تحب الخلود إلى النوم مبكرا بعد تناول الخفيف من العشاء، وتلتحف بغطاء النوم في جو هادئ، وظلام دامس، ودرجة حرارة معتدلة. هو: يحب السهر ومشاهدة التلفاز والتدخين، وتناول الطعام إلى وقت متأخر، ثم يستمتع بالقراءة على السرير، قبل أن يغط في نوم متململ، يصحبه صوت شخير متواصل، لايقطعه إلا اهتزاز جسده، وحركة ساقيه المزعجة. هذه إحدى المشاهد المشيرة إلى احتمال وجود خلل في الوفاق الزوجي خلف الأبواب المغلقة، مما ينذر بحدوث مشكلات عائلية، وآثار نفسية سلبية على المدى الطويل. فقد أشارت إحصاءات مؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، إلى أن ثلاثة من كل أربعة أشخاص بالغين، يستيقظون من النوم بصفة متكررة خلال الليل، أو أنهم مصابون بالشخير، كما أظهر استبيان شمل عينة من النساء الأمريكيات، شكوى )50%( منهن من رداءة النوم بصفة متكررة. ويُعد الشخير ومتلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم، أهم العوامل التي تسبب خللا في توافق النوم بين الأزواج، لكن عادات النوم وطقوسه، وتفضيل درجة حرارة معينة، ونوع النوم (خفيف أم ثقيل)، والإصابة بمتلازمة الساقين غير المستقرة، واضطرابات الحركة كالمشي وتمثيل الأحلام (الركل والكلام) أثناء النوم، إضافة إلى الأرق المزمن، قد تسبب الخلل نفسه بدرجات متفاوتة. وفي إشارة إلى حجم المشكلة، أظهر تقرير لمؤسسة النوم الوطنية الأمريكية، أن نسبة الأزواج الذين ينامون في غرف مستقلة، تصل إلى 23%، مما شجع على انتشار بناء وحدات سكنية تحوي غرفتي نوم رئيسيتين، عوضا عن واحدة. وبالرغم من اختلافات النوم السلوكية بينهم، يختار بعض الأزواج النوم تحت غطاء واحد، تدفعهم مشاعر الود والحب، إلى التغلب على ما يمكن أن يؤدي إلى التفريق بين الأبدان، خشية تباعد القلوب. ويمكن لتفهّم واحترام كلّ من الزوجين لسلوكيات نوم الآخر، وحرصهما على توفير الوقت والجو المناسب للنوم الهادئ، كخفض شدة الإضاءة، وصوت التلفاز، وضبط درجة حرارة الغرفة، يمكن أن يساعد على حل المشكلة. ومن الضروري تشخيص الشخير واضطرابات التنفس أثناء النوم في مختبر خاص، ووصف العلاج بالوسائل السلوكية والتحفظية، كتخفيف الوزن، وعلاج حساسية الأنف، وغيرها، إضافة إلى استعمال أجهزة ضغط الهواء الإيجابي، التي تضمن انسياب الهواء خلال مجرى التنفس دون انقطاع، فضلا عن علاج مشكلات الأرق المزمن، واضطرابات المزاج والحركة والساعة الحيوية، بالطرق السلوكية والدوائية، للمساعدة على التخلص من آثارها السلبية على توافق النوم بين الأزواج. *إستشاري الأمراض الصدرية وإضطرابات النوم بجدة.