من الواضح أن إشكالية "الفن" و"التصميم" مؤهلة لمزيد من الجدل، لأنه حتى على مستوى المناهج التعليمية وحتى الهيئات لدينا يوجد لبس في التسميات.. وبالنسبة للعمارة؛ هناك ملاحظة أساسية وهي أن جميع مناهج التعليم المعماري في العالم تتبع أسلوبًا موحدًا يقوم (...)
إن مشروع وزارة الثقافة الذي يرصد التراث غير المادي في مختلف مناطق المملكة يعد أحد المشروعات الوطنية المهمة؛ ليس فقط للجيل الحالي؛ بل للأجيال القادمة، والأهم من ذلك أن هذا المشروع سيغير من مفاهيم الهوية الثقافية والمادية المهيمنة في الوقت الراهن، وكل (...)
الانتظار؛ شعور عميق بعدم اليقين، يدفع الإنسان إلى اضطراب المشاعر، فلا رجاء ينفع ولا يأس ينهي الأمر، وانتظار الموت هو موت كل لحظة حتى يصل فيها الإنسان إلى طلب الموت نفسه الذي يجد فيه الراحة ونهاية الانتظار.. كل منطقة رمادية توحي بعدم اليقين وتصنع (...)
عندما نتحدث عن الهوية السعودية تبرز الأشكال التاريخية في الملبس والعمران وحتى في الأكلات والحرف الشعبية، ولا أحد يحدد الخط الفاصل بين الماضي والحاضر، فهل نحن فعلًا ننتمي لتلك الأشكال والممارسات التي لا نعرف حتى كيف تُصنع، أو أن هذا الارتباط هو نتيجة (...)
في مطلع هذا العام أطلقت وزارة الشؤون الإسلامية «أدلة» لبناء وتطوير المساجد بالتعاون مع جائزة عبداللطيف الفوزان وبمشاركة اللجنة الوطنية لكود البناء السعودي. هذه الأدلة تعتبر الأولى على مستوى العالم، من حيث الشمولية، فقد بلغت 12 دليلا غطت الجوانب (...)
كل ما يقال عن "الهوية المعمارية" و"غربة المدن" و"ضياع المحلية" و"تشابه المشهد الحضري" في العالم هو نتاج الانفصال بين من ينتج العمران وبين من يستخدمه.. تحول العمارة إلى "صناعة" بالتأكيد ليس له علاقة بالأصالة، كما أنه لا يمت بصلة للمعاصرة إلا بشعرة (...)
"التعّلم" بات لا يكفي في عالم يتنافس فيه الجميع على صناعة المعرفة الجديدة، فمن يصنع المعرفة في المستقبل هو الذي سيقود العالم، ومن سيكتفي بمجرد "التعليم التقليدي" سيكون تابعًا باستمرار.. فصناعة العقل الناقد المفتوح على الخيال الذي لا يكتفي بما يتعلمه (...)
تكمن قوة العمارة في وجود نواة مولّدة لها، لكن ليس بالضرورة أن تصنع الأشكال نفسها التي صنعتها في الماضي.. القوة التي تملكها الثقافة السعودية الراسخة والمتجددة في الوقت نفسه والتي يحملها كل سعودي هي مجال الرهان الأهم الذي يمكن أن يجعل جميع الرسائل (...)
في الواقع لا يمكن فصل العمارة، خلافًا للفنون الأخرى، عن الحرفة، ويمكن القول إن البناء عمل حرفي في الأساس قبل أن يكون عملًا إبداعيًا، وهذا ما يجعل نقاد التعليم المعماري يوجهون أصابعهم إلى التعليم المعماري المعاصر الذي يفتقر إلى روح الحرفة، فتعليم (...)
من مهام المخططين العمرانيين استشراف المستقبل وتحديد الإشكالات الأكثر تأثيرًا التي يجب أن تحظى بأولوية في التعامل معها، وفي اعتقادي أن بداية تشغيل المترو فرصة سانحة للتفكير في إدارة عمران الرياض بطريقة مغايرة، وتوجيه مجالات التطوير فيها نحو نقاط (...)
عنصر النجاح الحقيقي يكمن في اكتشاف ما نملك، وأن نعمل على تطويره، وأن نكون قادرين على تسويقه للعالم.. فكرة "عالمية الحرف السعودية" لن تتحقق إلا من خلال قبول التنافس مع العالم واكتشاف ما يميزنا عن بقية هذا العالم، ومن ثم العمل على تطويره وتقديمه (...)
ألم الفقد هائل يصعب وصفه، يغور في النفس ويحفر فيها، نتصور أن المصيبة ستصغر، وهي ستصغر في الظاهر لكن تتحول كل هذه الذكريات إلى شواخص وعلامات تحدد شخصيتك القادمة ونظرتك للحياة وموقفك من الناس.. بعض الفقد يترك حزوزًا وجروحًا غائرة لا يمحوها الزمن يبقى (...)
بعيدًا عن التأثير السياسي والاقتصادي للانتخابات الأميركية، ما أزال أرى أن تأثير "القيم الأميركية" على شعوب العالم هو التأثير الأخطر لأنه يُحدث تغيرًا عميقًا في البنية الأخلاقية للشعوب والأفراد، ومخاطر هذا التغيير لا تتوقف عند "الذوبان الثقافي" فقط، (...)
"الحب" و"العشق" يغلبان الرغبة، وهناك فرق كبير بين أن نرغب في الشيء ونريد أن نتملكه، وبين أن نحبه ونريد أن يشاركنا الناس في حبه.. يبين المهتمون بالرابطة المكانية أن تطور العلاقة مع المكان تولّد الدافع لدى الذين أحبوا ذلك المكان بأن يجعلوا بقية الناس (...)
إذا ما سلمنا أن العلاقة الجدلية بين العمران والإنسان مفتوحة ولا يمكن إغلاقها، فإن فكرة إمكانية خلق حلول توجه التأثير الإيجابي للعمران تبدو مجدية، تتعلق هذه الفكرة مرحليًا بخلق الحلول المرنة مفتوحة النهاية التي يمكن أن تتكيف مع تجدد رغبات الناس (...)
إن الفكر العربي المعاصر كان ولا يزال مسجونًا داخل "وهم الأصالة" التاريخية، وأغلب ما كُتب في القرنين الماضيين لا ينفك عن الحديث عن الماضي، وكأن وجودنا الحاضر "عدمي" وغير قادر على ابتكار أفضل مما ابتكره الآباء والأجداد، وهي نفس الدائرة الفكرية المغلقة (...)
ما أذكره هنا ليس تمجيدًا للغرب أو جلدًا للذات؛ لكنه تشخيص للواقع، فإذا أردنا النهوض يجب أن نتنبه للثغرة المؤسسية الواضحة التي نعاني منها حتى اليوم.. لو لم يكن هناك مؤسسات علمية في الغرب تحتضن العلماء وتقدم أفكارهم ويجتمع أعضاؤها لمناقشة النظريات (...)
لعل أهمية التساؤل حول "الهوية المعمارية" تكمن في التحولات الكبيرة التي مرت بها المدن السعودية بشكل عام والرياض على وجه الخصوص منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين، وكيف ساهمت تلك التحولات في جعل الهوية لا تهدأ وأدخلتها في مسارات مختلفة جعلتها (...)
كل مدينة غامضة؛ مثل كل أنثى، لكنه غموض لا يشبه غموض الرجل، إنه غموض يثير الفضول، فلا توجد مدينة لا تدعو من يسكنها أو يزورها إلى اكتشافها.. هناك مدن مليئة بالأسرار لكنها تضع خارطة غير مباشرة لفضح تلك الأسرار لمن يريد ذلك..
لا يوجد من يكني المدينة (...)
فكرة الوطن حاضرة في العقول والقلوب في كل وقت وليس فقط في اليوم الوطني، فهذه المناسبة هي للتفكير في نعمة الوحدة والاستقرار، أما الفكرة نفسها فهي تعيش مع المؤمنين بها، تحركهم لبناء اقتصاد قوي وتوجههم كي يصبحوا مؤثرين على مستوى العالم.. إنها الدافع (...)
يجب أن نشير هنا إلى أن الجوهر الحقيقي الذي يجعل من تأثير النخب الاجتماعية ذا أهمية كبيرة وعميقة هو أنها تمثل نوعًا من الرفض الصامت من قبل المجتمع لتيار معماري أو فني أو حتى فكري، مثل ما حدث في العقدين الأخيرين عندما بدأ يتطور نوع من الرفض للعمارة (...)
تجربة الكتابة تتضح فيها إشكالية إيصال المعنى أكثر من التعليم.. يجب أن أذكر في البداية أنني لم أقرأ كتابًا أو مقالًا مرتين إلا وكان فهمي للنص مختلفًا بشكل أو بآخر.. هذا جعلني أفكر كثيرًا فيما أكتبه؛ فهناك ما أعنيه وهناك ما يفهمه القرّاء باختلاف وعيهم (...)
المصمك الذي بني في نهاية القرن التاسع عشر، يحمل في جوهره بذور العمارة النجدية بكل تشابكها الاجتماعي والتقني والجمالي، لكنه ينفرد عنها في "الحجم" وفي "التأثير البصري" و"التحدي التقني".. هذه التحديات الثلاثة يمكن أن تكون مفاتيح مهمة لفهم العمارة (...)
الإشكالية الكبرى التي تواجه أي دراسة إثنوغرافية للبيئات العمرانية التقليدية تكمن في كون الإثنوغرافيا تعتمد على "الرصد المعيش" أي أنها تتطلب دراسة سلوك الناس في بيئاتهم العمرانية التي نشأ فيها المصطلح وتطورت فيها المعاني الكامنة، وهذا غير متاح في (...)
الوجه الآخر لثقافة التجاهل هو مقدرة من يعمل بصمت على تجاوز التهميش أو من يقلل من شأنه ومن عمله، فالبشر لا يواجهون امتداد ثقافة التفاهة وانتشارها فقط، بل إن هناك توجهًا متزايدًا للتقليل من شأن العمل الجاد وتحقيره.. وأتذكر هنا ما تشير له الآية الكريمة (...)