كل عمل لكي تتضح مضامينه لابد أن تؤخذ في الاعتبار كل ظروفه وسياقاته الزمانية والمكانية والاجتماعية فضلًا عن المراد والمقاصد لمنتجه. كما تؤخذ احتمالات خصوصيته وأنه ليس العموم والعكس أيضاً كأن يكون الشاعر خص بقصيدته وحصرها ونحن نعممها وهذا فيه إضرار به وبها ، كما تؤخذ أدوات نقد المنتج من ظروف شاعرها غير منفصلة عنه ولا مغايرة له. فإذا توفر ذلك مع أن الاستحالة في بعض الجوانب محتملة؛ فإن نقل وتقديم أي عمل كما هو أفضل من تقديمه مشوهًا بظنون أو بتحليلات مسببة إحدى الحالتين إما إلباسه لباس الكمال والجمال الزائف أو التشويه المخل بمقاصد قائله. فالقصيدة التي قالها الشاعر منذ سنين طويلة عبرت حقبة من الزمن كطائر مهاجر لديه رحلة ذهاب عبر الزمن بلا عودة وبلا توقف أيضاً. القصيدة لا تتوقف عند أفراد ولا جيل ولا يحق لهم اصطيادها وتهجينها كما لو كانت مرسلة لهم أو ضمن نتاجهم الثقافي المعاصر، فبمجرد اختلاف المكان والزمان والمناسبة تنفصل الرابطة التي تخول السماح بالخوض بالظنون في مقاصد القائل. دعوا القصائد تحلق كما هي ولنعالج فهمنا ولا نطوعها لمفاهيمنا وعصرنا، ولنأخذ منها ما تجود به.. وأخيرًا نقف مع أبيات لشاعرين عاشا في زمنين متقاربين يقول الشاعر مرشد البذال، رحمه الله: قال من هو حسب رايه يشير بالهداية واجتناب المعصيات العباثة والجهل ما فيه خير الهداية نور والجهلظلمات ما يصير ان العمي مثل البصير اسمعوني يا القلوب الواعيات العمي ما هوب عميان النظير كم عمى قلب عيونه صاحيات لو تشوفه شايبٍ سنة كبير يمكن افهم منه بو عشر سنوات وان نشدته قال مدري وش يصير ما درى بالماضية والمقبلات والليالي لو تدير وتستدير ما يثبت وين راحت وين جات والشرف ما ينحقر عنه الصغير كم صغار ينطحون الموجبات كم صغير يقتدي فيه المشير وكم كبير صار من عرض الخوات لا تقول ان المراجل للنظير ما يفيد النظر كان القلب مات ولا تقول إني غني ولا فقير استعبري يا النفوس الموهبات ما لك الا ما كتب لك لو تطير الوهايب بالجبين مقيدات والرسول أفتى لنا فيما يصير بس ما يجزم علي خمس كلمات الأجل والرزق والرحم الستير وخبرة الساعة وقطر الناشيات علمهن مع واحد ما له وزير رحمته تكسي العظام العاريات قال مات فلان من طيحة بعير او رموه اعداه في بعض طلقات أو سبايب موتته واقع بير أوغدى وسط البحور المظلمات لا حشى هذا السبب والموت غير مير مذكور السبب قبل الوفاة لا محب يحي العمر القصير ولا عدو يقتل أعمار طايلات لو نواك بسلة السيف الشطير يمكن الله يمنعه قبل الهواة ينصرف ويرد سيفه بالجفير ياخذ الساية ويعطيك حسنات كل شي له من المولى دبير والحوادث والسهوم مدبرات لا تقول ان المرض هذا خطير كم مريض سلم ومباريه مات والقدر وان حل ما فاد الفرير لو علي بابك قفول مغلقات المنايا ما تطرش لك نذير وغارة الدنيا توجه بغفلات ما تعلم وين نيتها تغير عند ما تدرون هاك الفعل فات ما ذكر بااحول للدنيا عشير ولا صفت لأحد علي طول الحياة واحد تعطيه من غيرتغدير وواحد تسلبثيابه والعباة اللسان هو اكبر الشر الشرير كم كلام صار شبة مشكلات والحيا والمرجلة درب عسير واجتناب النفس عن كل شهوات لا تطيع النفس وابليس العثير ارجم الشيطان في سبع حصوات كان طعت ابليس خدرك تخدير حط في عنقك عقودمبرمات خدرك بالنوم من فوق السرير رايه ان النوم خير من الصلاة اهجر الشيطان حيث انه هجير واكتسب بعض الامور المرشدات الرجال شطار كان إنك شطير كان لك دورة لهم سبع دورات لا تقول أسبق علي العد الغدير ان جهمت اركاب غيرك ساريات تم قيلي وذكر الله واستجير عن خطا نفسي ودرب المعصيات ويقول الشاعر بدر الحويفي -رحمه الله-: لا تازن الرجال لاشفت زوله وزن الرجال عقولها يا فتى الجود دلايل الرجال فعله وقوله تحكم عليه بمنطقه علم موكود ما ينفع الرجال جسمه وطوله لا صار ما يدري عن النقص والزود كسب المعالي ما يجي بالسهولة يصعب على اللي ما يجامل على الكود المجد عشاق الكسل ما ينوله دربه على اللي يجهل الطيب مسدود وحفظ الشرف مبدى صفات الرجولة والمتزن ما هو على درب منقود ومرافق الجهال يا بن الحمولة نقص ٍعلى السمعة وتعقيد وعقود كل ٍجليسه يقتدي في فعوله المعتدل واللي عن الخير مصدود ومع الأسف بعض العقول معزولة ما تقل بالدنيا لهم رب معبود ما خافوا المولى وطاعوا رسوله اللي له العباد خشاع وسجود ما حسبوا يوم ٍحسابه وهوله يشيب راس اللي هاك اليوم مولود يطرق منافيذ الخوافق ذهوله يوم الحساب اللي به العبد موعود بآخر نفس لا نوخت به ذلوله يوم التفاهم بين ناشد ومنشود عند الضريح آخر محطة نزوله النفس تصعد والجسد مرتع الدود يا أهل العقول المبصرات احسبوا له ترى الحياة بلا عمل ما بها فود اعمل عمل واطلب من الله قبوله منهج طريق الخير واضح ومحمود دامك نشيط وكل شي ٍتنوله ترى السفر له حد والعمر محدود واحد تسلب ثيابه والعباة بدر الحويفي مرشد البذال