الهلال في ورطة حقيقية الآن .. فبعد سنوات الأمان والاطمئنان مع أسطورة الحراسة محمد الدعيع وقبلها مع شقيقه عبدالله ونخبة من الحراس الجيدين بات الازرق في حاجة من يحمي مرماه ويذود عنه ويبث الطمأنينة في صفوفه من جديد لأن حلم الازرق لا زال في البطولات والالقاب الكبيرة والعالمية قائما ولن يتوقف أبدا. ولعل المصائب قد هطلت بالجملة على رأس الفريق الازرق فبعد اعتزال الدعيع ومخالصة العتيبي وابتعاد فهد الشمري عن المستويات التي كانت مأمولة منه، ومن ثم إيقاف خالد شراحيلي من لجنة المنشطات لمدة موسمين باتت الحراسة الهلالية في مهب الريح وأصبح لزاما على أصحاب القرار في النادي الكبير البحث عن مخرج من هذه الورطة التي قد تنسف كل الجهود التي بذلت والملايين التي دفعت خلال الفترة الماضية لأجل السير بالفريق الهلالي نحو المزيد من البطولات وان كانت التباشير قد هلت مع تألق السديري وقدوم فايز السبيعي. وقعت إدارة نادي الهلال مخالصة مالية مع حارس مرمى الفريق الأول والدولي السابق حسن العتيبي تنازل فيها النادي عن الفترة المتبقية من عقده في بداية الموسم، وذلك استجابة لرغبة اللاعب على الرغم من أن عقده ينتهي نهاية الموسم الحالي، إلا أن المشاكل الفنية والتصعيد الإعلامي الذي صاحب تلك المشاكل مع مدرب الفريق الفرنسي كومبواريه قاد الاخير لرفض فكرة الإبقاء على العتيبي مما ساهم في رحيله وبشكل عاجل. ولم تدرك إدارة الهلال خطورة ما اقدمت عليه والمصير المنتظر لحراستها بعد رحيل الحارس الخبير حسن العتيبي، فبعد المستجدات الاخيرة التي حدثت أدركت بعدها أنها اقترفت خطأ جسيما في حق الفريق ومستقبل منافسته على بطولات الموسم الحالي في ظل ضعف البديل. الضربة الموجعة ولعل ما زاد الأمر سوءا هو صدور قرار اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بإيقاف حارس نادي الهلال خالد شراحيلي مؤقتا، بعدما رصدت عينة إيجابية اخذت منه بعد مباراة الهلال والاتحاد التي أقيمت على ملعب الشرائع بمكة المكرمة في 25 محرم الماضي، ضمن مباريات الدور الأول من دوري زين السعودي للمحترفين، وتلقت إدارة نادي الهلال خطابا رسميا من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجنة المنشطات، طلب فيه من النادي إبلاغ اللاعب بحضور جلسة الاستماع في مقر اللجنة مع إيقافه مؤقتا حتى انتهاء جلسة الاستماع والتي عقدت لاحقا في غيابه حيث طلب عدم فتح العينة، لتصدر عقوبة الإيقاف في حقه لمدة موسمين، وهو القرار الثاني من نوعه هذا الموسم بعد أن سبقه صدور قرار مماثل على لاعب فريق النصر أحمد عباس، مطلع شهر محرم الماضي. الحراسة الزرقاء في خطر يبدو واضحا من خلال كل تلك المستجدات أن مستقبل الحراسة الهلالية لا يبشر بالخير فبعد اعتزال الأخوين عبدالله ومحمد الدعيع، والتخلص الغريب من العتيبي وانتقال بدر الدعيع للمنافس التقليدي النصر وايقاف شراحيلي وقعت إدارة الفريق الهلالي في مأزق كبير، مما يتطلب البحث عن حارس متمكن من خارج أسوار النادي، وهذا بالفعل ما بدأت تبحث عنه الإدارة الهلالية، حيث وضعت انظارها على حارس التعاون فهد الثنيان وتجري إدارة الامير عبدالرحمن بن مساعد هذه الأيام مفاوضات جادة لانتقال الحارس الى صفوفها الا ان التجديد التعاوني الاخير معه ربما يصعب المهمة او يرفع من سعر رحيل اللاعب باتجاه الهلال. وماذا بعد الدعيع مما لا شك فيه أن ضعف حراسة المرمى الهلالي بات قضية شائكة على مستوى حراسة المرمى بشكل عام، فالجميع يعلم أن سر بطولات الفريق الازرق كان بتواجد عمالقة الحراسة الثنائي عبدالله ومن ثم شقيقه محمد الدعيع، اللذين كان لهما الفضل بعد الله في تحقيق العديد من الانجازات للفريق الهلالي، فضعف الحراسة لم يقتصر على الزعيم فحسب بل على مستوى حراسة المنتخبات السعودية بشكل عام، لذلك يبقى السؤال ماذا بعد الدعيع ؟! العين على الفئات السنية الباحث عن مواهب الحراسة في الكرة السعودية يجد أنها باتت نادرة وحتى الموجودة غير راغبة في مغادرة أنديتها لأنها تنال ما يقنعها ماليا ولدى الحراس حاليا حالة استقرار كامل في هذا الاتجاه، ولهذا من الصعب الحصول على حارس مرمى يمكن أن توضع عليه الامال إلا بالالتفات للفئات السنية وتأسيس قاعدة قوية من الحراسة لدعم الأندية في المستقبل، وها هو الهلال من ضمن الأندية التي وجدت نفسها أمام مأزق كبير في هذا المركز وتأمل في أن تجد حارسا يسد الثغرة الكبيرة والهامة جدا في الفريق، حيث تجد صعوبة بالغة في طي هذا الملف الذي أصبح يسبب إزعاجا يلازم إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد. مواهب .. فقاعات صابون المدرب الوطني علي كميخ والذي علق على موضوع الحراسة في الاندية السعودية بشكل عام، قال بأن هناك من الحراس من أثبت كفاءته في حراسة المرمى بشكل كبير وكسب ثقة مدربه وناديه، وزاد لدينا من الحراس من أثبت كفاءته وبشكل كبير كحارس الفتح عبدالله العويشير والذي اكتسب ثقة مدربه وفريقه، وهناك من بقي في مرماه بالرغم من تلقي شباكه عددا كبيرا من الأهداف وانخفاض مستواه، وتابع بشكل عام جل الأندية لدينا تعاني من هذا المركز بعد اعتزال عمالقة الحراسة السعودية، فبالرغم من وجود المواهب في هذا المركز إلا أنها سرعان ما تختفي اما بالنسبة للهلال فامامه منح الفرصة للقادم بقوة عبدالله السديري، الذي قدم مستويات جيدة في الفترة الأخيرة جعلته يكسب ثقة جهازه الإداري وهناك الحارس الخبير المنتقل من الاتفاق فايز السبيعي. الشراحيلي لن يؤثر وعلق المدرب الوطني يوسف خميس على مستوى الحراسة في نادي الهلال والدوري السعودي بشكل عام قائلا بأن الحارس بشكل عام يعتبر نصف الفريق، مشددا على أن الهلال لا يزال يعاني بعد اعتزال الدولي محمد الدعيع، وقال بشكل عام لدينا في الكرة السعودية ما يقارب ستة حراس بمستويات جيدة، وكثرة تلقيهم للأهداف لا يعني ضعفهم وتراجع مستوياتهم، بل بالعكس، لأن خطوط الدفاع بشكل عام تتحمل غالبية تلك الأهداف، وتابع الهلال بعد إيقاف خالد شراحيلي وتواجد المبدع عبدالله السديري واستقطاب إبراهيم زايد وفايز السبيعي قد تحل نوعا ما أزمة حراسة الهلال، خاصة إذا ما علمنا أن مستوى خالد شراحيلي مقارب نوعا ما من الحارس عبدالله السديري. الأمر تكاملي وأكد أسد الحراسة السعودية السابق عبدالله الدعيع أن الضعف الموجود في الحراسة سببه الاساسي عدم الاهتمام بالنشء والتدريب الصحيح من قبل المختصين وأصحاب الخبرة واعتبار أن حارس المرمى أقل أهمية من حيث التأهيل من المهاجم الهداف رغم الاتفاق على أن الحارس الجيد والمتمكن يمثل نصف الفريق، لا يتم بناء الحارس على أساس قوي للمستقبل من خلال جلب ابرز المدربين والخبراء لرفع كفاءة الحراس والنتيجة هو أن 153 ناديا بالمملكة لا يمكنهم تأهيل أكثر من حارس أو حارسين بكفاءة عالية على مستوى المملكة ومن هنا تأتي المشكلة. وأضاف الدعيع الحارس الكفء قادر على قيادة فريقه للإنجازات والأمر تكاملي فلا يمكن لحارس مميز ومتمكن أن يحقق انجازات خارقة مع فريق متواضع فنيا في كافة خطوطه ولذا الحارس المميز هو من يزداد ألقا وتطورا حينما يلعب لناد متكامل عناصريا. خطأ واحد .. مصيبة وشدد الحارس الهلالي حسن العتيبي على أنه يوجد الكثير من الحراس المميزين في الهلال وغيره من الفرق الأخرى ولكن المشكلة أن أي خطأ يرتكبه الحارس يجب ما مضى من تألق ولذا حارس المرمى يعيش يومه وكل مباراة بالنسبة له تمثل تحديا خاصا، وأضاف العتيبي على مستوى الهلال هناك عدد من الحراس المميزين من زملائي مثل فهد الشمري، وعبدالله السديري، بجانب القادم الجديد فايز السبيعي وكلهم مشهود لهم بالكفاءة في المباريات القوية التي شاركوا فيها وبرزوا بشكل كبير خلالها. التركيز على التطبيق وعلق الحارس السابق للاتحاد والمنتخب حسين الصادق أن مشكلة حارس المرمى تكمن في ضعف التجهيز وعدم اهتمامها في هذا المركز، وقال غالبية الأندية تتعاقد مع مدرب حراس يقتصر عمله على الأمور النظرية من خلال تطبيقه لما يقرأه في الكتب الخاصة بحراس المرمى دون الاهتمام بالجانب التطبيقي بشكل كبير على الرغم من قيامهم بذلك إلا أنه لا يصل للمأمول وأضاف إذا كان هناك اهتمام من قبل الفرق بالتعاقد مع مدربين أكفاء لقيادة فرقهم فمن المهم التركيز على جلب مدربين مميزين ومتخصصين في تأهيل وتطوير الحراس كون هناك اتفاقا على أن الحارس يمثل نصف الفريق.