ثعالة لا أمير ولا سوقة يا ثعالةُ! فاحذرْ إنّ لي اخوة بين تلك الثعالبْ لا سميع ولا سامع يا ثعالةُ! فانظرْ أقبل الصائدون من كلّ جانبْ الذئب أوه.. يا أبا العلاء كم تشير الى ذلك الذئب وتقول: "دعوه ستهلكهُ صحبةُ الأغنام" الغراب غرابك الذي زارني غرابك المطرق.. الحزين ماذا يريد؟ دبالةَ عينيّ؟ أغصانيَ التي يبستْ؟ زرعي الذي حصدتهُ منذ سنين؟ ماذا يريد؟ يا أبا العلاء وقد زارني الديك صعدتْ نجمةٌ كالنعامة عيناك برقٌ وهذي الثياب الجميلةُ سودٌ وحمرٌ كأنّك هُرْمُزُ أيّ المواقد شُبّتْ وأيّ المُدى قُرّبتْ أيّها الديكُ يا ملكَ المحصنات ويا أوس يا ابنَ رُباحٍ ويا صيحتي حين ينبعث الميْتُ في صيحتي هديّة الى الحطيئة استحلفكَ بالله يا أبا العلاء أن تقول لرضوان أن يفتح الباب ليحمل عنّي هذي العصا - وإنْ شاء - هذا الكلب الى صاحبي الحطيئة فقد وردتني اخبارٌ عن وحشته في الجنّة ما رواه المعرّي عن ابن القارح من باب المسجد أبصرتُ الزقّ يمرّ - قال ابن القارح - فوَجَأْتُهُ.. لكن لم يندلق الخمر قال الزقْ: "من باب المسجد أبصرتُ ابن القارح فأشرتُ له أنْ يتبعني" قال ابن القارح: "ما أجهلني لو صحّ الأمر" صليبيّون بعد اربعين عاماً من رحيل أبي العلاء دخل الصيلبيون المعرّة واستباحوها "لم تنلْ راحةً بجوارٍ فهل نلتَها ميّتاً يا أبي؟" حين مرّوا وضاقت بأعلامهم جنباتُ الفضاء ترى اهتزّ قبرُكَ وارتجفتْ في التراب عظامُكَ؟ أمْ انتَ اصغيتَ قلتَ: "القيامةُ حانتْ" وقد شقّت الصرخاتُ السماء وشُبّتْ نُذُرُ النار في الطرقات وسيق اليها الحجارةُ والناس يا أبت! هلْ رأيتَ القيامةَ آتيةً - في الحياة - فآليتَ ألاّ تجور على أحدٍ؟ مجمع الطير جاءت الخلائق: الحمامة بلا طوق الجمل دون ما سنام الأسد بجناحين الغراب بشعرٍ أشيب الذئب بفروة حمَل الضبع برأس امرأةٍ الفهد بوجه أنسي الشجرة بصحبة أفعى الجبل بسنامين جاءت الخلائق واشتاقت الأرض للسماء