يتجه العديد من طلاب الدراسات العليا و كذلك بعض طلاب درجة البكالوريوس ممن يكلفهم أساتذتهم بعمل بحوث مصغرة إلى الاستبانات الالكترونية، و ذلك نظرا لسهولة تصميمها و نشرها. غير أن ما يغفل عنه هؤلاء الطلاب هو أن هناك مشكلات كثيرة تتعلق بجودة البيانات و النتائج المستخلصة من الاستبانات الالكترونية إن أول مشكلة تواجهها الاستبانات الالكترونية هي صعوبة تحديد الفئة المستهدفة إذ أن صاحب \ صاحبة الاستبانة سيقوم بنشرها الكترونيا غالبا عبر شبكات التواصل الاجتماعي و رغم وجود تصور مسبق لدى الباحث عن الفئة المستهدفة إلا أن نشر الاستبانة بهذه الطريقة يفتح بابا للتشكيك فيما إذا كانت العينة التي تم تحليلها مطابقة فعلا للفئة المستهدفة إذ يمكن لكل من تصل إليه الاستبانة أن يقوم بالإجابة سواء كان ضمن الفئة المستهدفة أم لا و لا يمكن التأكد من ذلك إلى حد كبير. أما المشكلة الثانية فتكمن في ضعف مستوى الاستجابة خاصة في الحالات التي يكون فيها عدد الأسئلة كثيرا أو تتعدد و تتشابه فيها الخيارات مما قد يدفع الكثيرين إلى عدم إكمال الاستبانة مما قد يوقع الباحث تحت ضغط عدم حصوله على عدد كافٍ. و هذا هو أساس المشكلة الثالثة إذ لا يستطيع الباحث أن يقوم بحساب حجم العينة مسبقا و حتى لو قام بذلك فإنه يجد نفسه مجبرًا على تحليل العدد الذي حصل عليه و الذي هو في الغالب أقل بكثير من المطلوب. إضافة إل هذه المشكلات الثلاث فهناك مشكلة تتعلق بعدم إمكانية الجزم بإن إعادة توزيع الاستبانة سيحقق استجابة تطابق أو تشبه إلى حد كبير مما يعني شبه استحالة إمكانية التأكد من صحة و دقة المعلومات التي تم الحصول عليها كما أن الباحث في حال أراد قياس الاستجابة للاستبانة في مناسبتين مختلفتين سيقع في حرج عدم قدرته على تمييز الأفراد الذين استجابوا للاستبانة في دورتها الأولى مما يعني عدم قدرة الباحث على المقارنة بين العينتين و هو ما يعني أيضا أنه في حال قام الباحث بالمقارنة فإنه سيضع نفسه في موقف حرج خاصة إذا ما سُئل عن المعيار الذي استند عليه في مقارنته إن الاستبانات الالكترونية قد تكون مجدية لبناء تصور مبدئي للمشكلة البحثية أو لتدريب المبتدئين على صياغة الأسئلة و تحليل الإجابات تحليلا إحصائيا لبناء صورة عامة و لكنها ليست الطريقة الأفضل في رسائل الماجستير و الدكتوراه إذ يجعلها عرضة لكثير من النقد و يقلل من جودتها و أهميتها البحثية إلا إن تمكن الباحث من تجاوز المشكلات المذكورة أعلاه بقلم د. وئام بنجر