مفتتح دائماً أقف في الطابور ولا يصلني الدور حتى أنني شكوتُ أحلامي إلى عقلي الباطن الذي ظهر لي أنه يعمل في الخفاء ضدّي حلم 1 حلمتُ أنني عدتُ إلى دمشق وأنني أسير في أحيائها التي سكنتُها من قبل وأن من صادفتهم يبتسمون لي ابتسامة ماكرةً وأنني حين رأيت صاحبي سرنا إلى مبنى قديمٍ.. حرتُ في سلّمه المقطوع قلتُ: كيف لي أن أصعد السلّم، نصفهُ معلّق تحجبه الحبال والغسيل؟ قال صاحبي الذي استوى في الطابق الأعلى: - تعال من هنا. ثم أشار صوب مكتبٍ مجاورٍ مكتبَه المفتوح حينما أطللتُ فيه غار صاحبي واقتربتْ وجوهُ من أمقتهم منّي فاستيقظتْ! حلم 2 حلمتُ أنني في أرضٍ غريبةٍ بلا زوجةٍ ولا أطفال ولا ما يكسوني أو يطعمني وأنني اتخذتُ شفيعاً من لا يعرفني وأن أحداً ممن يُشفع لي عند مسامعهم كان بوجه شمعيّ يحدجني مبتسماً فاستيقظتُ مذعوراً وأنا لا أصدّق أنه حلم حلم 3 حلمت أنني أقرأ شعري في قاعة خالية وأن صوتي أنبحّ حتى التمع الغبار وأن ليلاً حلّ حتى عشيتْ عيناي وأنني أركض من ممرّ إلى ممرّ تنبحني الجدران حلم 4 حين دخلتُ المدينة كانت الشوارع بيضاء ولا أثرَ لبيوتٍ هناك شوارع تمتدّ كأنها قطاراتٌ تسرع أو سلالمُ تمضي خاليةً إلا من ظلّي وقد استحال أسود من الخوف متشبثاً بقدميّ الواقفتين وسط شارع يمرّ حلم 5 ساحرةٌ وساحلٌ تعبرهُ الشمس إلى مملكة الجنّ اختبأتُ خلف ساترٍ - من ورق الأشجار - قلت: هل أنا الطائر في الأسر؟ وهذا الجسد العملاق من ألقاه تحت قدميّ ميتاً؟ قالت: دعِ الميّتَ للنمل وغابتْ كنتُ كالسائر في البحر إلى مملكة الجنّ وكان الصوت يأتيني من الساحل كان الصوت يأتيني من البحر وكان البحر يأتيني كأني ميّت في الحلم حلم 6 جلستُ إلى بركةٍ أصطاد فاهتزّ الخيط وانسحبتْ معه البركةُ عاريةً بين يديّ صحتُ بطفلي: "انظرْ! امرأةٌ من ماء.. امرأةٌ من ماء!" لقطة في حلم هذا الجبّ المحفور في الهواء من ألقاني فيه؟ بحر الحلم الطويل ولمّا انتهينا عند بغداد أظلمتْ سماء وسارتْ بي خطايَ إلى قبري وأخفيتُ آثاري فلا أنا ميّتٌ ولا أنا حيٌّ يعتلي هامتي طيري هوامش قال أبي في الحلم: "خذ قبضةً من ترابٍ واتبعني"! فتبعتهُ حتى وصلنا إلى ماء لا أرض بعده ولا سماء *** قلتُ لأبي وقد جاءني زاحفاً من قبره: "آه... يا طفلي العزيز!" *** إلى ساحل لا بحرَ له حملتني شجرةٌ فالتصقتُ بغصنٍ وما زلتُ أتشبّثُ بالغصن كالطفل *** مرّةً عدتُ من تشييع صديقٍ فحملتُ بجمعٍ ينحني على القبر ويقهقه فنهضت وقد تملّكني الخوف *** أنّبني وقال: "أحلامك أضغاث وأضغاثي أحلام" *** وقال: "رميتُ اليقظة بسهم الحلم فانفجر ينبوع لم يَرْوني بعد" سؤال "إذا تحققت الرغبة في اليقظة فهل يتبقّى للإنسان ما يرغبه في الحلم؟" مجمع الأحلام أحلامٌ تطفو أحلامٌ من زبدٍ أحلامٌ تتقاذفني كالموج أحلامٌ ترتجّ فأنهض أغلقها لأنام أحلامٌ تنثرني أشلاء أجمعها في اليقظة لأعود خفيف الخطو إلى الأحلام أحلامٌ تخذلني في الأحلام أحلامٌ سوداء بقرني وعل أحلامٌ بيضاء بذيلٍ مقطوع أحلامٌ كالبيضة للتفقيس أحلامٌ أقدم من طسم وجديس أحلامٌ أحلامٌ أما أحلامي الأخرى فلها - كم يخجلني الشعر - حديثٌ آخر!