المملكة العربية السعودية، التاريخ والعراقة والإباء والشمم، تاريخ ضارب بجذوره في العمق، وعراقة تمتد إلى أكثر من ثلاثمئة سنة، وهي اليوم بين لبنات التأسيس المتعاقبة والرؤية الطموحة المتطلعة لغد أفضل والتزام بتحقيق أهداف التنمية وفق مسار صاعد بإذن الله. بذرة هذا الكيان الشامخ كانت من إمارة نمت وترعرعت هي بلدة الدرعية في إقليم العارض أصبحت دولة ترامت بعد توفيق الله على مساحة كبيرة هي ما نراها اليوم في أوج الازدهار، وحق علينا شكر المنعم سبحانه فجعلت منهجها القرآن والسنة والتوحيد ومحاربة الشرك والبدع وتحقيق العقيدة الصافية والتمسك بها. لا عجب إذا أن تكون ثمارها الوفاء والتمسك بعرى الإيمان والتطلع للاستقرار والازدهار والتضامن والتعاون من أجل السلام. إن هذه البذرة أثمر دولة سارت في طريق الاستقرار والأمن والازدهار من مرحلة التأسيس الأولى ثم إعادة التأسيس للوحدة ولم الشمل. لقد كان أساسها وحدة مجتمع، ووحدة ربوع، ووحدة مشاعر، وتآلف مكونات وطن، وتعاون من أجل حياة كريمة. ترضي الخالق أولا و مجتمعها المتطلع. نبذت الشتات والفرقة وعززت جوانب القوة، وتماسك الصف، وتعاضد الأفراد والعشائر والقبائل. وكل ذلك حقق بحول الله وتوفيقه الاستقرار والازدهار الذي نشهده، مروراً بالعديد من منعطفات المخاطر والتضحيات والمد والجزر، والدفاع والحماية ومجابهة التحديات، ومواجهة الأعاصير التي تستهدفها حيث تعاملت مع كل منظومة التحرك حولها والأهداف المغرضة التي تعاديها والصداقات التي تناديها، بالسياسة الحكيمة ويد الرحمة والقوة والعزيمة. ومن الإضاءات حول السعودية ما صدر بشأنها تبياناً للمناسبات وللتاريخ والمعلومات ما يلي: «تأسيس هذا الكيان بدأ من أجل وحدة شاملة، وقد جاءت الانطلاقة تهدف إلى الاحتواء لإمارات متفرقة مجتمعاتها متباعدة و بينها فواصل مانعة، وصعوبات في تماسكها متلاحقة. فحقق التجمع أمناً وأماناً وازدهاراً، وهذا بتوفيق الله وحدة، فقد كانت إرادة الله أن يكون دولة تنهض بالدين وتعتز به، وقد مكن الله لهذه المهمة ومن بعده لأولاده وأحفاده، الأمير محمد بن سعود هذا الإمام رحمه الله قام على يديه تأسيس دولة ترامت أطرافها بدأت من إمارة الدرعية حيث محدودية المكان والإمكانات، كيان كبير مترامي الأطراف من تلك المساحة المحدودة إلى أرض ممدودة ولولا تمكين الله لم تمتد هذا الامتداد مع ضعف الإمكانات وقتها». كان التأسيس في عام 1139ه/ 1727م، وقد صدر مرسوم ملكي يوثق التاريخ: «الأمر الملكي الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بأن يكون يوم 22 فبراير يوماً للتأسيس وهو اليوم الذي يرمز إلى العمق التاريخي والحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود الدولة السعودية الأولى عام 1139ه / 1727م». فالمناسبة وطنية للاحتفاء بذكرى تاريخ تأسيس الدولة السعودية التي أسسها الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون؛ حيث أسس كياناً سياسياً يحقق الوحدة والاستقرار والازدهار، وفي هذا اليوم أصبحت الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى فيكون يوم التأسيس 22 فبراير 1727م يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى. وامتداداً للتأسيس يأتي توحيد البلاد فيما بعد، بعد فترة من الاضطراب والانقطاع والتفرق حيث زال التباعد والتأم التفرق إلى تجمع، في وحدة واحدة وفي يوم 23 سبتمبر1932م كان مسمى المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، رحمه الله. يقول الشاعر الأمير: بدر بن عبدالمحسن آل سعود، في هذا الكيان أرضه ودينه ومجتمعه وأحفيته بالرعاية والمحافظة عليه وتميزه مقسماً على ذلك مبرهناً عليه: لا والذي فضل على الخلق الإنسان وفضل على الإنسان أحمد نبيه ما قد حوت هالأرض رحمة وإيمان كثرك ولا روح ونفس أبيه أرض معالمها حديث وقرآن ما هي سراب ولا ظما مهمهية يا سائل عما تمثله الاوطان وليه الوطن حقه كبير عليه ترا الوطن ماهوب ربع وجيران ولا هو عناوينك ولا هو الهوية هذا الذي له موضع بين الاجفان والقلب مشكاة المصابيح ضيه أنا السعودي صح ترى الناس صقهان عن كل لفظ فيه فخر وحمية أنا لهيب المجد والناس دخان شربي سحاب وشرب غيري ببقية رص البيارق من طريف لنجران وخل السرية تزدحم بالسرية والله مالك غير هالبيد خلان ومالك سوى هاليوم هم وقضية لا تستمع لفلان وفلان وفلان واستفت قلبك تحت رب البرية حنا هل التوحيد للمجد عنوان اصل الشرف والدين واليعربية في كفنا تطرب وتلعب بالارسان خيل لها العليا حياة ومنية شتان بين العز والذل شتان العز ما يوخذ ويعطى هدية أما كسبها العدل والسيف شامان ما يكسبه صبر ولا طيب نية شربي سحاب وشرب غيري ببقية ناصر الحميضي