ما الذي يجب أن يفعله مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الأرجنتيني خوان بيتزي في المرحلة المقبلة، وهو جديد العهد بتولي المهمة؟ وهل اعتماد التشكيلة المقترحة لنهائيات كأس العالم 2018 من الآن هو الحل الأنسب للاستقرار والانسجام؟، بدلاً من خوض كل معسكر أو مباراة ودية بقائمة تختلف عن السابقة حتى تكون تهيئته بشكل أفضل وإظهار منتخب قوي يملك القدرة على المنافسة ومقارعة المنتخبات في روسيا. في البداية يرى المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد أن مدرب المنتخب السعودي في وضع محرج جداً، لأنه جاء في مدة قصيرة ، وأول مشاركة له كأس العالم يعني أن المهمة صعبة إضافة إلى أنه غير متابع للدوري السعودي، ولم يسبق أن درب في الخليج أو المملكة، وجاء في وقت متأخر، وقال: «هذا في تصوري مشكلة كبيرة، ويجب عليه اختصار الوقت والزمن، والاستفادة من اللاعبين الجاهزين، ووضع التشكيلة الأفضل والأقرب وعلى الأقل وضع 15 لاعباً في ذهنه، وفي أي معسكر أو تجمع مقبل لا بد أن يعتمد على الأسماء المهمة التي تشارك في التشكيلة الأساسية، أما كثرة التغيير والتجارب ستربك العمل، وفي النهاية لن يصلوا للجاهزية ولن يستطيع اللاعبون التناغم والتفاهم مع عقلية المدرب وماذا يريد منهم». وأضاف :»يجب على المدرب متابعة الدوري السعودي بتفاصيله، ولدي يقين أنه في إحراج، على اعتبار أن عدداً كبيراً من اللاعبين السعوديين الذين سيشاركون في كأس العالم الأغلبية يلعبون بدلاء في فرقهم وهذه مشكلة، وضاقت المساحة الآن بحكم مشاركة ستة لاعبين أجانب، وربما إضافة مواليد، وبهذا تقل مشاركة اللاعبين الاحتياط، لذلك يجب البحث عن اللاعبين الذين يلعبون أساسيين لأن جاهزيتهم تكون أفضل، ودائماً نردد نقطة مهمة جداً وذات أهمية أن المباريات الرسمية التنافسية التي يلعب فيها اللاعب تحت الضغط، سواء ضغط الحكم، أو الخوف من الخسارة، وضغط المنافس، وضغط الزميل، وضغط المدرب، وأتمنى أن اللاعبين الذين سيشاركون في كأس العالم يجدون فرصة كاملة في المباريات التنافسية حتى يصلوا إلى كأس العالم وهم على الأقل لاعبون من 15 إلى 20 مباراة في الدوري». واستطرد الخالد قائلاً: «يجب على المدرب أن يحدد العناصر من خلال الدوري، ويقرر من هو اللاعب الأساسي مثلاً أفضل حارس في الدوري ويختاره أساسي، ويطبق ذلك في جميع الخانات حتى يكون لديه أفضل لاعبين في كل مركز ويصل إلى التشكيلة الأساسية المثالية، والتجارب في هذا الوقت ليست من مصلحة المنتخب، وذكرنا سببين الأول الوقت قصير، ثم أن المدرب لا يعرف اللاعبين جيداً، ويجب أن يقرر باكراً حتى يوجد الانسجام، ويحفظهم الأدوار ويعطيهم المهام المطلوبة بوضوح حتى يفهمونها نظرياً ويطبقونها ميدانياً في كثير من الجوانب والتوجيهات المهمة ودور اللاعب في الكرات الثابتة سواءٌ له أم عليه، الأدوار الهجومية والدفاعية، ومتى يضغط اللاعب ومتى يتراجع، وهذا التناغم لن يأتي إلا بعناصر محددة لا تتعدى 14 لاعباً بالكثير، واللاعبون المتوقع أن يكونوا بدلاء عليهم أن يفهموا هذا الدور من خارج الملعب الانسجام يجب أن يكون في تشكيلة اللاعبين الأساسيين، والبرنامج الإعدادي للمنتخب يعتبر جيداً، وليس أمام إدارة الاتحاد السعودي والجهاز الإداري والفني للمنتخب إلا برنامج بهذا الشكل، يعني برنامج منتظم ومعسكرات ومباريات تكون في البداية معقولة ثم تتدرج إلى متوسطة المستوى ثم مباريات قوية، وتعززها بمباريات ثقيلة جداً». ما الحلول؟ يؤكد الخالد أنه لا بد الذهاب إلى كأس العالم بالواقعية، ويكون سقف الطموح معقولاً مع تحديد الأهداف، أولاً الظهور بمظهر ممتاز من جهتين فنياً في أرضية الملعب وسلوكياً وأخلاقياً وانضباطياً خارجه، لأنك تمثل بلدك، أما الجانب الفني فيجب تقديم اللاعب كل ما لديه، والطموح يجب أن يكون بين منظومة العمل ممثلة باللاعبين والجهاز فني والإداري والاتحاد السعودي كمنظم وهيئة الرياضة وفي حدود الإمكانات المتاحة، ولا يكون هناك نتائج ثقيلة، ويقدم اللاعبون كل ما عندهم، وإذا كنا على هذه العقلية من الممكن التأهل إلى الدور الثاني، لأن الواقعية أحياناً تأخذ بك إلى النتائج الإيجابية إذا ابتعدت عن الضغط، واللعب بأسلوب دفاعي محكم والاستفادة من اللاعبين أصحاب القدرات الهجومية العالية في السرعة والمهارة مثل فهد المولد وسالم الدوسري ونواف العابد، ومن لديهم القدرة في الارتداد السريع وخطف هدف، إذا وجدنا أمام المنتخبات القوية فراغات خلف المدافعين، ويمكن بهذا الأسلوب الدفاعي المحكم الواقعي أن تكسب، ورأس الحربة التقليدي تحتاجه مع المنافس إذا كنت في مستواه وأفضل منه، ومن المتوقع يكون هناك صعوبة لإيجاد الفرص وتحتاج إلى لاعبين يتسربون من الخلف من الدائرة ومن الأطراف خلف المدافعين المندفعين من الفريق المنافس، وتستطيع أن تخطف الأهداف، بدل من خسارة لاعب رأس حربه تقليدي يحتاج إلى كرة عرضية وفرص كثيرة داخل منطقة الجزاء، ولن يتحقق لك ذلك في كأس العالم داخل المنطقة، وتستطيع أن تلعب بنوعية المولد وسالم والعابد والفرج من الخلف، وبقية الأسماء التي لديها السرعة والديناميكية والمهارة حتى تتسرب وتدخل بين المدافعين وتسجل من دون أن تلعب برأس حربة تقليدي، وهذه الطريقة يلعب بها فريق كبير مثل برشلونة، وهناك حلول في ظل ظروف اللاعبين السعوديين، وكثرة الأجانب وتغيير المدرب، وهي الانضباط العالي في الدفاع وتفعيل الهجمة المرتدة المثالية بالسرعة والمهارة «. واختتم المدرب السعودي حديثه بالقول :»تظل المجموعة التي تضم المنتخب كمقاييس فنية أفضل منا، ولكن «الأخضر» لن يكون ضعيفاً وصيداً سهلاً، إذا لعب بالواقعية، أحياناً في الدوري السعودي مثلاً وفي دوريات العالم تجد فرقاً متوسطة تحرج الفرق الكبيرة والمتصدرة وتخطف منها النقطة وأحياناً تكسبها لأنها لعبت بالواقعية فقط، وفي مجموعة المنتخب ربما هناك مقاييس فنية تكون فيها تفاوت بينهم، ونستطيع أن نكون حاضرين بشكل جيد متى ما جهز «الأخضر» بشكل جيد، وأصبح هناك تناغم بين الاتحاد السعودي والمدرب في ظل دعم الهيئة المعنوي والاستفادة، والتحفيز وقرب الإدارة من اللاعبين والمدرب، واللعب بروح الأسرة الواحدة، و»روح الوطن» سيختصر كثيراً من القصور الفني. الصورة واضحة قال المدرب الوطني عبدالوهاب الحربي: «الصورة أصبحت واضحة لمدرب «الأخضر» بالنسبة للسلبيات والإيجابيات للاعب السعودي وللمنتخب بشكل عام سواءٌ من حيث المشاركات في كأس العالم أو مع مارفيك في التصفيات، ونعلم أن الحراس لديهم سلبيات بالكرات العرضية أو بالتصويب من خارج الصندوق، وهذا ظهر في كأس العالم بسبب طبيعة الدوري لدينا ولكنها تحسنت قليلاً بزيادة المحترفين، ولا ننسى أن حراسنا جيدين بالمواجهات المباشرة وبردة الفعل وأيضاً المدافعين لدينا عندهم مشكلة بالعرضيات المتحركة ونعاني من مشكلة بالظهير الأيمن الدفاعي، ولا بد أن يعلم أننا نجحنا في كأس العالم 94 بثلاثة أشياء، المنتخبات لا تعرف عنا الشيء الكثير مع اعتمادنا على الهجمة المرتدة وسرعة المهاجمين كماجد عبدالله وحمزة إدريس وسعيد العويران وفهد الهريفي، والآن يوجد لدينا صناع لعب مثل العابد ويحيى الشهري وسلمان الفرج إضافة إلى فهد المولد السريع، والأفضل تعويده من الآن اللعب كمهاجم صريح ولا بد أن نكون أكثر سرية للمنتخب وأن نعتمد على الهجمة المرتدة السريعة بأقل عدد من اللمسات والكرة السريعة والمهارة الفردية والتي تعتبر من عيوب اللاعب الأوربي، وعلى مدرب المنتخب أن لا يبالغ بتغيير الأسماء التي كانت مع المدرب السابق الهولندي بيرت مارفيك». الاستفادة من الاحتكاك الدولي قال المدرب الوطني يوسف عنبر: «في اعتقادي أن برنامج لمواجهات المنتخب الودية الدولية مع منتخبات لها باع طويل في بطولات كأس العالم سيكون له مردود فني للاعبين والاستفاده من الاحتكاك الدولي، ووضع الأهداف للاستفادة من هذه المباريات خصوصاً إذا كانت بعناصر أساسية الهدف منها رفع التجانس وإعطاء فكرة للمدرب عن الجميع ومردودهم الفني في المباريات القوية، وأرى أن الاستقرار في اختيار العناصر التي شاركت في التصفيات وساهمت في التأهل سيقطع شوطاً كبيراً في إعادة التجانس بشكل سريع لآن المرحلة المقبلة تتطلب إعداد المنتخب مع دعم المواهب التي ستتسلم راية المستقبل وإعطائهم الفرصة الدولية بالتواجد في هذا المحفل مع عدم الزج بهم على حساب إعداد المنتخب، واهتمام الهيئة بإعداد المنتخب بالشكل المثالي يجعل الجماهير السعودية مطمئنة في الإعداد للمحفل العالمي». مطلوب اختيار الأفضل شدد المدرب الوطني صالح المحمدي على أهمية تجهيز «الأخضر» للمونديال وقال:»يجب اختيار العناصر من الأسماء وتحضيرها للمونديال من الآن مع وضع برنامج زمني ومنهجية واضحة يبدأ العمل بها واختيار العناصر وإيجاد الإنسجام بين اللاعبين بتواجدهم وتجمعهم من مدة لأخرى، والاستقرار على التشكيل والتطوير في الأداء تدريجياً، والعمل على التكتيكات بوقت زمني مناسب، والوقوف على الجاهزية البدنية واللياقية، ويجب تهيئة اللاعبين البدلاء واعتمادهم أجندة المنتخب وتجهيزهم واختيار قائمة تتكون من 30 لاعباً على الأقل معروفة وواضحة، وتطبيق العمل الفني واللياقي المطلوب في المباريات الودية». ووصف المدرب الوطني عبدالعزيز العودة أن المدرب جديد على الكرة السعودية ولكن الاتحاد والأجهزة الفنية والإدارية موجودون مسبقاً ولديهم خلفية كاملة عن العناصر وقال: «يجب أن يكون التغيير بشكل طفيف وعلى المدرب مشاهدة لاعبي المنتخب من خلال أشرطة الفيديو لمباريات سابقة، والأهم متابعة الدوري خصوصاً المباريات والفرق المهمة واختيار أفضل العناصر بحدود ال 25 لاعباً إلى 30 لاعباً، ومن ثم يشاهدهم المدرب في أيام مباريات «الفيفا» عن قرب في المباريات الودية، والأهم من وجهة نظري مشاهدة المباريات المهمة التنافسية حتى يحكم من خلالها ومن ثم يتابع مباريات الدوري، ويتفق الجميع على أن 70 % من العناصر السابقة». وأضاف: «هناك مدة مقبلة طويلة، وبروز بعض اللاعبين والمباريات الودية تعطي انطباعاً جيداً خصوصاً إذا كان معظم اللاعبين معروفاً، والأهم الذين يشاركون في الدوري حتى يرتفع المستوى التنافسي ويكون اللاعب جاهزاً لمباريات كأس العالم ويصل وهو في أفضل حالاته ويكون هناك معسكر إعدادي لتعويد اللاعبين على طريقة المدرب وانسجامهم مع بعض، والبرنامج الإعدادي للمنتخب جيد ويتخلله مباريات قوية ومتدرجة وهذا سيساعد المدرب كثيراً، ولا نستعجل الأمر ونعطيه مع الأجهزة فرصة يطرحون ما عندهم من أفكار وعمل وإن شاء الله المنتخب قادر على تقديم مستوى مميز في مشواره العالمي». واختتم العودة حديثه :»أعتقد أن أهم خطوة في كأس العالم أن المنتخب سيشارك في مباراة الافتتاح مع روسيا، وهذا في صالحه لظهوره أمام العالم ما يجعله يحرص على الظهور بمظهر مميز فيها ويجب علينا عدم الضغط على اللاعبين من حيث الوصول إلى مراحل متقدمة وإعطاء اللاعبين فرصة حتى يبدعون وإن شاء الله تتحقق النتائج الإيجابية، ونأمل وصولهم لمراحل متقدمة، والأهم يكون هدفاً محدداً نصل إليه والمشاركة بشكل إيجابي وتشريف الكرة السعودية». الخالد: مهمة المدرب صعبة.. ومطلوب تحديد سقف الطموح الحربي: نحتاج لمهاجم صريح.. والعرضيات مزعجة للحراس عنبر: الاستقرار والتجانس والدعم أساس النجاح المحمدي: نحتاج لمنهجية واضحة والثبات على التشكيلة العودة: لا تستعجلوا الأحكام وضربة البداية في صالحنا