مرّ الشباب بسنوات عجاف، لم يبتعد فيها عن منصات الذهب فقط بل إنه تنازل أيضاً عن المنافسة عليها، فأضحى خصماً بلا هيبة، لا يُحسب له حساب، ويقبع في مراكز متأخرة لا تليق به ولا بتاريخه العريض، مشاكل إدارية لا تُعد وأخرى مالية لا تُحصى ومثلهما فنية، ما أن يغلق ملف إلا ويصدم الشبابيون بآخر أكثر مرارة منه، فكانت المحصلة النهائية صفر بطولات. "سعد" مشجع شبابي عاشق لناديه ملّ من هجر فريقه لمنصات الذهب وصبره نفد، لم يعهد أن يغيب "الليث" عن المنافسة طوال هذه المدة لأنه من كبار الكرة السعودية، ولم يعتد على أن يرى من حوله يتباهون بأنديتهم ونتائج فرقهم ويطلقون عبارات التحدي وهو "متفرج"، فريقه تحول إلى ماهو أشبه بمحطة تزود الفرق بالنقاط أو الوصول إلى الأدوار النهائية، وكل ما كان يتمناه في السابق أن يرى عملاً حقيقياً لصناعة جيل جديد من الشباب قادر على خدمته أعواماً وأعواماً. لكن الطموحات اختلفت مع دعم هيئة الرياضة للشباب وتكفلها بإحضار مدرب عالمي ولاعبين أجانب عالميين، وقبل ذلك دعم سمو ولي العهد للأندية وتكفله بسداد ديونها وقضاياها، أي أن الأعذار السابقة لا محل لها اليوم، ولا عذر للإدارة الشبابية، فالبيئة أصبحت مهيأة وصحية، وتحتاج إلى إدارة محنكة تمتلك الفكر، وقادرة على توجيه الصرف المالي في مكانه الصحيح، لذلك "سعد" وغيره من محبي الشباب لن يقبلوا بأقل من حصد البطولات والصعود إلى منصات الذهب، وإن كانت المؤشرات الحالية محبطة ومخيفة، في ظل حسم عدد من الفرق كثير من الملفات وإطلاق عبارات التحدي، يقابل ذلك برود الإدارة الشبابية في الإعداد ولغة تنبئ بموسم هادىء. الشباب انتهى موسمه باكراً، وكان من المفترض أن يكون من أوائل الفرق التي استعدت للموسم الجديد، لكن حتى الآن لا حس ولا خبر، على الأقل يفترض حسم ملف المدرب مبكراً، لكنه لم يوقع رسمياً حتى كتابة المقال، والصمت هو سيد الموقف، والأمور ضبابية بالنسبة للشبابيين، ورغم الظهور الإعلامي المتكرر لرئيس النادي أحمد العقيل إلا أن الشبابيين يريدون عملاً في أرض الواقع، بعيداً عن الوعود التي ملّوا منها أو عبارات التخدير، لأن التأخير في حسم الملفات ليس من صالح الفريق. المؤشرات تقول بأننا مقبلون على موسم قوي وغير مسبوق في ظل الدعم الكبير من قيادتنا للرياضة للأندية عن طريق هيئة الرياضة، لذلك فإن الكلمة الأولى ستكون للأكثر استعداداً وللأقوى ومن لا يجيد التعامل مع المرحلة الحالية قد يجد نفسه يودع اللعب مع الكبار، وهو ما يتطلب إعداداً مغايراً من جميع إدارات الأندية، بما فيها الإدارة الشبابية التي ينتظرها عمل إدارياً وفنياً واستثمارياً، وحتى يُنجز ذلك العمل على رئيس النادي أن يتقبل نقد الشبابيين وردود أفعالهم الغاضبة، لأنه من تصريحاته وتغريداته يبدو حساساً ولا يريد سماع أي انتقادات.