ليست التقنية وحدها هي التي تختلف حين يتناول سينمائي أجنبي، في الغالب، موضوعاً ذا صلة مباشرة بمنطقتنا ومشكلاتها، بل عمق الرؤيا يختلف كذلك، ويتبلور هذا الاستنتاج ويتكرر كلما شاهدنا حزمة من الأفلام دفعة واحدة كما حدث في الدورة 15 لمهرجان تسالونيكي (...)
في المثال الذي يقدمه مهرجان غوتنبرغ السينمائي، يمكن فهم كفاءة ادارة الأوروبيين لمهرجاناتهم ومقدرتهم على التأقلم مع المتغيرات التي تحيط بعالم صناعة الفيلم، والمواءمة السريعة مع التحديات التقنية الجديدة التي تفرض نفسها عليهم. ومن هنا يصح أخذ هذا (...)
إلى الروائي أتت المخرجة أجنيسكا لوكاشياك ومعها موروث الوثائقي، والتجربة الشخصية، ومن هنا جاء فيلمها الروائي الأول «بَيْنَ ناريّن» حاملاً كل هذا. فيه الكثير من فيلمها «الجزائر» (2003) التي ذهبت إليها وسجلت جزءاً من تجربتها الشخصية، يوم ارتبطت بشاب (...)
إذا قبلنا ما يقترحه فيلم «لو هافر» الفرنسي وفيلما «تيرافيرما» الإيطالي و»لعب» السويدي، تكون قد حلّت كل قضايا المهاجرين في أوربا بطريقة إنسانية مثالية، بل وسيمهد حلها الى إنهاء المظالم وكل شكل من أشكال اللاعدالة فيها، وربما، إذا ما صدقنا السينما، (...)
حسمت أكثرية القنوات التلفزيونية الإسكندينافية خيارها، بعد جدال ونقاشات تعلقت بحق مشاهديها في معرفة الحقيقة، على رغم قساوتها وما يمكن أن تثيره من آلام في نفوس أقارب الضحايا والناس العاديين، وقررت نقل وقائع محكمة الإرهابي أندرش بريفيك مرتكب مجزرة (...)
لم يُفوّت سيمون بيوفوي فرصة تحويل رواية «صيد السلمون في اليمن» الى نص سينمائي، فغرائبيتها تغوي كما حال «المليونير المتشرد» وطابعها الرومانسي الكوميدي لا يمكن للمخرج لاسه هالستروم أن يتجاهله، فهو أكثر ما يحب الشغل عليه منذ انتقاله الى المدرسة (...)
أن يتحول الكائن البشري الى قنبلة قابلة للانفجار، شيء مخيف. ولانتزاع فتيل هذه القنبلة، سيحتاج الأمر حتماً الى كثير من الشجاعة والصبر. حول هذا الموضوع الشائك يدور الوثائقي التلفزيوني الباكستاني «انتزاع فتيل قنبلة بشرية» الذي تقف في نقطة المركز فيه (...)
لا ينسب جين شارب، المُنَظر والمُفكر الأميركي أياً من الثورات السلمية في العالم إلى نفسه، إنما يحيلها كلها على شعوبها التي تلمست طريقها بنفسها وعرفت الوسائل والتكتيكات الأكثر فعالية في إسقاط الأنظمة التي عارضتها. في المقابل تعترف غالبية قادة الثورات (...)
في طريقه إلى الفلوجة، صور فريق العمل التلفزيوني الفرنسي الحياة في شوارع بغداد بعد الانسحاب الأميركي منها ورصدت كاميراته عودة الهدوء إلى الشوارع، مع ملاحظة وجود مكثف للقوات العراقية، فالمدينة ما زالت تعيش بين فترة وأخرى أجواء من الخوف نتيجة التفجيرات (...)
يقترب عمل دان فونغ دنيس الوثائقي»الى الجحيم ذهاباً وإياباً» كثيراً من فيلمي «أراماديلو» للدنماركي جانوس ميتس، و «ريستريبو» للمخرج الإنكليزي تيم هيذرينغتون، الذي قتل العام الماضي في ليبيا أثناء تصويره الأحداث في مدينة مصراتة. يقترب منهما كونه تناول (...)
تستهوي متابعة المسلسلات التلفزيونية قطاعات كبيرة من مُشاهدي التلفزيون في العالم كله، وبالنسبة إلى كثر منهم أصبح من غير الوارد تصور وجود التلفزيون من دونها، بل إن بعضهم لم يعد قادراً على فراقها. لأنهم ببساطة أدمنوها، وصاروا مع الوقت «مُدمني مسلسلات (...)
قبل مدة، ليست ببعيدة، أثيرت فضيحة ضد إمبراطورية روبرت مردوخ الإعلامية، هزت سُمعتها وصدقيتها، بعدما كشفت صحيفة «غارديان» أن أسبوعيته الواسعة الانتشار «أخبار العالم» نشرت تفاصيل خطيرة عن مقتل شابة بريطانية عبر التنصت غير الشرعي على هاتفها الشخصي وعلى (...)
يُمكن وصف البرنامج الخاص بالسينما العربية في مهرجان غوتنبرغ الدولي، بأنه برنامج مُصغر مستقل، داخل دورته الخامسة والثلاثين. ليس على مستوى عرضه أفلاماً لها علاقة ب «الربيع العربي»، فحسب، فهذا ديدن غالبية المهرجانات الدولية هذا العام، بل على مستوى (...)
خلال عام كامل، غطى الصحافي كريستيان كاتوميرس مجريات الثورة التونسية للتلفزيون السويدي، وفي الذكرى الأولى لانطلاقتها قدم برنامجاً خاصاً عن الدور الذي لعبته المرأة التونسية فيها بعنوان «النساء في تونس» وهو عبارة عن يوميات تلفزيونية لأربع نساء قارعن (...)
من منظور ثقافي سعى البرنامج التلفزيوني السويدي «كوبرا» لتلمس أثار ما تركته كارثة 11 أيلول (سبتمبر) على حياة المسلمين والعرب في مدينة نيويورك، برَوية بعيدة عن صخب التغطيات الصحافية. وركّز، على معرفة حجم الشرخ الذي أحدثته التفجيرات بين المسلمين وبقية (...)
«يومان آخران ويختتم مهرجان استوكهولم دورته الثانية والعشرين، وكانت مديرة المهرجان لخّصت في مؤتمر صحافي قصير اهم السينمات التي تطبع الدورة الجديدة وتميزها عن سابقاتهتا، مشيرة ان في الأرقام التي حرصت على ذكرها يكمن الكثير من توجهاتها، فعلى مستوى (...)
مع رفض المحكمة العليا البريطانية طلب استئناف حكم تسليمه الى القضاء السويدي، يعود اسم جوليان أسانج ومؤسسة «ويكيليكس» الى واجهات الإعلام. ويثار الجدال مجدداً، وبالاتساع ذاته، حول مصداقية القصة التي أثيرت حوله في استوكهولم وما إذا كانت وراء دعوة (...)
حايّم يافين، صحافي، يعمل مذيعاً في التلفزيون الإسرائيلي منذ قرابة 40 عاماً، وبسبب خبرته الطويلة في تقديم نشرات الأخبار، وإطلالته اليومية، أَطلق عليه الناس لقب «مستر تلفزيون». كان بإمكان يافين مع إقتراب موعد حصوله على التقاعد أن ينزوي جانباً ليُبقي (...)
تناسباً مع حضور المهاجرين العرب في المجتمع بدأ التلفزيون السويدي منذ قرابة ثلاثة عقود الاهتمام بهم، كونه وسيلة إعلامية تهتدي بقيم وسياسة التلفزيونات المستقلة «بوبليك سيرفس» القليلة العدد في العالم. وسرعان ما صار حضورهم دائماً على شاشته الصغيرة، (...)
علاقة نينار اسبر بأبيها الشاعر أدونيس عرفناها من خلال حواراتها معه، التي نشرتها في كتاب صدر قبل سنوات بالفرنسية ثم ترجم إلى أكثر من لغة. ولكن يبدو أن الكلمة لم تقل كل ما أرادت نينار قوله عن هذه العلاقة، المعقدة، الملتبسة، فهي ليست شاعرة مثل أبيها (...)
تحظى التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط باهتمام الشبكات التلفزيونية العالمية التي تغطي يومياً مجريات الأحداث على طريقتها الخاصة، مكثفة وغنية بالتحليل والتوثيق، لتعطي لمشاهديها صورة واضحة عن الحدث الآني وارتباطه بجزء من العالم ليس موضع اهتماماتهم (...)
«ظلام قاعات السينما خَيّم على مدينة غوتنبرغ» عنوان معبر كتبه أحد محرري الصحف السويدية لمناسبة بدأ أعمال الدورة ال34 لمهرجان غوتنبرغ السينمائي العالمي. ظلام شتاء الشمال الأوروبي مألوف عند أهله، ولكن ثمة ظلام أخر يسود المدينة هذه الأيام مختلف، فيه سحر (...)
فيما العالم منشغل بتسريبات ويكيليكس، وردود الفعل الحادة حولها، كان فريق التلفزيون السويدي يعمل وبتكتم شديد، لإعداد أول وثائقي عن المنظمة السرية ذاتها. تكتم الفريق على مهمته طيلة الأشهر الستة التي رافق خلالها «جنود» ويكيليكس في مواقعهم السرية والتقى (...)
بعد رهان على الاسكندنافية والسينما النسوية، وجد مهرجان استوكهولم نفسه، وهو يدخل عامه الأول بعد العقد الثاني، أمام تحديات «سينمائية» فرضت عليه مراجعة توجهاته والتفكير، على الطريقة السويدية الهادئة، بإجراء تغييرات على ما أراده تميزاً. فالاسكندنافية (...)