عقدت بعثة المراقبة الدائمة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي لدى الأممالمتحدة في نيويورك، اجتماعاً طارئاً موسعاً لمجموعة المنظمة، لمناقشة أوضاع أقلية الروهينجا المسلمة برئاسة ممثل أوزبكستان الدائم السفير مظفر بيك مدراحيموف بوصفه رئيس مجموعة المنظمة، فيما مثّل الأمانة العامة للمنظمة المراقبُ الدائم لبعثة مراقبة المنظمة لدى الأممالمتحدة، السفير أغشين مهدييف. وقالت منظمة التعاون الإسلامي، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقراً لها، في بيان لها أمس إن المجموعة استمعت إلى إحاطات إعلامية عن الحالة من مختلِف المصادر، بما في ذلك المدير العام للاتحاد روهينجا أراكان، الدكتور وقار الدين، بشأن الحالة على أرض الواقع، والتقارير المتعلقة بالحرمان من حقوق الإنسان الأساسية، والاعتقالات التعسفية، والمعاملة غير الإنسانية للروهينجا في مخيمات الاعتقال، وعدم وصول المساعدات الإنسانية، وإحراق القرى وتشريد أكثر من 30 ألفاً من الروهينجا منذ التاسع من أكتوبر الماضي. وأدان أعضاء مجموعة المنظمة في نيويورك الوضع المتدهور، وأعربوا عن قلقهم إزاء الآثار المترتبة للأزمة الراهنة على بلدانهم، مشيرين إلى أن وجود عشرات الآلاف من اللاجئين والمشردين الذين لجأوا إلى الدول المجاورة، لم تعد المشكلة مسألة ميانمار الداخلية، بل هي تهديد استقرار المنطقة الأوسع. وشدّد الأعضاء على الحاجة إلى امتثال قوات ميانمار المسلحة لسيادة القانون، وعلى الحاجة إلى قيام حكومة ميانمار بتيسير إجراء تحقيق حقيقي مستقل في أعمال العنف المبلغ عنها، وفي انتهاكات حقوق الإنسان التي تعرضت لها أقلية الروهينجا المسلمة. ورحب أعضاء المجموعة، بإعلان ممثل ماليزيا عن استضافتها الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية لمناقشة أعمال العنف المستمرة ضد أقلية الروهينجا المسلمة، كما دعا الأعضاء المقرر الخاص للأمم المتحدة، يانجي لي ، إلى إحاطة مجموعة المنظمة في جنيف علماً بهذا الشأن، ودعوة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى النظر في اعتماد مشروع قرار بشأن حالة حقوق الإنسان في ميانمار. ودعا أعضاء مجموعة المنظمة كذلك إلى اتخاذ خطوات جادة يتعين على المنظمة والمجتمع الدولي اتخاذها لحث حكومة ميانمار على ضمان السماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى ولاية راكان، والعمل على معالجة الأسباب الجذرية للعنف، وتوسيع دائرة الحوار بين الطوائف بما يكفل للسكان الروهينجا النازحين العودة إلى ديارهم بأمان وكرامة. من جهة ثانية، أوقفت الشرطة البنجلادشية أمس مسيرة لآلاف من الإسلاميين في العاصمة دكا كانوا يستعدون للتوجه إلى الحدود مع ميانمار، احتجاجاً على معاملة أقلية الروهينجا المسلمة هناك. وشن جيش ميانمار مؤخراً حملة في ولاية راخين أدت إلى نزوح 27 ألفاً من الروهينجا إلى بنجلادش في نوفمبر. وقد تحدث هؤلاء عن ارتكاب قوات الأمن في ميانمار عمليات اغتصاب جماعي وتعذيب وقتل. وتجمع آلاف من المسلمين من أعضاء حزب "اندولان" الإسلامي أمام مسجد بيت المكرم في دكا، ورددوا شعارات وحملوا لافتات تندد باونج سان سو تشي الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي تقود الحكومة الحالية في ميانمار. كما أكّد رفيق الإسلام، قائد الشرطة المحلية لوكالة فرانس برس أن ستة آلاف شخص وصلوا للمشاركة في المسيرة باتجاه الحدود الجنوبية الشرقية. وأضاف "لكن تم توقيفها بعد أن تحدثنا عن أن المسيرة ستؤدي إلى عرقلة النظام العام".