في ليلة لم تكن لتتكرر اشتعل المساء بالقصيد وانطلقت من حناجر الغواية ألف دهشة ودهشة ,,, كان مساء الأربعاء مختلفاً ولا شك ! ليس لأن شعراء ثلاثة متبايني الأوجه متعددي المشارب حلقوا في سمائه ! وليس لأن شاعرة هي اعتدال هزت أصقاعه بترانيم شدوها ! كلا ! بل لأن الدهشة انداحت من أكف المصفقين وابتسامات الغاوين .. حيث احتفى المساء بجمهور مختلف كما رأته شاعرته التي لم تجد أبلغ من قولها : إن جمهوركم مربك ! ولا عجب فنحن نتحدث عن مساء من مساءات جازان الحالمة .. جازان الثقافة والأدب والسمو ... ولكن ما الجديد ما دامت مساءات جازان محلقة وما دام الجمهور كما هو معروف جمهور شعر ؟! إن الدهشة التي لا تكاد تبارح المخيلة ارتسمت في الأعلى حيث تلفعت النساء عباءاتهن وحبسن أنفاسهن مصفقات للشعر ! قرابة الأربعين مثقفة اعتلين القسم النسائي مسابقاتٍ الزمان حاملاتٍ ألوية الأدب والجمال ... واضعاتٍ ضيفتهن في مأزق ما كانت لتخرج منه لو لم تحطم قيود الدهشة وتندفع صادحة بأبدع ما لديها لتحصد إعجابهن ! ومع ذلك فإني لا أملك أمام هذا الصخب سوى التساؤل بمرارة : أين كن جميعاً عن بقية الآماسي والتظاهرات ؟ لم لم يشاركن بأصواتهن التي أقل ما يقال عنها أنها مربكة ؟ ولماذا يختفين عن الساحة الأدبية وهي أحوج ما تكون لإبداعهن ؟! أتمنى أن تجيب التظاهرات القادمة عما علق في القلب من أسئلة ... وأن تظل نساء جازان كما الشعر ملاذاً للغواية ...