لأن القرآن دستور حياة وليست أي حياة، بل والحياة الكريمة الآمنة والقرآن هو الكتاب المقدس الذي حفظه الله من التحريف والزيادة والنقصان قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لأنه آخر الكتب ونزل على آخر الرسل محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو الإسلام الذي ارتضاه الله للمسلمين بل وللناس عامةً (ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه) وكان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مبعوثاً هدى ورحمةً للعالمين. تابعت حواراً جميلاً مع الدكتورة (مريم غبور) الدكتورة التي ولدت في أسرة مسيحية وتربت في خدمة المسيحية والتردد على الكنيسة سيدة كانت مقتنعة بالمسيحية حد الإيمان الراسخ بها وتدعو إليها وتناضل من أجلها درست حتى حصلت على الدكتوراة ودرست كل ما يتعلق بالمسيحية وكذلك الكتب السماوية ماعدا القرآن لأنها غير مقتنعة به لديها بنتان وولد شباب وعائلة متعصبة للمسيحية، ومن أداور الدكتورة هذه هي اللقاء بالمسيحيات وحل مشكلاتهم واستمرت حتى بدأت تلاحظ أن الكتاب المسيحي فيه من التحريف والزيادة والنقصان مالا يمكنه أن يكون نظام حياة أو تجد به حلاً للمشكلات وكانت المشكلة التي استوقفت أختنا في الله هي مشكلة طلاق لا حل لها في المسيحية إلا الموت وهنا تسرب الشك لعقل الدكتورة مريم فكيف يعجز الكتاب المقدس عن حل لهذه المرأة المعذبة من حياة زوجية بائسة ثم بدأت تتقصى وتبحث حتى وصلت لقناعة أن المسيحية مشكوك في نظامها ومصداقيتها وأنه كتاب محرف فيه من التزوير والتدليس الكثير وظلت تبحث حتى وصلت لقرار ترك المسيحية وظلت تائهة كما تقول سنوات تفكر وتتفكر مؤمنة بالربوبية ولا شيء غيرها حتى في أحد الأيام وبحكم حبها لمشاهدة الفيديوهات العلمية استمتعت للدكتور (حسام موافى) وهو يتحدث عن الآية الكريمة( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء) هذه الآية قبل 1400 سنه تتحدث عن وضع أثبته العلم لكن القرآن كان له السبق. تقول الدكتورة فبحثت عن معنى الآية وارتباطها ببحوث علمية تؤكد هذا الإعجاز العلمي فوجدت أن الإسلام دين حق ودين إعجاز وأن القرآن تحدث عن معلومات علمية سابقاً للعلم البشري بها ثم بدأت تبحث في الإسلام وكل ما زورته المسيحية عن الإسلام أو حتى الخارجون عن الدين الحق ثم بدأت تدرس سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وهكذا حتى هداها الله وشرح صدرها للإسلام فأسلمت ناطقة بالشهادتين مؤمنة بكل يقين أن الإسلام هو (الدين الحق) وتواصلت مع أحد شيوخ الأزهر لكنها ظلت مسلمة سراً فترة من الزمن وتدعو لابنتيها وابنها المتشددين للمسيحية ولا أشك في تخيلكم لمدى ألمها من أجل أبنائها ولكن الله أكرمها فدخل فلذات كبدها في الإسلام تباعاً وكانت هذه السعادة الغامرة التي اجتاحت قلبها بعد إسلامها. اللقاء مع الدكتورة (مريم غبور) ممتع وشيق جداً ذلك لأنها على مستوى علمي وفكري وعالمة بالدين المسيحي ومتعمقة فيه ولم يرد الله لها الدخول في الإسلام إلا بعد تمحيص لديانتها السابقة ودراسة مستفيضة، وكيف وصفت لحظة نطقها للشهادتين تلك اللحظة المهيبة. تباً لمن ألحدوا ومن يشككوا في الإسلام كيف لا يشتغل فكرهم في تقصي الحقائق كما تقصتها وبحثت عنها الدكتورة، ألا يتفكرون، ألا يعقلون، ألا يتدبرون؟ دعوني هنا أتوقف عند برامج الدكتور (حسام موافي) الطبيب الرائع المتمكن وكيف يربط كل حلقاته ومعلوماته بالإعجاز العلمي في القرآن فهنيئاً له هذا الأثر والتأثير. وهناك أمثال الدكتور حسام في العالم العربي وفي السعودية يربطون علمهم بالإعجاز العلمي في القرآن وهذا هو الإعلام الجيد المؤثر (اللهم إنا نسألك حسن الحياة وحسن الرحيل وحسن الأثر) ممّا قالته واكتشفته في الإسلام أن (الحلال بيِّن والحرام بيِّن)، وأن الإسلام رسم للمسلم الصراط المستقيم، وفصل له دستور حياته في كل جوانب الحياة وليس هناك من دين كالإسلام دين حياة كريمة آمنة مستقرة. اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واهدنا اللهم لما تحبه وترضاه. ودمتم.( اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)