قال علي الترهوني مسؤول النفط والمالية بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي يوم السبت ان المال بدأ ينفد من المعارضة التي تخوض حربا طويلة للاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي واتهم الغرب بعدم الوفاء بتعهداته بتقديم مساعدة مالية عاجلة. وجاءت مناشدة الترهوني في حين تظهر تصدعات في حلف شمال الاطلسي بخصوص حملة القصف المستمرة التي ينفذها منذ ثلاثة أشهر ضد قوات القذافي حيث يبدو على بعض الحلفاء الاجهاد من المهمة وتتهم الولاياتالمتحدة بعض الحلفاء الاوروبيين بعدم بذل ما يكفي من الجهد. وحقق المعارضون مكاسب مهمة على جبهات مختلفة في الاسابيع القليلة الماضية لكنهم مازالوا بعيدين عن نيل جائزتهم الكبرى بالوصول الى طرابلس معقل القذافي والمناطق المحيطة بها رغم الدعم الجوي من أقوى حلف عسكري في العالم. وقال مصدر من المعارضة المسلحة ان ثمانية على الاقل من المقاتلين المعارضين قتلوا بالقرب من بلدة نالوت في شمال غرب ليبيا حيث كان تقدم المعارضة صوب الاراضي التي يسيطر عليها القذافي بطيئا بالرغم من الهجمات الجوية التي يشنها حلف الاطلسي على القوات الموالية للزعيم الليبي. وجاءت المعارك بالاسلحة النارية في قرية تاكوت القريبة من نالوت يوم السبت في أعقاب تبادل لنيران المدفعية الثقيلة قرب مدينة زليطن -على الجانب الاخر من طرابلس- حيث حاول المعارضون السيطرة على مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية شرقي المدينة. ولكن التصريحات التي أدلى بها الترهوني في مقابلة مع رويترز سلطت الضوء على الصعوبات التي تواجهها المعارضة في تسيير الامور في حين تسبب الضرر الذي ألحقته الحرب بالبنية التحتية للطاقة في المنطقة الشرقية التي تخضع لسيطرتهم في تعطيل انتاج النفط هناك. وتساعد القوى الغربية المعارضة من خلال الهجمات الجوية اليومية على القوات الموالية للقذافي وتعهدت بزيادة المساعدات باستغلال الاصول الليبية المجمدة في الخارج. ولكن الترهوني الذي يشغل أيضا منصب وزير المالية في المجلس الوطني الانتقالي قال ان الغرب لم يف بهذه الوعود. وتعهد الاتحاد الاوروبي بضخ أموال للمعارضة ووعدت الولاياتالمتحدة -التي اضطلعت بدور بارز في تأمين اصدار قرار من الاممالمتحدة فرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا- بتقديم مساعدات أخرى وعروض بقروض لدعم المعارضة. وقالت الحكومة الامريكية في بيان في وقت متأخر يوم السبت انها "سلمت شحنة ثانية من المساعدات غير القتالية الى بنغازي" كان المعارضون طلبوها ومنها دروع واقية وملابس عسكرية وادوات للاسعافات الاولية. وكان الترهوني قدر في وقت سابق أن المعارضة تنفق ما يصل الى 100 مليون دينار ليبي (86 مليون دولار) في اليوم. وتوجه مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي الى العاصمة التونسية يوم السبت لاجراء محادثات مع مسؤولين حكوميين في تونس. وأبدت رئيس الوزراء التونسي الباجي قائد السبسي اشارات ترحيب بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض في ليبيا لكن لم تصل الى حد الاعتراف الرسمي بالمجلس. وقال عبد الجليل بعد مؤتمر صحفي انه تم تجاوز هذه المرحلة. وأضاف "استقبالنا هنا من المسؤولين في تونس يعد اعترافا ضمنيا..نحن تجاوزنا هذه المرحلة.. تجاوزنا مرحلة المعونات الانسانية وتونس سيكون لها دور كبير في المرحلة المقبلة في ليبيا." وأرجأ وزير الخارجية النمساوي مايكل شبندليجر زيارة لبنغازي كانت مقررة يوم الاحد بسبب مخاوف أمنية. ويحاول المعارضون حصار العاصمة الساحلية طرابلس من الشرق والغرب ولكن تقدمهم كان بطيئا وفشلت هجمات حلف شمال الاطلسي التي بدأت منذ أسابيع والتي شملت قصف مجمع للقذافي وأهداف أخرى في انهاء حكم الزعيم الليبي المستمر منذ 41 عاما. وقال أحد المقاتلين من نالوت التي تقع وسط تلال قاحلة على بعد حوالي 200 كيلومتر جنوب غربي طرابلس ان المعارك اندلعت يوم الجمعة في تاكوت وتواصلت السبت. وتابع قائلا "الثوار دمروا ست عربات مصفحة وقتلوا أكثر من 45 جنديا من جنود العدو. المعارضون حاصروا قوات القذافي التي تحصنت في مجمع (في تاكوت)." وأضاف أن 13 معارضا أصيبوا في القتال. ولا يتسنى على الفور التحقق من صحة التقرير لعدم قدرة وسائل الاعلام المستقلة على الوصول الى المنطقة ولم يرد تعليق على الفور من جانب قوات القذافي. وعلى الجانب الاخر من طرابلس يتقدم المعارضون تجاه زليطن التي تبعد 160 كيلومترا فقط شرقي العاصمة وهي البلدة الرئيسية التالية بعد معقل المعارضة في مصراتة باتجاه العاصمة على الطريق الساحلي المطل على البحر المتوسط. ومن شأن السيطرة عليها ان تعزز استراتيجية المعارضين الرامية الى عزل طرابلس من كل الجهات. وقال متحدث باسم المعارضة في مصراتة يدعى محمد سعيد "وقعت مناوشات هذا الصباح في توارغة جنوب غربي مصراته". لكنه لم يدل بتفاصيل أخرى. وقال احد السكان ويدعى علي صلاح في مصراتة ان قوات القذافي تطلق من حين لاخر صواريخ على منطقة الميناء ومعمل تكرير للنفط في مصراتة اليوم السبت مما أدى الى مقتل امرأة من جيرانه. وقالت المعارضة انها لن تهاجم زليطن بسبب الحساسيات القبلية لكنها تجند مقاتلين من البلدة وتنتظر ان ينتفض سكانها ضد القذافي. وتقاتل قوات المعارضة قوات القذافي على جبهة أخرى في شرق البلاد حول مدينة البريقة النفطية التي تقع على بعد 800 كيلومتر الى الشرق من طرابلس. واستأنفت طائرات حلف شمال الاطلسي قصف طرابلس أمس الجمعة ووقع مزيد من الانفجارات يوم السبت. وقالت وكالة الانباء الليبية ان قصفا اخر استهدف حي الكرامة في طرابلس صباح السبت. وذكر التلفزيون الليبي ان قصفا اخر اصاب منطقة خلة الفرجان في طرابلس والغيران على مسافة 100 كيلومتر جنوبي العاصمة. ولم يتسن التأكد من التقريرين بصورة مستقلة. وتوعد القذافي حلف شمال الاطلسي بالهزيمة. وقال في كلمة صوتية عبر التلفزيون الليبي يوم الجمعة "هذه أول مرة يواجهون الشعب المسلح. يواجهون مليون ومليون. أول مرة يتورطون في هذه الورطة." واضاف "سيهزمون. سيهزم الحلف حتما... سيولون الادبار خائفين." وقال رئيس الوزراء البغدادي علي المحمودي في مؤتمر صحفي في ساعة متأخرة الجمعة ان ليبيا ستطلب من مجلس الامن الدولي وقف قصف حلف الاطلسي قائلا انه اصبح يستهدف المباني المدنية بصورة متزايدة. ووصفت متحدثة باسم حلف الاطلسي التقارير الليبية عن الخسائر البشرية الناجمة عن الهجمات الجوية التي يشنها الحلف بأنها "دعاية محضة". وقالت المتحدثة أوانا لونجسكو "ان القذافي ونظامه هما من يهاجم الشعب الليبي بشكل منهجي وبوحشية... يقصفون المدن ويلغمون الموانئ ويستخدمون المساجد ومتنزهات الاطفال كدروع بشرية." (شارك في التغطية طارق عمارة في تونس ونيك كارني في طرابلس ومات روبنسون في الدفنية وجوزيف نصر في برلين ووتيك فانكور في باريس وديفيد برونستروم في بروكسل) 5