اختفى القلب ساكناً في الظلام، صلباً كحجر الفلاسفة. **** إنه الربيع: أشجار تطير باتجاه أطيارها. **** وعاء السقاية الذي مضى إلى البئر مرة لا يزال يمرّ بها عادة، غير أن البئر جفّت مياهها. **** حديثنا عن العدالة حديث أجوف إلى أن تتحطم أكبر بارجة حربية على جبهة إنسان غريق. **** فصول أربعة، لكن ما من فصل خامس يتيح لنا منظوراً لاختيار. **** عاتياً كان حبه لها حتى أن بمقدور هذا الحب أن يفتح غطاء تابوته لو لم تكن الوردة التي وضعتها هناك ثقيلة جداً. **** الحب أصابه اليأس منهم فكان طويلاً عناقهم. **** ادفنِ الوردة وضع إنساناً على قبرها. **** قفزت الساعة من ساعتها ثم وقفت إزاءها آمرة إياها أن تعمل كما ينبغي. **** عندما أُنزل الرجل المشنوق من المشنقة كانت عيناه ما زالتا مفتوحتين فأسرع الجلادون لاغلاقهما. المتفرجون لحظوا ذلك فأطرقوا من العار، غير أن المشنقة ظنّت نفسها شجرة، في تلك الآونة ذاتها. ولأن أحداً لم يرفع نظره ثانيةً لم نكن واثقين أنها لم تكن كذلك. **** وضع في الميزان: فضائله ورذائله، براءته وإثمه، خيره وشرّه، وهو يسعى إلى اليقين قبل أن يقاضي نفسه. غير ان كفّتي الميزان اعتدلتا وقد ثقلتا بما تراكم فوقهما. ولأنه كان راغباً في معرفة الحقيقة بأي ثمن أغلق عينيه ودار حول الميزان باتجاه عقرب الساعة تارة، وتارة أخرى بالعكس حتى لم يعد يعرف أي الكفتين يختار، ثم وقع اختياره على واحدة منهما. حينما فتح عينيه واثقاً، كانت الكفة قد هبطت، ولكن ما من سبيل إلى معرفتها: أهي كفة الاثم أم كفة البراءة، فاحتد معرضاً عن رؤية ما يبرئه، مقتصاً من نفسه من دون أن يكون، مع ذلك، قادراً على ان يتخلص من الاحساس بأنه ربما لم يكن منصفاً. **** لا تخدع نفسك: هذا المصباح الأخير لا يهب ضوءاً أكثر. الظلمة لا تستغرقها إلا ذاتها. **** كلّ الأشياء تجري ومن ضمنها هذه الفكرة. ألا يدعو هذا كل شيء إلى التوقف؟ **** أدارت ظهرها إلى المرآة كارهة زهو المرآة. **** كان يعلّم قانون الجاذبية، عارضاً البرهان تلو البرهان، غير أنّ الناس أعاروه آذاناً صماء، ثم طار في الهواء، عائماً هناك، وقد أعاد الدرس ثانية. الآن يصدقه الناس. لكن لم تصب الدهشة أحداً حين لم يعد ثانية إلى الأرض. **** ترجمة: عبدالكريم كاص