ليس أضر على الشاعر من نسيانه رسالته وعدم الحرص على سلامة ونظافة ما يقول، فقد تأخذه جوانب تطربه يميل إليها بعض الجمهور المتلقي فيقدم إرضاءهم على اختيار السليم فتطبع سفنه الشعرية في البحر العقيم . والنسيان للرسالة قد يحمله على التعدي على المبادئ والقيم و الناس. الهجاء مثلا أحد الأبواب التي تهب منها الريح، كذلك الغزل وإن كان الغزل وغرضه درجات عدة بحسبها، وأيضا بعض الفخر في غير موضعه أو عندما يكون بلا مقومات وأما أوسع الأبواب المدمرة فهو التعصب لما لا يحسن التعصب له، وكل من هذه الأبواب شر على الشاعر لا يفلح في تناوله إياها خاصة عندما ينسى نفسه في بحورها المائجة. رسالة الشاعر واضحة وفي التاريخ دروس من الحكمة والاعتدال لمن أراد ضبط المسير وعرف كيف يصل إلى بر الأمان بأمان وبياض المحيا وإشراقة الوجه والوجهة وسلامة شراع سفينته. ولا أجمل من عفة لسانه وتجنبه الإسفاف. والاهتمام بالنفع والفائدة. وإذا كان ذلك عام في الأقوال والأعمال والأفعال كلها، فهو في الشاعر آكد وأهم لما في الشعر من تأثير مباشر على النفوس، وفي مجال الإبداع في اللغة والمعاني والصور الشعرية والخيالات والبلاغة والبيان ما يرضي الذائقة ويرتقي بها ويفتح الآفاق للشاعر للتحليق بموهبته بعيدا عن الهبوط. يقول الشاعر رشيد الدهام: خطوة العين في درب السهر ما تمايل كن ما تحتها للنوم جرف هيال جيت ابرقد وشفت ان الليالي تهايل جيت ابسهر وشفت الليالي طوال هذا انا كل ما صعبت على الوسايل قلت ربك يسهلها على كل حال يا هو الحظ المايل او هو الحظ مايل مالهاالحال عندي غير هالاحتمال من تفكر بهاالعالم يشوف الهوايل اوضح من الحقايق واغرب من الخيال يا صبر متن الارض اللي له سنين شايل فوق ثقل الجبال نفوس ناس ثقال مثل من عاش ماله من حياته حصايل غير لا جاك قال فلان بفلان قال قلت مدري ولو ادري فلاني بقايل عادتي فاالهروج العوج مالي مجال اقصر الهرج مالك من ورى الهرج طايل واترك الخلق للخلاق يابن الحلال الله اللي جعل خلقه شعوب وقبايل ماحدٍ اختار له ربع وعمام وخوال لو تخيرت كونك من عيال الحمايل ما تخير بلال العبد كونه بلال لو هو بكيف الانسان اختيار البدايل كل اختار له جاه ومال وجمال والبشر في النهاية فرد ماهم سلايل في قصير الشجر وش ذنب طول الظلال والعمر في النهاية وقت والوقت زايل والغني من يحط الطيب له راس مال والشعر في النهاية قول ما هو فعايل كان ما نقصك ما وصلك للكمال لهجة العمر ولسان الضلوع النحايل بس ما يرفع الرجال فوق الرجال كان حتى القصايد تعتبرها جمايل اختصرها ترى ما عاد تسوى ريال ويقول الشاعر نايف أبا العون: تكفون يا احبابي الغالين خلوني متى مايطري علي اغرّد اغرّد عقلي براسي واشوف الدرب بعيوني لاتحسبوني من الثنتين متجرّد لاعدوا اهل القصيد العذب عدوني لو كان ماني على الشعار متفرد حتى لو الناس قدامي ومن دوني هويتي واضحة ماني بمتشرّد والله لو اقعد لحالي ويتعدوني ماني على الدين والعادات متمرّد ويقول الشاعر هلال الديحاني: الكلمة اللي تحز بخاطرك قلها اضرب على الكايدة بالعزم والصملة والناس في بعض الأشيا لا تجاملها والا احتمل منهم الزلات بالجملة تعرف خباث النوايا من تعاملها لو تختلف كلها وجهين في عملة ومن شاف نفسه على الناس وتثاقلها في ساعة الحشر يوطى كنه النملة دنياك لو تبتسم في وجه جاهلها باكر تكشّر بوجهه لو تبسّم له ما تعرف الخلق لين انك تزاملها كم واحدٍ لا لقى الفرصة شعب زمله ياكثر ناسٍ على هرج القفى ولها هذاك تحكم عليه وذاك تحكم له حذراك من حول أعلاها على اسفلها يحوس نقع الصفا بالضحلة الطملة وعليك باللي من أولها مجملها بالطيب يكفيك عن منقيته سملة من باب قدر الرجال اعرف منازلها الكفو قم له وفا واللاش قمقم له رشيد الدهام هلال الديحاني