الخطوط العريضة في صفحات أحاسيس ومشاعر أغلب الشعراء هي: الجمايل والمعروف والظروف، وهي بلا شك همومهم مثلما أنها هموم غيرهم، لكننا لا نجد من يعبر عنها بصورة متكررة إلا الشعراء، ولسان الشاعر كما هو معروف هو لسان بيئته الاجتماعية، يعبر عنها، يبث شكواها تطلعاتها، ويركز على إيجابياتها، ويهتم لبناء علاقاتها مع غيرها ويرفع من وعيها ورقيها. وعندما يقول الشاعر قصيدته الخاصة فإنما يريدها عامة، وعندما يبرز حالة شعوره وإحساسه فإنما يريد مشاعر بيئته الاجتماعية متمثلة في شخصه. يعجبه ذلك الترابط ورد الجميل وتسعده مكارم الأخلاق، وينظم قصائده وأبياته دروساً تنبه الغافل وتذكر الناسي وتقدم خبرات للمتلقي. معظم أشعار الموهوبين دروس حياة تصاغ في قوالب مقبولة محببة، وليست للتسلية وقضاء وقت فراغ، حتى وإن كانت بوحاً معبراً عن حالة فردية. يقول الشاعر: عكاش العتيبي: الناس ما خلقت حواليك ترضيك مثلك، مقادير الولي تعترضها أخير لك لا تندفع في هقاويك تلمّس الاعذار ولا افترضها ما فيه شي إلا ليا راد واليك ولا فيه صعبة كان ربك فرضها اللي ما تقسم ماتجي في مراميك لو كان تلحم بندقك وتحفظها ورمي الركادة غير رمي التماتيك والفرق في هذي وهذي غرضها اكحل عدوك من سعادة مصافيك ولا يشغلك غيب القلوب ومرضها يظهر صديقك ويتبين معاديك كذا الحياة بما تلاقيك خضها وسّع مفاهيمك وجوّد مباديك وكرامتك عن ما يشوب انتهضها دايم جناحين المعزّة تعليك بالك لحاجات النفوس تخفضها إلا الوفا خل الوفا في مساعيك عملة رجال اتعدها وتحفظها ياصاحبي في وقفتك كيف أجازيك وأنا أدري إنك ما تدوّر عوضها ما يجعل الأحرار مثل المماليك إلا معاريف الرِّجال ببعضها ويقول الشاعر مشعل بن سابر: ظروف الليالي تصنع من الرجال رجال وتضعف ضعيف العزم لا مرّته مرّة ظروف الليالي صنفرة والقسى لاطال يبين لك المقدام واللي على الجرّة ويظِهر لك الرجلي ويظِهر لك الخيّال ويظهِر لك الحلوة ويظهِر لك المرّة ويظِهر رجالٍ كان ما هم بلك فالبال ويصغِر رجالٍ فيهم الناس مغترّة ويظهِر صديق الصدق والصاحب الدجال ويظهِر صديقٍ ليت خيره كفى شرّه وتدري بمعنى كلمة ان للحمول جمال وتدري بمعنى ما يساوي ربع ذرّة فلا كل من هو طب سوق الفخر يكتال ولا من دخل في المعركة يقدر الكرّة وانا واثق ان ما فيه عقدة بلا حلّال ولا فيه وجهٍ لاهب القيظ ما مرّه ولا فيه في الدنيا على الحال يبقى حال يدور الفلك وتجيك الأيام مفترّة فلا تضعف اليا جات بعض السنين هزال وجيبك على ما في كنين الحشا زرّه تجمّل بصمتك والبس الصبر لبس عقال وتمطر سماك وتصبح الروح مسترّة يجيك المدد من خالقك دافقٍ همّال وتاتي صحاري وقتك الجرد مخضرّة ويقول الشاعر: هلال الديحاني صار لي مدة و انا خاطري ماهوب زين ياعظيم الملك تغفر ذنوبي و تعفي اربع و عشرين ساعة و نومي ساعتين يوم اسج مع الهواجيس و اصحي و اغفي كني اللي ينظر بعين و يغمض بعين ودي ابعد عن غثى الناس واغض طرفي كلما قلت اكتفي شعر سقت القاف لين اتوقف عند قول اكتفي لا ما اكتفي عن عتاب النفس في ذكريات الراحلين يا تباريح الروابع قفي نبكي قفي لأجل أبدد غلقةٍ بالضمير الله يعين دام صدري للهواجيس بنكٍ مصرفي فالعتب مرفوع والشك يقطع باليقين و يتبين حال: لا، من نهي والا نفي بكل حال الحمد لله رب العالمين ما خفى من حال ما هو على ربي خفي يا كثر ما حملوني هل المعروف دين ارتوته عروق دمي و همي كيف أفي كان قطع المد يحدث نضوب الرافدين فالظروف تحد الانسان لو انه وفي مشعل بن ساير عكاش العتيبي ناصر الحميضي