تسليم العاصمة كابول. من جهته، ذكر المتحدث باسم "طالبان" وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، أنه سيتم اتخاذ قرار منفصل بشأن العاصمة في وقت لاحق، مضيفا: "نريد أن يطمئن الناس إلى أننا لا نريد حالة من الحرب في كابول". وكانت الحركة قد سيطرت على مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان دون أي مقاومة، حيث استسلم الحاكم لعناصر الحركة، وذلك بعد ساعات من استيلائهم على مزار شريف، رابع أكبر مدينة أفغانية، وقال مسؤول أمني إن "طالبان" وافقت على توفير ممر آمن لمسؤولي الحكومة وقوات الأمن لمغادرة جلال آباد. وكانت "طالبان" بدأت هجومها في شهر مايو الماضي، وتمكنت من السيطرة خلال 10 أيام فقط على غالبية البلاد ووصلت إلى مشارف كابول، وهي الآن محاصرة بالكامل. وكان القصر الجمهوري أعلن مساء أمس أن الحكومة بصدد تشكيل وفد للتفاوض مع الحركة، فيما أشارت مصادر رسمية إلى إن الرئيس أشرف غني عيَّن الجنرال سميع سادات مسؤولاً للأمن والدفاع عن العاصمة. وقرر الرئيس غني، خلال اجتماع مع عدد من السياسيين، تشكيل وفد خاص لإجراء محادثات في الدوحة تتركز على تشكيل حكومة مشتركة وتقاسم السلطة مع حركة طالبان. وفي غضون تلك الأحداث المتلاحقة، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس (السبت) رفع عدد القوات الأمريكية المرسلة إلى مطار كابول لإجلاء طاقم السفارة ومدنيين أفغان تعاملوا مع الولاياتالمتحدة، إلى 5 آلاف عنصر، وحذّر بايدن حركة طالبان من عرقلة هذه المهمة حتى لا يتخذ قراراً ب"رد عسكري أمريكي سريع وقوي" إذا ما هاجمت مصالح أمريكية. وفق "أخبار 24". وتلقى موظفو السفارة الأمريكية أوامر بإتلاف أو إحراق الوثائق الحساسة والرموز التي يمكن أن تستخدمها "طالبان" "لأغراض دعائية".