أكد المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أن خطبتي الجمعة توعية للمجتمع، وتبصير للأمة، وهداية وإرشاد لها، وأخْذ بأيديهم لما فيه الخير والصلاح والهدى، وقد جاءت لتنوير البصائر وإيقاظ الهمم، وإرشاد الناس بعد غفلتهم، وتنبيههم إلى ما ينفعهم في أمر دينهم ودنياهم، ومعالجة المشاكل التي تهدد أمن الفرد والمجتمع، ووضع الحلول المناسبة لها، وتنبيه الناس ولاسيما الشباب إلى ما يقعون فيه من المعاصي والمنكرات والبدع والخرافات، ولهذا جُعلت الخطبتان شرطاً لصحة الجمعة، فلا جمعة صحيحة إلا بخطبتين . جاء ذلك في صفحات الكتاب المعنون ب "نصيحة للخطباء" الذي أصدرته الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للمفتي العام للمملكة ضمن سلسلة الكتب التوعوية التي تصدرها الإدارة تباعاً. ووصف سماحته خطبة الجمعة بأنها عظيمة لها أهمية كبيرة في الإسلام، ونفعُها عظيمٌ، فهي شعيرة من شعائر الإسلام، تشهدها الملائكة، وهي من أهم مجالات الدعوة إلى الله وأنفعها. وقال: إننا في زمن نواجه إعلاماً جائراً، وتحديات من أعدائنا ضد ديننا، وضد قيادتنا، وضد أمننا، وضد رخائنا، وضد اجتماعنا ووحدتنا وتآلفنا على الخير، وهناك دعاية ضالة وآراء شاذة، وحملات إعلامية جائرة، فلا بد للخطيب أن يكون واعياً في كل أمر يضر بالأمة فيحذرها من الشرور، ومن الأفكار المنحرفة، والآراء الشاذة والعقائد الباطلة، والدعوات المضللة، والبدع والخرافات، لكن بضوابط شرعية، فيتجنب النقد اللاذع، والعبارات الجارحة، مبتعداً عن المبالغة، أو التشهير بذكر أخطاء أناس بأعيانهم، وإنما يكون بمثابة ناصح موجه مقتد بنبيه صلى الله عليه وسلم الذي يقول في مناصحته لبعض الناس والإنكار عليهم، فيعمم "ما بال أقوام قالوا كذا وكذا"، و "ما بال أقوام يشترطون شروطاً ليست في كتاب الله". وشدد المفتي على أن مهمة الخطيب تتلخص في إيضاح الحق، ودحض الباطل، فيعالج القضايا علاجاً شرعياً على منهاج الكتاب والسنة، وقال: إن الخطيب لا يجوز أن يكون سباباً، ولا شتاماً، ولا مشهراً، ولا شامتاً، ولا صاحب أقوال بذيئة، ولا يرغب في التفاف الغوغاء حوله، لكونه، كما يزعمون، شجاعاً وصريحاً، موضحاً أن الشجاعة مطلوبة، والصراحة مطلوبة، لكن الشجاعة الحقة هي أن يقول الحق الواضح ويدلل عليه، وأن يكون هدفه إصلاح الأخطاء لا التشهير بها، وتقليل الأخطاء لا تكثيرها، ودحض الباطل لا انتشاره، فلا يغير منكراً بمنكر، وإنما يغير المنكر والأخطاء بالمعروف والحق والصدق وإجلاء الحقيقة للناس. وقال: إننا نواجه فكراً إرهابياً عم كثيراً من أقطار العالم الإسلامي، فلا بد أن نعالج هذا الفكر الإرهابي على ضوء الكتاب والسنة في خطبنا بين آن وآخر، فنوجه أفراد المجتمع، ونحذرهم من المزالق والمهالك، ومن الانجراف في الباطل، ونأخذ بأيديهم لما فيه خير وصلاح دينهم ودنياهم، لا سيما في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الفتن والبدع والخرافات، وكثرت فيه المغريات، وعم فيه الجهل، وتنوعت وسائل الشر والفساد، ونشط فيه دعاة الباطل والضلال بتشجيع ودعم من أعداء الإسلام وأعوانهم الذين استغلوا ضعف المسلمين وجهلهم. يذكر أن هذا هو الإصدار الرابع عشر ضمن سلسلة الكتب العلمية التي أصدرتها الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على مدار السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى سلسلة من المجلات والمطبوعات المتنوعة التي تصدرها الإدارة تباعاً في مختلف المناسبات والفعاليات التي تنظمها الوزارة، أو تشارك فيها حيث تجاوز عددها مليون ونصف مليون مطبوعة، ما بين كتاب وكتيب ونشرة ومجلة. 2