شاعر كبير آخر يغادر عالمنا بعد ان غنّى له أعذب الأشعار، هو البولندي الشهير هربرت زبيغنييف الذي لم يتعرف عليه قارئنا العربي، للأسف، من قبل، وهو الشاعر الذي ترجمت اشعاره الى بعض اللغات الاخرى منذ ثلاثين سنة او اكثر مقترناً اسمه، في بعض الدراسات (...)
مفتتح
دائماً أقف في الطابور
ولا يصلني الدور
حتى أنني شكوتُ أحلامي إلى عقلي الباطن
الذي ظهر لي أنه يعمل في الخفاء
ضدّي
حلم 1
حلمتُ أنني عدتُ إلى دمشق
وأنني أسير في أحيائها التي سكنتُها من قبل
وأن من صادفتهم يبتسمون لي ابتسامة ماكرةً
وأنني حين رأيت (...)
قيلولة حلم
سأنام بذاك البيت ضحىً
وأقول سلاماً للقيلولة في الشارع
وأقول سلاماً للناس
يمرّون
سلاماً للمقهى عائمة
للتعريشة نائمةً
لمساء البصرة
عند الجسر
يسيل مع الماء
لصيف "العشّار" يثرثر في المذياع
فلا أسأل
بيتٌ ام شارع
مقهى أم صالة أفراح؟
أخوّة
إلى (...)
الحلاج
باح الحلاّج بما يضمره ذاهباً الى الأصل
عبر استدارة حبل المشنقة
قطعتُ مزقةً من ثوبه
فغطتني من رأسي حتى أخمص قدميّ
منذ سنين رميتُ باقة وردٍ
من أعلى الحائط
ولا تزال منها شوكة في راحتي تخزّني
من الحلاّج تعلّمت صيد السباع
فغدوتُ أجوع من أسدٍ
كنت (...)
اختفى القلب ساكناً في الظلام، صلباً كحجر الفلاسفة.
****
إنه الربيع: أشجار تطير باتجاه أطيارها.
****
وعاء السقاية الذي مضى إلى البئر مرة لا يزال يمرّ بها عادة، غير أن البئر جفّت مياهها.
****
حديثنا عن العدالة حديث أجوف إلى أن تتحطم أكبر بارجة حربية (...)
في الطريق إلى نيسابور ثمة تلال بعيدة، وأضرحة، وآثار فاتحين عابرين، ومساقط ضوء.
توقفنا عند بقعة. كانت المياه تملأ الأنحاء: مدرجات وأسيجة خشبية قديمة معلقة، عائلات تتناثر هنا وهناك وهي تفترش بسطها، حمار صغير ينزه أطفالا، أشجار تستطيل عارية من (...)
1-
في الساحة
يجلس زحلُ
وبجانبه القوس
وقد نام الحوت بعينٍ واحدة
وعلى مقربة كم يبدو السرطان ضئيلاً
والعقربُ
وهو يحدّق بالحَمَل الوادع
تتبعه العذراء
ترى من جاء بها الليلة؟
ثمّ أتى الباقون
الميزان يوازن خطوتهُ
الدلو يحاذر أن يندلق (...)
- 1 -
يشهد الشعر العراقي الآن حركة يصعب الإحاطة بها لاتساعها الذي يشمل اجيالاً عدة مختلفة، لا يزال لممثليها حضورهم في المشهد الشعري العراقي الحاضر. ولعل في عمق التجربة العراقية ما يفسر هذه الحركة التي يتوزعها الوطن والمنفى ما اتاح لها التجربة (...)
قال الحكيم:
"السعادةُ أن تدخلَ بحرَ الناس
وتصير سمكةً"
قال الآخر:
"صغيرةً أم كبيرةً؟"
قال الحكيم:
"تلك هي المسألة"
***
"دائماً يحدث العكس"
قال المهرّج
وقد رأى ظلّهُ على السقف
***
حين رأى الحاكم شعبَهُ عارياً
قال: "ما أجملَ الشعبَ في أثوابه (...)
- 1 -
* كنّا نفكّر بالمنفى حين كان الجميع يتشبّثون بالوطن، وها نحن نفكّر بالوطن حين أصبح الجميع يفكّرون بالمنفى.
* ألا ليتني ابتعدتُ عنك أيّها الوطن. ألا ليتني اقتربتُ منك أيّها المنفى. ألا ليتني لم أقترب منكِ ولم أبتعد عنكِ يا نفسي.
* لا ضمير (...)
ضيف
أجلستني يوماً
بشاطئ دجلةٍ
ضيفاً
وأشعلتَ القصائد كلها حطباً
ليدفأ ضيفك البردان
لم أدفأ
ولم تدفأ
وأطلقنا الدخان
وكان دجلة ضاحكاً يمضي
وكان..
وكان
هامش على قصيدة "قف بالمعرّة"
في حضرة الأعمى
أنشعل شمعةً؟
أم اننا في حضرة الاعمى
نجاهر عامدين بقوة (...)
الأضحية
إن جاءك طفلٌ - أضحيةٌ
وتظاهرت بأنك لم ترهُ
فاصبرْ
سيسامحك الربّ
وذاك البيت ستبنيه...
وتورثه الطفل،
ولن تندمَ،
لكن
قد يأتي آباءٌ قتلَهْ
ليقولوا:
"إنا من أهل البيت"!
الحائط
إلى جيلي عبدالرحمن
في السجن
رأى جيلي عبدالرحمن
الحائط يتحركُ
فأبى إلا (...)
ما أكثر الشعراء المبدعين الذين لم نتعرّف عليهم بعد، ونحن نودّع قرننا العشرين.
من بين هؤلاء، بلا شكّ، الشاعر الروماني مارين سوريسكو الذي تُرجم شعره الى اللغات الاجنبية، ومنها الانكليزية، منذ الستينات، في ترجمات عدة وباحتفاء واضح.
ولعلّ ما يلفت النظر (...)
ثعالة
لا أمير ولا سوقة
يا ثعالةُ!
فاحذرْ
إنّ لي اخوة بين تلك الثعالبْ
لا سميع ولا سامع
يا ثعالةُ!
فانظرْ
أقبل الصائدون من كلّ جانبْ
الذئب
أوه.. يا أبا العلاء
كم تشير الى ذلك الذئب
وتقول:
"دعوه
ستهلكهُ صحبةُ الأغنام"
الغراب
غرابك الذي زارني
غرابك (...)
} في الرابع عشر من تموز يوليو الماضي توفي الشاعر والعالم التشيكي المعروف ميروسلاف هولوب عن عمر يناهز الخامسة والسبعين بعد حياة حافلة بالعطاء الشعري المتميز بنزعته الإنسانية، واحتفائه بالأشياء العادية، واعتماده الواقعة سواء كانت تاريخية أم يومية، (...)
هتاف
الهتاف
الذي ردّدتهُ العصور ولم ينقطع بعد
للفاتحين
موسى بن نصير
وطارق بن زياد
هل ترى سمعاه؟
عندما اقتربا من دمشق
وسال دمٌ من وراء الستارة
لم يره أحدٌ
وسط دويّ الهتاف الذي ردّدته العصور
ولم ينقطع بعد؟
واقعة شعرية
في حديقةٍ غنّاء
تزيّنها (...)