جاء توقيع الهلال مع حارس التعاون فهد الثنيان ليثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الفريق الأزرق ما زال يعاني فراغا كبيرا في هذا المركز بعد رحيل عملاق الحراسة محمد الدعيع في صيف 2010. ورغم مضي قرابة أربعة أعوام على إعلان الدعيع اعتزاله، إلا أن الاستقطابات الزرقاء ما زالت مستمرة لرتق الفجوة التي تركها عميد لاعبي العالم حتى فترة قريبة قبل أن يخطفها المصري أحمد حسن لصالحه. فهد الثنيان آخر الخيارات الزرقاء والمنضم حديثا للبيت الأزرق قادما من صفوف فريق التعاون، وأحد الأسماء المتألقة في الفترة الأخيرة بسماء دوري المحترفين السعودي؛ هو الخيار السابع للهلاليين منذ رحيل الدعيع الذي تعاقب بعده كل من: حسن العتيبي وفهد الشمري وخالد شراحيلي وعبد الله السديري وحسين شيعان وفايز السبيعي، إضافة للثلاثي بدر الدعيع وعبد الله الغامدي ومحمد الواكد، الأسماء التي ظلت في قائمة الهلال دون حضور فعلي لها بين الخشبات الثلاث. في الموسم الأول بعد رحيل الدعيع كان الحضور الأبرز في حراسة المرمى لحسن العتيبي، الاسم المخضرم والأكثر خبرة بين الأسماء الأخرى، شاركه في الموسم ذاته خالد شراحيلي بواقع ثلاث مباريات وفهد الشمري بواقع مباراتين. وفي الموسم الثاني واصل حسن العتيبي حضوره في تسلم حراسة المرمى، إلا أن أسهم الحارس البديل خالد شراحيلي بدأت تزداد بقوة بعدما نجح في مزاحمة العتيبي على الحراسة وكسب ثقة مدربي الهلال بعدما منح الفرصة في الذود عن شباك فريقه حتى نهاية ذلك الموسم. وفي الموسم الثالث بعد رحيل الدعيع، قفز اسم الحارس الشاب عبد الله السديري للواجهة، وهو أحد نجوم المنتخب السعودي للشباب في مونديال 2011 بكولومبيا، والذي تألق فيه الأخضر السعودي، حيث بات السديري الرقم الأول في خيارات الهلاليين وسط حضور متوسط للحارس شراحيلي الذي تم إيقافه في منتصف الموسم لمدة عامين بعد ثبوت إيجابية عينته في الفحوص التي قامت بها لجنة المنشطات السعودية، وسط حظوظ متضائلة جدا لحسن العتيبي الذي بدأت أسهمه تنخفض وبقوة حتى أعلن اللاعب توقفه عن اللعب واعتزاله كرة القدم. وفي الموسم الماضي بحث الهلاليون عن حارس بديل يحضر لمساندة عبد الله السديري الذي بدأت مستوياته تنخفض وسط غضب كبير عليه من قبل أنصار الهلال، حيث تعاقد الهلاليون مع الحارس الاتفاقي فايز السبيعي مطلع الموسم الماضي، وتسلم السبيعي دفة الحراسة الزرقاء قبل أن يعود لقائمة البدلاء بعد تراجع مستواه ليعود السديري للحراسة من جديد. وفي منتصف الموسم المنصرم تعاقد الهلاليون مع الحارس الشبابي حسين شيعان بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم، وتسلم شيعان المهمة بكل ثقة، إلا أنه لم يلبث طويلا حيث تعرض لإصابة غيبته فترة طويلة ليعود السديري للواجهة مجددا حتى نهاية الموسم. وجميع تلك الأسماء التي تعاقبت على البيت الأزرق في خانة حارس المرمى، لم ينجح أي منها في تسلم دفة الحراسة موسما كاملا دون أي تغيير إلا بداعي الإيقاف أو الإصابة كما كان يحدث مع محمد الدعيع الذي ذاد عن مرمى الهلال لمدة تزيد على عشرة مواسم. في الموسم الحالي طرح الهلاليون الثقة بخيارهم الجديد الحارس فهد الثنيان لاستلام دفة الحراسة طيلة الموسم القادم على صعيد الدوري، في ظل أن الفريق تنتظره مهمة صعبة وهي البطولة الآسيوية التي تأهل فيها إلى الدور ربع النهائي، وإضافة إلى الحارس الثنيان فإن الحارس خالد شراحيلي الموقوف يعود أيضا خلال الموسم الحالي، وذلك في منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، بعدما ظل طيلة الفترة الماضية ملتزما بالتدريبات مع زملائه اللاعبين. وفق "الشرق الأوسط". فهد الثنيان هو الحارس الأول في ناديه التعاون منذ صعوده لدوري المحترفين السعودي في موسم 2010 / 2011 حتى الموسم الماضي، حيث ظل الورقة الأولى لسكري القصيم في مواسمه الأربعة الماضية، إلا أن الحارس البالغ من العمر 27 عاما في الموسمين الماضيين قدم مستويات أكثر تميزا ولفت أنظار الأندية نحوه ونجح في الانضمام لقائمة المنتخب السعودي الرديف والأساسي. يذكر أن إدارة نادي الهلال أتمت إجراءات التعاقد مع الثنيان، على أن يلتحق اللاعب بمعسكر الفريق المقام حاليا في النمسا خلال اليومين المقبلين. ووقع الثنيان عقدا مدته سنتان «المدة المتبقية له مع نادي التعاون»، مع أفضلية التجديد لمدة ثلاثة مواسم. وبموجب هذه الصفقة سيحصل الثنيان على 3.5 مليون ريال سنويا، بينما يحصل ناديه التعاون على باقي القيمة المالية من مجموع الصفقة البالغة تسعة ملايين ريال. يذكر أن رغبة الثنيان في الانتقال لصفوف الهلال كانت وراء تنازله عن المدة المتبقية من عقده.