ماهو اضطراب الوسواس القهري ؟ الوسواس القهري هو أحد أمراض القلق العصابي النفسي حيث يكون لدى المريض أفكار ومخاوف غير مبررة (هواجس –obsession) تقوده إلى تصرفات وأفعال مكررة (اندفاعات – copmulsions ). وفي كثير من الأحيان يعلم المريض علم اليقين بعدم صحة أفكاره ومخاوفه ويكون لديه محاولات لتجاهل هذه الأفكار والمخاوف مما يزيد من تعرضه للقلق والإكتئاب. وفي نهاية المطاف ومع تكرار هذه الأفكار يُقاد المريض لفعل هذه التصرفات للتخفيف من حدة قلقه. وغالباً ما يتركز الوسواس القهري حول أفكار معينة، مثل الخوف من التلوث بالجراثيم، ولإزالة هذه المخاوف، يقوم المريض بأفعال جبرية لإزالة هذه المخاوف، وتكون في هذه الحالة عبارة عن غسل اليدين بشكل متكرر ومفرط لدرجة الأصابة بتشققات وتقرحات، وتكرار هذه المخاوف والأفعال بشكل مستمر تقود المريض لتصرفات وطقوس متكررة، وهذا ما يميز هذا المرض. الأعراض : وتشمل الأعراض الوسواسية والأعراض الإندفاعية .. الأعراض الوسواسية : الأعراض الوسواسية غالباً ما تكون أفكاراَ وخواطر وصور لا إرادية وغير منطقية، وتكون متكررة وبشكل ثابت وغير مرغوب به، وغالباً ما تقتحم هذه الوسواس تفكيره فجأة بدون إنذار مسبق. وتدور الأعراض الوسواسية حول أفكار وموضوعات، وعلامات هذه الأعراض تشمل : - خوف المريض من العدوى عن طريق مصافحة الأخرين أو التلوث بلمس الأشياء حوله. - الشك المرضي، حيث يكون لدى المريض شكوك حول غلق الباب مثلاً، فيعاود التأكد مرات متكررة، أو التأكد من إطفاء الغاز بشكل مستمر دون وجود مبرر. - أفكار عدوانية حول إيذاء الأخرين. - الشعور بالحاجة لتناظر الأشياء ودقتها وترتيبها. - صور وأفكار حول ايذاء الأشخاص المقربين من المريض كأطفاله مثلا. - رغبة ملحة بالصراخ بألفاظ غير لائقة في مكان عام. - تجنب المواقف التي تثير هذه الشكوك، مثل تجنب مصافحة الآخرين - صور وأفكار جنسية غير مرغوب بها. - حساسية الجلد بسبب تكرار غسيل اليدين أو ندبات جلدية. الأعراض الإندفاعية : وتكون الأعراض الإندفاعية عبارة عن أفعال وتصرفات متكررة يشعر المريض بالإنقياد لها دون رغبة منه، ويكون الدافع الأساسي لها هو التخفيف من حدة القلق و التوتر بسبب الأعراض الوسواسية. ومثل الأعراض الوسواسية تدور الأعراض الإندفاعية حول أفكار وموضوعات معينة، وعلامات هذه الأعراض تشمل: - تكرار غسل اليدين لدرجة مفرطة تسبب في تشققات وجفاف اليد. - التأكد بشكل مستمر من غلق الأبواب أو من إطفاء أنابيب الغاز. - العد والحساب بشكل ثابت. - ترتيب الأشياء بشكل دوري والتأكد من ذلك. وهذه الأعراض والعلامات تبدأ بشكل تدريجي لدى المريض خلال حياته، وتتترواح في شدتها وخطورتها، وغالباً ما تزداد سوءاً مع الوقت، ويعتبر الوسواس القهري من الأمراض المزمنة التي تبقى لدى المريض طيلة حياته. متى يجب على المريض زيارة الطبيب ؟ هناك فرق بين الشخصية المثالية، واضطراب الوسواس القهري، فمثلا يكون لدى الشخص نزعة طبيعية لإبقاء أرضية المنزل نظيفة بشكل مستمر وتفادي الأكل على الأماكن المتسخة، أو لديه طريقه معينة لترتيب الكتب في مكتبته، وهذا لايعني بالضرورة أنه مصاب بمرض اضطراب الوسواس القهري. ويتاروح المرض من الحالات البسيطة إلى الحالات الشديدة التي يستهلك فيها المريض الكثير من الوقت في التغلب على وساوسه بالأفعال القهرية وتكون معطلة له في حياته اليوميه. فمثلا قد يستهلك المريض الكثير من الساعات في غسل يديه أو في ترتيب الأشياء بشكل معين. ومع الأيام يشعر المريض بالضغط والتوتر في حياته وتضعف قوته على التغلب على هذه الوساوس. ومعظم البالغين يسهل عليهم التعرف أن هذه الوساوس والأفعال القهرية غير منطقية وغير مبررة بينما في كثير من حالات لدى الأطفال يصعب عليهم التمييز فلا يتم اكتشاف الحالة. فإذا تعرف المريض على هذه التصرفات وأثرت هذه الأفعال بشكل مباشر على حياته اليومية، يجب عليه زيارة طبيبه أو الطبيب النفسي . ويشعر بعض المرضى بالحرج الشديد من هذه الوساوس فتمنعه عن زيارة المريض، ولكن مهما كانت هذه الوساوس متأصله ومتجذره في تصرفات المريض تظل قابلة للعلاج. الأسباب : تظل أسباب مرض اضطراب الوسواس القهري غير مفهومة وواضحة تماما، ولكن هناك بعض النظريات مثل : 1- الأسباب البيولوجية : حيث أظهرت بعض الدراسات وجود تغيرات في وظائف المخ والكيمياء الطبيعية للمخ، بالإضافة إلى العوامل الجينية التي قد تؤثر في ظهور هذا المرض. 2- العوامل البيئية: ويكون بسبب بعض العادات التي يتعلماها المريض مع الوقت طيلة حياته. 3- نقص السيروتونين ( الناقلات العصبية ): الأبحاثَ العلمية المستمدَّةَ من التجارب على الأدوية تؤكدُ أنَّ استعمالَ الأدوية التي تزيدُ من تركيز السيروتونين في المخ يؤثر تأثيرًا إيجابيا في تحسين حالة المريض، وبالتالي فإن نقص السيروتونين ربما يكون سبب من أسباب ظهور المرض. وهناك بعض العوامل التي ربما تساعد وتحفز على ظهور المرض ومنها: 1- إصابة أحد أفراد العائلة بهذا . 2- التعرض لضغوط الحياة الشديدة والحرجة. مضاعفات المرض : قد يكون لدى بعض المرضى بعض المضاعفات مثل: الأفكار الإنتحارية، الإدمان على المخدرات والكحول، الإكتئاب الحاد، اضطراب الأكل العُصابية، حساسية اليدين، عدم القدرة على المشاركة في الأماكن العامة كالمدرسة والعمل وصعوبة في التعاملات و العلاقات العامة. الإعداد لموعد طبي : يمكن لمريض الوسواس القهري ترتيب موعد لزيارة أي من مراكز تقديم الرعاية الصحية أو الذهاب مباشرة إلى الطبيب النفسي، وقد يتمكن طبيب الأسرة ( الرعاية الصحية الأولية ) من تشخيصه في زيارة روتينية خصوصا إن بدى المريض منفعلا وغير مرتاحا وأظهر بعض الشكوك حول المرض. وغالبا ما يقوم بإحالته إلى إحدى مراكز الرعاية النفسية لمراجعة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي. يقوم الطبيب في موعد الزيارة بالسؤال عن مزاج المريض، والتعرف على نمط تفكيره وتصرفاته لتشخيص الحالة وتقييمها وتقديم العلاجات والرعاية الصحية اللازمة. ما هو دور المريض في الخطة العلاجية ؟ إشراك المريض في الخطة العلاجية عامل مهم لتخطي المرض بنجاح، و ينصح المريض بإعداد نفسه لموعد زيارة الطبيب، حيث يسجل أهدافه العلاجية بوضوح، ويسجل ما يلاحظه من أعراض وتغيرات ما بين زيارة وأخرى ويطلع الطبيب عليها. فمثلا : 1. على المريض أن يكتب ما يعترضه من مخاوف وقلق، والاضطرابات والضغوط التي تعرض لها مؤخرا في حياته أثناء العمل و علاقاته الأسرية والاجتماعية. 2. يعدّ المريض قائمة بجميع الأدوية التي يتناولها بما فيها الأعشاب والمسكنات والفيتامينات. 3. كذلك من المفيد جدا أن يدون تساؤلاته حول المرض، على أن تتضمن قائمة أسئلته ما يلي : · ما هو سبب تشخيصي بمرض الوسواس القهري ؟ · كيف يمكن علاج الوسواس القهري ؟ · ما مدى فعالية العلاج في البرء من المرض ؟ · هل هناك أدوية أو عقاقير تساعد المريض ؟ · هل العلاج النفسي مفيد ؟ · كم يستغرق العلاج ؟ · ما هو دوري كمريض في إنجاح العلاج ومساعدة نفسي لتخطي المرض؟ من الجيد أن يزوّد الطبيب مريضه بالكتيبات الإرشادية أو النشرات الطبية أو المواقع الالكترونية المتعلقة بالمرض. ما هو دور الطبيب ؟ خلال الزيارة للطبيب من المتوقع أن يتم سؤال المريض عن كل ما يتعلق بمرضه ويفيد في علاجه ومن الأسئلة المتوقع طرحها خلال الجلسة التشخيصية : · هل تراودك أفكار معينة وتتكرر كثيرا بإلحاح شديد على الرغم من محاولتك تجاهلها؟ · هل تلتزم بترتيب أغراضك بطريقة معينة؟ · هل تلتزم بتكرار غسل يديك، وإعادة ترتيب الأغراض وتكرار العد مرة بعد مرة؟ · متى ظهرت الأعراض لأول مرة؟ وهل كانت مستمرة طوال الوقت؟ · هل لاحظت أن هناك أي شي قد تسبب في تحسن الأعراض؟ · هل لاحظت أن هناك أي شيء قد تسبب في تفاقم الأعراض ؟ · كيف أثرت الأعراض على حياتك اليومية ؟ · هل يوجد في العائلة من يعاني من مرض نفسي ؟ · هل تعرضت إلى أي صدمات نفسية مؤخرا ؟ التشخيص : إذا كان لدى الطبيب اشتباه بإصابة المريض بمرض اضطراب الوسواس القهري، سيعمل جاهداً للبدء بعمل الفحوصات والإختبارات اللازمة لتشخيص هذا المرض، واستبعاد الأمراض الأخرى، والكشف عن احتمالية وجود بعض المضاعفات . وتشمل هذه الفحوصات والإختبارات : · الفحص السريري، ويشمل قياس الطول والوزن وأخذ العلامات الحيوية مثل معدل نبضات القلب وقياس ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم، وفحص كافة أجهزة الجسم الحيوية. · الفحص المخبري، ويشمل فحوصات الدم الكاملة ووضائف الغدة الدرقية، والكشف عن مستوى الكحوليات والأدوية في الجسم. · التقييم النفسي، وفي هذا الفحص يقوم الطبيب بسؤال المريض عن أفكاره ومشاعره ومخاوفه وطريقة تصرفه تجاه هذه الأعراض، وكذلك عن أعراض المرض بالتفصيل ( متى بدأت، ونسبة خطورتها، ومدى تأثيرها على حياته بشكل عام)، ويقوم الطبيب بمناقشة المريض حول وجود أفكار عدوانية أو أفكار انتحاريه لديه، ويحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى الجلوس والتحدث مع أفراد عائلة المريض أو أصدقاءه. المعايير المعتمدة في تشخيص اضطراب الوسواس القهري : استنادا على الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ( النسخة الرابعة ) الصادرة عن رابطة الطب النفسي بأمريكا : أولاً : حتى يتم تشخيص مرض الوسواس القهري يستلزم مطابقة المعايير العامة التالية: · ظهور الوسوسة أو التصرفات القهرية. · إدراك المريض أن هذه الوساوس والأفعال القهرية غير منطقية. . هذه الوساوس والتصرفات القهرية تؤثر على الحياة اليومية. ثانيا : معايير خاصة بالأفكار الوسواسية : · تكرار أفكار، صور، واندفاعات ذهنية تكون ملحة وتتسبب بتوتر المريض. · عدم ارتباط هذه الأفكار والوساوس بضغوط حقيقة في حياة المريض. · محاولات المريض المتكررة لتجاهل هذه الأفكار والصور والإندفاعات. · ادراك المريض يعدم منطقية هذه الوساوس. ثالثاً : معايير خاصة بالتصرفات القهرية : · ظهور سلوك أو فعل متكرر يشعر المريض بالإنقياد له لا إرادياً مثل غسل اليدين، أو العد بشكل مستمر. · تكون هذه الأفعال والسلوكيات بهدف التقليل من التوتر والضغط بسبب الوساوس الغير منطقية. وبشكل عام يعتبر تشخيص اضطراب الوسواس القهري من التحديات الصعبة لوجود تشابه في أعراض المرض بالكثير من الأمراض النفسية الأخرى، كاضطراب التوتر العصابي، الإكتئاب الحاد، الفصام، ولذلك لابد من التأكد من التشخيص ليحصل المريض على الإستفادة الكاملة من العلاج. العلاج والعقاقير: علاج الوسواس القهري ليس بالأمر السهل، وقد لا يؤدي دائما إلى الشفاء التام لكنه يساعد المريض على التحكم في تصرفاته والسيطرة على أعراض المرض ويكون قادرا على إدارة شؤونه اليومية بعيدا عن تأثير المرض. العلاجات الرئيسية المستخدمة في علاج الوسواس القهري: يتضمن علاج الوسواس القهري نوعين من العلاج · العلاج النفسي. · العلاج بواسطة الأدوية والعقاقير الطبية. وتختلف أفضلية العلاج من حالة إلى أخرى اعتمادا على الرغبة الشخصية للمريض وكذلك حسب حدة الحالة المرضية، وعادة ما يحبّذ دمج الطريقتين في البرنامج العلاجي للمرضى ليكون أكثر فعالية. العلاج النفسي: هو عبارة عن علاج سلوكي معرفي "إدراكي" يتضمن تدريب المريض على تنظيم نمط وطبيعة تفكيره نحو الأشياء أو الأحداث المختلفة وتبعا لذلك يكتسب سلوكا سليما للتصرف إزاءها ولا تعود السلوكيات القهرية –سابقا- ضرورية وهاجسا ملحّا. فالسّلوك هو تعبير أو انعكاس لما يفكر فيه الشخص ويعتقد به أو ربما يفترض وجوده. وقد يحتاج هذا النوع من العلاج تعاون الفرد والأسرة أو مشاركة مجموعات تخضع لنفس الفترة العلاجية يعد ( التعريض ومنع الاستجابة) من بدايات خطوات البدء في العلاج النفسي، وفيه يتم وضع المريض تدريجيا في موقف يثير وساوسه ( كالقاذورات ) ويتعلم المريض الطريقة الصحية للتغلب على قلقه ورغبته الملحة للتصرف . اكتساب المريض تقنيات جديدة لتعديل نمط التفكير يستحق بذل الجهد والوقت والتدريب والاعتياد على الأسلوب الجديد في التعاطي مع الأفكار .. مقابل التمتع بحياة أكثر فعالية وإنتاجية الأدوية والعقاقير الطبية : توفر العقاقير الطبية أهمية لا يمكن تجاهلها فهي تساعد مريض الوسواس القهري، على السيطرة والتحكم في أعراض مرضه، ومن أشهرها أدوية مضادات الاكتئاب وهو ما يبتدأ به العلاج الدوائي، وهذه الفئة من العقاقير قد تكون قادرة على رفع مستوى مادة السيريتونين الموجودة في جسم الإنسان والمسؤولة عن التحكم في مزاجية المريض. وهنا بعض مضادات الاكتئاب التي اعتمدتها هيئة الغذاء والدواء رسميا : · كلوميبرامين ( أنافرانيل ) · فلوفوكسامين ( لوفوكس ) · فلوكستين ( بروزاك ) · باروكستين ( باكسل ) · سرترالين ( زولوفت ) اختيار الدواء المناسب : الهدف من العلاج باستخدام العقاقير في مرضى الوسواس القهري هو مساعدة المريض على التحكم في أعراض المرض بأقل جرعة ممكنة، و تتفاوت الأدوية المعطاة من حالة لأخرى حسب الاحتياج وتمكن المرض، وقد يستغرق العلاج أسابيع وربما عدة أشهر قبل ملاحظة أي تحسن في الحالة. وربما يحتاج المريض بإشراف الطبيب تغيير نوعيات أو جرعات الدواء من حين لآخر حتى يصل إلى الدواء والجرعة المناسبة والتي بواسطتها يمكن الحصول على نتيجة مرضية وتحسن ملحوظ في الحالة. ولذلك يفضل بعض الأطباء البدء بعدة أدوية كإعطاء مضاد للاكتئاب بالإضافة لمضاد للهلوسة معا. بهدف الوصول لأفضل نتيحة في السيطرة على المرض. ويجب الحذر من إيقاف الأدوية دون العودة للطبيب المعالج، فقد يشعر بعض المرضى بالثقة حال شعوره بتحسن، ويستعجل بعدم الاستمرار في علاجه، جاهلا أن ذلك قد يتسبب في تراجع حالته وعودة الأعراض، وفي حالات أشد قد يتسبب ترك الدواء الفجائي في ظهور أعراض انسحابية، إذ لا بد وتحت إشراف الطبيب من تقليل الجرعة تدريجيا. وعادة ما يستمر العلاج لمدة سنة وقد تستغرق سنتين قبل أن يرى الطبيب إيقاف العلاج ويبدأ في خفض الجرعات تدريجيا، وفي بعض الحالات تستوجب التوقف عند جرعة معينة في حال عودة ظهور الأعراض. الأعراض الجانبية للأدوية والعقاقير: تصاحب العقاقير النفسية في معظم الأحيان بعض الأعراض الجانبية كاضطرابات المعدة، اضطرابات النوم، التعرق، الخمول الجنسي. كما أنها قد تتسبب في حدوث تفاعلات مع أدوية أخرى أو بعض أنواع الأطعمة. ولذلك على المريض متابعة الطبيب وإعلامه فور ظهور أي أعراض أخرى منذ بدء العلاج وإطلاعه على جميع الأدوية المستخدمة دون وصفة طبية كالفيتامينات والأعشاب الطبية والعلاجات الشعبية وما شابه . البدائل والخيارات الأخرى المتاحة للعلاج : في حالات نادرة يكون العلاج النفسي والعقاقير والأدوية غير مجدي أو كافي. في هذه الحالة يلجأ الطبيب للبدائل التالية: · إدخال المريض إلى المشفى النفسي. · إلحاقه بمراكز إعادة التأهيل · العلاج بالصدمة الكهربائية. · التحفيز المغناطيسي للدماغ. · التحفيز العميق للدماغ. وعلى الطبيب معرفة مزايا وعيوب هذه البدائل قبل البدء في تجربتها على المريض لعدم ثبوت فعاليتها حتى الآن على اضطراب الوسواس القهري. نمط الحياة ووصفات منزلية: مرض الوسواس القهري هو مرض مزمن، لا يمكن التخلص منه تماما، ولكن بإستطاعة المريض السيطرة عليه تماماً بإعادة صياغة حياته بأسلوب عملي وحيوي وبإيجاد خطة فاعلة يستطيع الالتزام والتمسك بها، ومن هذه الخطط : · الالتزام بمواعيد العلاج النفسي والجرعات الدوائية المحددة له، حتى ولو شعر المريض بتقدم وتحسن في حالته ومقاومة المغريات التي قد تتسبب في ترك أو تناسي العلاج. · ابتكار خطة أو إجراء تستطيع اتخاذه وتطبيقه حال عودة أي من الأعراض. · تواصل مع طبيبك المعالج متى ما شعرت بظهور الأعراض السابقة أو آثار جديدة قد تتعلق بالعلاج. · تجنب تناول أدوية أخرى دون استشارة الطبيب أو تناول الكحوليات أو أي مواد غير قانونية قد تضر بالمريض حيث أنها قد تتسبب في تفاعلات تنتج آثار جانبية غير مستحبة. مساندة المريض ومواجهة المرض : مواجهة مرض الوسواس القهري هو تحد ! ربما يشعر المريض في فترة العلاج الطويلة بمحدودية وحرمان مما يحب القيام به، وقد تمر به فترة يأس من العلاج ويتعجل الشفاء. وهو في الحقيقة أمام كثير من التحديات التي تستلزم صبرا وكبح كثير من الرغبات، لينجح هو في إعادة صياغة حياته بقهر المرض والوساوس. لا أن يدع المجال لحدوث العكس! ومن أهم الخطوات لمواجهة مصاعب المرض : · التعرف على مرض الوسواس القهري بالقراءة والبحث وسؤال المختصين، فكلما زادت معرفة المريض بمرضه كان أكثر مقدرة على استيعابه وأكثر قوة للتعامل معه والتحكم به. . الانضمام إلى مجموعة هادفة تشارك المريض نفس المشكلة فالعمل في نطاق مجموعة من شأنه التأثير الإيجابي على كل فرد عن طريق تبادل الخبرات ومشاركة التجارب وعرض الآراء المختلفة وهذه الطريقة محفزة للاستمرار على العلاج ومساعدة على مقاومة الاستسلام للمرض. · التركيز على الأهداف وتحفيزها في نفسك بمراجعتها دوريا لتخطى فكرة الاستسلام للمرض، فالعلاج عبارة عن عملية مستمرة، وفي حال تقاعس المريض لمرة سيضطر للعودة لنقطة البدء مرة أخرى. · استغلال طاقة المريض في ممارسة مواهبه أو اكتساب مهارة جديدة أو انشغاله بالتمارين الرياضية يعدّ مخرجا مثمرا ومحفزا له عوضا عن هدر تلك الطاقة في الخضوع لتصرفات وسواسية لا أصل له. · تعلم المريض وسائل الاسترخاء كبعض تقنيات التأمل وتمارين النفس العميق المتعارف عليها، وتوفير فترات من الصفاء الذهني في سبيل التخلص من ضغوط الحياة وبالتالي قدرته على إدارة شؤونه وأهدافه بشكل إيجابي. · من المهم للمريض أن يتعلم كيف يدير وقته بنجاح ويقوم بتقسيم نشاطاته المختلفة وممارساته اليومية بشكل مناسب بعيدا عن التشويش والعشوائية. الوقاية من المرض : أفضل سبيل للوقاية من الوسواس القهري، هو مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن عند ظهور الأعراض وبدء العلاج مبكرا قدر الاستطاعة. إعداد/ د.أحمد علي الناشري. إشراف/ د.محمد الغامدي. مراجعة/ د.عبدالرحمن العمودي. هذه المعلومات تقدمها صحيفة عناية الصحية بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة و المجتمع.