الزمن ما تخمن وين حذفة حصاته
يبعد الممكنة ويقرب المستحيلة
من غير الممكن إيصال المشاعر، ولكن الكتاب عامة والشعراء خاصة يحاولون من خلال أساليب البيان والبلاغة صنع شيء من جسور الربط والتواصل.
ينجح أغلبها بدرجة كبيرة ويبقى شيئا من الغموض المستحيل (...)
المثل الشعبي يعد مرآة تعكس الكثير من ثقافة وحياة المجتمعات والشعوب، بل واستخدامه أيضا يعد مؤشرا على ما يحمله مستخدمه من فهم لما تضمنه المثل والموافقة عليه وقبوله، فالمثل معروف أنه خلاصة تجربة وصياغته صنعة بلاغية ولغوية، ووظيفته الاختصار وتقديم صورة (...)
عموم الشعراء حريصون على تمام القصيدة، سبكها، حبكها، وزنها واختيار مفرداتها والمعاني بكل ما لديهم من خبرات وقدرات، وما التقصير في هذا إلا من سبب مناسبة أو أمر غير مقصود.
كل الشعراء يهمهم قبول قصائدهم من المتلقي ويتطلعون إلى سماع صدى الإعجاب و الإشادة (...)
تعتبر الآبار السطحية هي المصدر الرئيسي للمياه الذي كان يعتمد عليه الاجداد في حياتهم اليومية.
وفي العودة إلى الماضي نجد للآبار شأن كبير في التنمية والإنتاج وحياة الناس وقت حفرها والبدايات التي سبقت حفر الآبار والمعاناة التي واجهت أصحاب هذه الآبار، (...)
صحيح أن الشاعر يقدم قصيدته ليعبر عن مشاعره وأحاسيسه، وفي الوقت نفسه هو يقدم قصيدته ليستقبل صداها وتأثيرها في بيئته ومحيط حوله، ولكن قلّ أن يطلب نقدها وإبداء الرأي حولها، وربما ساء بعضهم تقديم رأي في مضامينها وتراكيبها بعد تمامها، فقد انطلقت وفق (...)
الشيء القديم الجديد في تاريخ الإنسانية كلها والذي يتذكره كل جيل منذ بدء الخليقة هو العلم والتعلم ، فما من إنسان إلا وله في المعرفة والتجربة نصيب يتذكره.
كان طلاب العلم الذين يلتحقون بالكتاتيب القديمة أو ما نسميه المطوع الذي يعلمهم دروس الدين وقراءة (...)
الكل قد سمع عبارات وكلمات أو جمل عادية من وجهة نظر غيره، وربما أقل من العادية، ولكنها بقيت في الذاكرة لديه، استطاعت فرض نفسها فأخذت مساحة من ذاكرته وربما زاحمت ما هو أهم منها.
الكل منا يحفظ ويحتفظ في ذاكرته إما ببيت شعر أو قصيدة أو قصة سمعها منذ (...)
أقوى وأمتن مقومات البقاء للأشياء كلها سواء في مجال المعنويات أو المحسوسات والعلوم والآداب بكل أنواعها: صلاحها وصلاحيتها ومتانتها من داخلها، فكل جيل يرى النفع فيها يأخذها وينقلها لمن بعده من الأجيال ويبادر إلى الانتفاع بها ونفع الآخرين، قد يضيف لها (...)
الكل يعلم أن أجدادنا لديهم ثقافة راسخة في مجال ميزانية الأسرة والادخار، وقد يسمونها التدبير، وقد مدحوا المرأة المدبرة وكذلك الرجل حسن التدبير الذي يحسب حساب المستقبل والمفاجآت ويضع للطوارئ خطة ضمنية.
ونحن عندما نتطلع إلى مستقبل واعد فإنما ننطلق من (...)
يقول الشاعر علي بن محمد المخيليل -رحمه الله-، المتوفى في عام 1360ه:
يجر صوته مثل ما يقنب الذيب
مع السواني ساهرات عيونه
ويقول سعد بن جدلان:
ياتلّ قلبي تل غربٍ ربع سانيه
ما عيَّن منه غير العراقي براس أرشاه
جدي لأمي واسمه: عبدالعزيز كان مزارعاً في نخل (...)
ليس أضر على الشاعر من نسيانه رسالته وعدم الحرص على سلامة ونظافة ما يقول، فقد تأخذه جوانب تطربه يميل إليها بعض الجمهور المتلقي فيقدم إرضاءهم على اختيار السليم فتطبع سفنه الشعرية في البحر العقيم .
والنسيان للرسالة قد يحمله على التعدي على المبادئ (...)
صفحة التاريخ والماضي مليئة بالراحلين، والطريق نحو الفراق قديم متجدد الآثار، على جنباته يصطف المودعون، كما أن طريق القدوم مليء بالمستقبلين، وهذه هي الحياة استقبال ووداع، وضحك وبكاء، فيها من الأضداد كما فيها من التوافق والتشابه.
فيها إشارات الوداع (...)
الأستاذ الأديب: إبراهيم عبد الله اليوسف، رحمه الله، ولد سنة 1353ه في الأسياح بالقصيم.
ولكي أقدم شيئاً من منجزاته الكبيرة في مجال الأدب والتراث الشعبي وروايته لن أعيد ولن أزيد على ما جاء في لقاء اليوسف -رحمه الله- مع الزميل صلاح الزامل في المقابلة (...)
الخطوط العريضة في صفحات أحاسيس ومشاعر أغلب الشعراء هي: الجمايل والمعروف والظروف، وهي بلا شك همومهم مثلما أنها هموم غيرهم، لكننا لا نجد من يعبر عنها بصورة متكررة إلا الشعراء، ولسان الشاعر كما هو معروف هو لسان بيئته الاجتماعية، يعبر عنها، يبث شكواها (...)
الخاطرة إذا اعتبرناها فكرة طارئة فإن كل منا تمر به عشرات بل مئات الخواطر في وقت قصير، فمنها ما يصاد ومنها ما يفر إلى حيث أتى.
خواطر عن هموم وعن أفراح وعن سلوك وازدحام ورياضة وعلاقات ودنيا وشباب وشيخوخة ومطر وربيع وسفر وسياحة وعن الماضي والأجداد.. (...)
من المعروف أن غرابة المفردة وغموضها لدى المتلقي يعني غياب المعنى وانقطاع فهم القصيدة ومراد شاعرها، ولهذا فالغالبية من الشعراء لا يقدمون قصائد ذات غموض وغرابة في مفرداتها ولا مضامينها، بل يحرصون على اختيار قريبة الفهم واضحة الدلالة ، يتعرف عليها (...)
نسمع دوما قولهم : أنت شاعر بالموهبة ، وقولهم: لا تكن شاعر بالقوة.
والشاعر الموهوب هو من انطلق بالموهبة لا بحماسته ورغبته و تواجده بالقوة أو رغبته أن يكون شاعرا وهو لا يستمد انطلاقته من موهبة.
مثل ذلك ميدان الكتابة ، والرياضة و الرسم و طرائق التعبير (...)
يقولون: فلان ثقة، بمعنى أمين وحريص على الشيء الذي يتولى حفظه و تدبيره وإدارته، ويقول حميدان الشويعر:
النعمة حمرا جياشة
ما يقضبها كود وثقة
الراوي الثقة ، والتاجر الثقة ، والشاعر الثقة ، والكاتب الثقة.. الخ
العامل المهم والداعم في كل تعامل وتفاعل مع (...)
الأمطار غيث الديار برحمة الله، ينتظرها المزارع والراعي ومن غدا وراح، فالماء حياة وعمران وبدونه تهجر الأماكن وتقفر.
وغيث القلوب ذكر الله وتوحيده، والدعاء والإخلاص له سبحانه، والغيث من الله للأرض المطر النافع ينبت الزرع ويدر الضرع وتخضر الروضات (...)
كل موهبة من الله لصاحبها تعد ثروة له و في الوقت نفسه أمانة عنده ، له إيجابياتها عند الاستخدام ، وعليه سلبياتها ، كما أنها عنده أمانة و نعمة ، فتصرفه فيها يستلزم مراقبة من وهبها ، فلا يستخدمها في ضرر ولا ما يغضب الله عز وجل وهذا شامل في كل مجال ، (...)
لا يمكن أن يوجد بيت شعر إلا من شاعر ، ولا قصيدة إلا ولها من نظمها ، لكن الغالبية ينشر القول و يتجاهل القائل ، ومع تعاقب النقل تتحول الأبيات والقصائد إلى هامش مجهول القائل ، رغم بقاء قوة الأبيات والقصائد وسلامتها من التغيير ، وربما نسبت لغير قائلها (...)
لا نستغرب أن تُقبل القصيدة من جانب واحد هو قائلها، حتى لو كان ذلك القبول غير صائب ولا منصف لكنه قد يقع، كذلك يكون قبولها من عدة جوانب: مضامينها وتراكيبها ومعانيها..إلخ.. وهذا هو الغالب والصائب.
كما لا نستغرب أن تقبل أيضاً رغم ضعفها؛ لأن المتلقي (...)
المجتمع في السابق وإلى الوقت الحاضر أيضا يحرص كل الحرص على المجلس وما يدور فيه ، باعتبار المجلس في وقت مضى مدرسة بل جامعة ومجمع وندوة اختيارية في حضور أعضائها وتلقيهم وانصرافهم ، وقد اهتم الشعراء على وجه الخصوص بتعزيز هذا التوجه فضمنوا قصائدهم معاني (...)
المثل القائل: «يكفيه ما فيه» يختصر كثيراً من وصف حالة من نقصده، ويبين لنا حالته بشكل يتخيله السامع والمتلقي كما يريد، فهو يراه مصاباً مجروحاً متألماً معانياً مهموماً نادماً منكسراً.. إلخ.
ففي بعض الأحيان نكتفي بقولنا «يكفيه ما فيه» لوصف حالة من (...)
توجه كثير من الشعراء إلى التعبير عن الشعور الخاطف والإحساس المار مرور الكرام ، بالبيت والبيتين والثلاثة على الأكثر ، ثم يتجاوز الشاعر هذا الشعور والتعبير عنه مكتفيا بما قدم ، لينصرف إلى فكرة أخرى .
والبيتان والثلاثة لا تعد قصيدة ، ومن الصعوبة أن (...)