غير ان المنعطف الكبير الذي شوش، في العمق، على العلاقات بين العرب المسلمين والمسيحيين، تمثل في الغزو المغولي للعالم العربي والسند الواضح الذي منحه بعض النصارى العرب للمغول ما بين سنتي 1258 و1260. بل انهم حين اطمأنوا الى حماية المغول عبروا عن مواقف (...)
اصبح من قبيل المعلوم ان للجانب الوجداني دوراً مهماً في صنع الحضارة او في تقويض اسسها. واذا كان للشغف بالمعنى العام اقتصاد عاطفي يحفز على التحرك والنهوض واتخاذ المبادرة، فانه قد يولد، بالمقابل، نتائج تراجيدية ترجع على صاحبه - او اصحابه - بالاندحار (...)
إذا كان الكتاب يشكل الإطار المادي لنشر الأدب والفكر، ويمتلك وظيفة توصيل مضمون لغوي، فإن التلفزيون، بوصفه جهازاً تقنياً متعدد الوظائف، ينقل، بالدرجة الأولى، مضموناً سمعياً - بصرياً. للكتاب الثقافي، ولا شك، غايات دلالية وأهداف فنية، وللتلفزيون كذلك، (...)
منحت النخبة العسكرية الجزائرية الحاكمة للغة العربية طابعاً تراجيدياً حين حشرتها في حسابات الحرب الأهلية الدائرة، وسواء تعلق الأمر بالتوقيت أو بطريقة اعلان تطبيق قرار التعريب، لا أحد من المهتمين بالشأن الجزائري اعتبر ان اسلوب توظيف العامل اللغوي في (...)
يندهش جل الباحثين في تاريخ العلاقات الاسلامية المسيحية من التفجر الهائل لعناصر المتخيل في ما يتعلق بادراك الآخر، لا سيما من المنظور المسيحي الغربي. ويرى مونتغومري واط ان اوروبا الوسيطة افرزت ظاهرتين لا يمكن لأي باحث جاد ان يتعامل معهما بلا مبالاة، (...)
بدا المشهد السياسي المغربي بعد انتخابات 14 تشرين الثاني نوفمبر 1997 وكأنه يعيش "دوخة" فعلية. اذ ارتبكت ارادة الفهم أمام عبثية الوقائع. وتساءلت أكثر من جهة: كيف يمكن لبلد ان يسمح لنفسه، في الوقت الراهن، بإضاعة فرصة أخرى، بعد ان راكم ما راكمه من تأخر (...)
الحديث عن الآخر لا يعني الآخر وحده بقدر ما يكشف عن بعض تفاصيل الذات أيضاً، ذلك أن المجتمعات الأوروبية المستقبلة للهجرة تنعت الفئات التي تقصدها بتسميات تختلف باختلاف السياق الاجتماعي والظرفية الاقتصادية والمناخ النفسي والسياسي الذي يميز الحياة العامة (...)
عاش المغرب بين 17 و25 نيسان ابريل الماضي اسبوعاً سياسياً حافلاً، بمناسبة تقديم "التصريح الحكومي" امام غرفتي البرلمان والمصادقة عليه. وأثناء مناقشته، سواء من منطلق التأييد والمباركة او من زاوية الاعتراض والنقد او من منظور المساندة النقدية، واكب (...)
مرّ مئة يوم على تحمل عبدالرحمن اليوسفي مسؤولية رئاسة الحكومة المغربية التي تشكلت يوم 14 آذار مارس الماضي. واعتبر المراقبون والسياسيون ما حصل تجربة تستحق المتابعة والفهم، وكتب عنها الكثير في المغرب والعالم العربي وفي الخارج بحكم الابعاد السياسية (...)
كلما افرزت حركية الحداثة ظواهر جديدة كلما واكبتها دعوات تقول بموت ظواهر قائمة. والمفارقة - والحداثة في صلبها حالة تاريخية تعج بالمفارقات - تتمثل في كون الجديد يمتد في الحاضر ويغدو واقعاً قائماً، لكن، من دون افناء القديم بشكل نهائي. هكذا سمعنا عن موت (...)
الكتاب: "تجار الصويرة - المجتمع الحضري والامبريالية في جنوب غرب المغرب 1844 - 1866"
المؤلف: دانييل شروتر
المترجم: خالد بن الصغير
الناشر: كلية الآداب الرباط - 1997
اشتهر المغرب، عبر تاريخه الطويل، من خلال بعض المدن الكبرى مثل فاس ومراكش ومكناس (...)
يبرز الخطاب السياسي كلما واجه المجتمع ضرورات الاصلاح او التغيير، وينخرط الفاعل السياسي في المعمعة طمعاً في احتلال مواقع منادية بالاصلاح او كابحة لحركيته حسب ارادات القوة المختلفة التي تعتمل داخل المجتمع، وتواجه الدعوة الى الاصلاح رهانات فكرية (...)
Au Pays De Nos Crises
Essai Sur Le Mal Marocain
في وطن أزماتنا: بحث في الداء المغربي
Afrique Orient, Casablanca
1997
200 Pages
هل يجوز تعليق التاريخ الحدثي للماضي أو حتى للحاضر أو وضعه بين قوسين ومواجهته بنسيان حيوي وارادي؟ الا يعكس هذا الأمر وجود (...)
كثيرة هي المفاهيم التي تجد نفسها في حاجة الى اعادة صياغة في ضوء ما يشهده العالم من تقلبات تواكب حركية العولمة. تنتصب اسئلة عديدة حول صدقية الفكر السياسي واهمية الفاعل السياسي في توفير شروط ملائمة لاتخاذ القرار وتنفيذ برنامجه وتدبير الشأن العام، (...)
ارتبط العمل السياسي، دوما، بالنضال النقابي في المغرب المعاصر. ولعبت المؤسسة النقابية، باستمرار، دور الداعم للفعل السياسي. هكذا التحم السياسي والنقابي في بداية الخمسينات للضغط على الوجود الاستعماري الفرنسي قصد اخراجه من المغرب. واستمرت العلاقات في (...)
كيف يمكن أن يتحدد الآخر - والآخر هنا هو الغرب بشكل عام - بالنسبة لفقيه مغربي، سواء تشبع بثقافة صوفية أو حرّكته نزعة إصلاحية أو حفّزه هاجس الكتابة؟ ما هي العناصر التي يستند اليها وعي هذا الرجل أو لا وعيه في طريقة ادراكه للاختلاف الديني (...)
لا يمكن فهم تاريخ الحداثة اقتصاراً على التقاط تاريخ تراجع وانحصار التقليد، مقدار ما ينصب، في الدرجة الاولى، على مواكبة الاوجه المختلفة لتجليات الذاتية. وسواء تعلق الامر بالحداثة الفلسفية او الجمالية، فإنه يصعب على المرء الاحاطة باسئلة الابداع، (...)
كيف يمكن تصور وضع وطن ماحين تسيجه، اضافة الى الجيوش، "اصوليات" متعددة المشارب والمبررات؟ وما السر في كون لبنان، هذا البلد الصغير الحجم، كبيراً في ميزان الوعي والقلب والوجدان ؟.
قد يبدو من قبيل تحصيل الحاصل القول بان ما يحدث في لبنان لا يهم (...)
يتقدم الينا اسامة بن منقذ في "الاعتبار" بوصفه مسلماً، مؤمناً، متشبعاً بالقيم الكبرى للاسلام، وبأطره المعيارية الجوهرية في الوجود والسلوك والعلاقات. وعلى رغم نزوعه الارادي البارز في الشجاعة والاقدام والحرب، قبل اقراره بالقدر واذعانه لمنطق القضاء، (...)
Alain Roussillon.
Reforme Sociale et Identite -
Essai Sur L'emergence de
L'intellectuel et du Champ Politique
Modernes en Egypte.
الاصلاح الاجتماعي والهوية - مقالة حول ظهور المثقف والحقل السياسي الحديثين في مصر.
ED. Le Fennec.
1999.
176 Pages.
تندرج (...)
يعيش المغرب لحظة فاصلة في تاريخه المعاصر بعد وفاة الملك الحسن الثاني. ما يقرب من جيلين فتح اعينه على العاهل المغربي الذي عمل طوال 38 سنة على اعادة بناء الكيان المغربي الحديث، على رغم العواصف والثورات التي شهدها، واختلاف المشاريع التي تصارعت النخب (...)
عبدالله العروي أحد المفكرين الذين طبعوا الفكر العربي في النصف الثاني من هذا القرن. مؤرخ وفيلسوف وأديب. مفكر متعدد الاهتمامات يسائل الوقائع العربية استناداً الى مفاهيم ومنهج ورؤية، ويلجأ، احياناً، الى السرد الروائي للتعبير، بحرية.
منذ "الايديولوجية (...)
يتجدد السؤال عن الدولة باستمرار، ولا احد يمكنه الادعاء انه قادر على تقديم تعريف شامل، مانع، ونهائي لها. يتداخل فيها ثقل الماضي، باكراهات الحاضر، وبحسابات المستقبل. كل "تفكير حول الدولة يدور على محاور ثلاثة: الهدف، التطور، الوظيفة". كما يقول عبدالله (...)
كتب الكثير عن موضوع الاصلاح لأنه طرح ويطرح في كل الأزمنة وعلى كل البلدان. نشأت دول وتقوّت بفضل مشاريع اصلاحية وسقطت لأن الفساد دبّ في أوصالها وفي مؤسساتها. غير أنه يتعين التفريق بين الاصلاح والاتجاه الاصلاحي، فإذا كان الاصلاح ارتبط بوقائع تاريخية (...)
لمسألة السيرة الذاتية، في السياق العربي الاسلامي، مكانة اشكالية. ذلك ان الثقافة العربية الكلاسيكية انتجت تراثاً ضخماً من السير والتراجم، لكنها لم تمنح للهواجس الذاتية للكتاب وغيرهم، الا حيزاً ضئيلاً. و"ربما كان اقدم استعمال لكلمة "السيرة" على يد (...)