كان ظهور الدولة المدنية في أوروبا تعالياً على التمذهب الديني وليس على الدين نفسه. أي انه خروج الى دائرة أوسع من الفهم الديني، فالصراعات التاريخية الدينية بين البروتستانت والكاثوليك كانت تمثل صراعاً بين التمذهب داخل الدين الواحد، والانتصار الحقيقي (...)
ثمة فرق بين توافق الدين مع السياسة وبين أن يكون الدين حلا سياسياً. توافق الدين مع السياسة له بعد ثقافي ومجال أرحب ويتطلب عقلاً منفتحاً يعي الأبعاد السياسية والواقع المعاش بمعنى أنه يتطلب ثقافة ولا يتطلب حدية العقيدة كما يفهمها البعض. أما أن يكون (...)
ما هي الخاصية المشتركة التي تجمع التجارب الديموقراطية في كل من ايران ولبنان والكويت؟ في اعتقادي ان كلاً منها تجربة ناقصة، وإذا ما استثنينا لبنان لأن قيامه كدولة كان مشروعاً سياسياً، فإن التجربتين الأخريين في ايران والكويت تبدوان وكأنهما تتخاصمان مع (...)
تحديد العلاقة بين العقيدة والثقافة أمر مهم وضروري لنجاح اي تجمع لمواجهة مشاكل العالم الاثنية منها أو الطائفية أو الدينية بشكل عام. فالأديان هي أحدى مكونات الثقافة اضافة الى ابعاد أخرى، والثقافة في أحد تعريفاتها هي الجانب غير المادي للحضارة، والعنف (...)
مفهوم الفتنة سياسياً هو نتاج العقلية العربية الاسلامية بامتياز. وهو مفهوم يدل على قصور سياسي تاريخي عن بلوغ مرحلة الرشد والنضج التي مرت بها مجتمعات اخرى في عالم اليوم. لماذا نحن فقط دائماً في خوف من اشتعال الفتنة؟
لماذا مجتمعاتنا العربية والاسلامية (...)
اصطفافنا وراء مصطلح الديموقراطية حولها الى أيقونة أو صنم يعبد وهو ما كنت أخشاه، كان من الأفضل لو يتم علاج مشاكل مجتمعاتنا على أشكالها في ندواتنا ومحاضراتنا بعيداً عن مصطلح الديموقراطية وليس عن الفكرة، فاختزال الفكر في المصطلح يحول دون عملية التجاوز (...)
كيمياء التطرف تتمثل في تماهي العقيدة مع الذات بحيث تصبح هي الذات ويصبح بالتالي التعاطي أي نقد أو مخالفة لهذه العقيدة يتم على أساس انه موجه الى الذات. فالمتطرف لا يرى تلك المسافة الضرورية التي تفصل بين الذات الانسانية المتمثلة في خلق الله أجمعين وبين (...)
تعقيباً على مقال الدكتور محمد جابر الأنصاري في صفحة الرأي في "الحياة" بتاريخ 13 و14/7/2002، الذي أشار فيه إلى بحث الدكتور علي خليفة الكواري من قطر، "حول رؤيته المستقبلية لتعزيز المساعي الديموقراطية في أقطار دول مجلس التعاون الخليجي" الذي قدمه في (...)
منطق فهم الاسلام فهماً حقيقياً هو التمييز بين الاسلام القرآني والاسلام التاريخي، الاسلام في حقيقته الأزلية السرمدية التي لا تتغير هو القرآن. وكل ما عدا ذلك باستثناء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، تفسيرات واجتهادات انسانية مبنية على فهم انساني (...)
لا شك ان هناك إجماعاً انسانياً على ادانة الأحداث المؤسفة التي شهدتها كل من واشنطن ونيويورك أخيراً. هذا البعد الانساني لمثل هذه الادانة يتعدى الأعراق والديانات والثقافات ويتعدى كذلك امكان اعتباره رداً لظلم الانسان لأخيه الانسان مهما كان ذلك الظلم (...)
الخيار الوحيد والآمن أمام دولنا الخليجية في عصر اصطدام دور الدولة بنمو مؤسسات المجتمع المدني على مستوى العالم ووقوفها - اي هذه المؤسسات امام تأثيرات دور الدولة السلبي سواء على المستويات البيئية او الاقتصادية او حتى الانسانية هو ان تترك لقوى (...)
لم يحتل مصطلحٌ مساحة نقاش وجدل في الادبيات العربية المعاصرة كما فعل مصطلح الحداثة. ولعله من الصعب، ومن دون نظرة فاحصة، تحديد ما اذا كنا فعلاً دخلنا هذه المرحلة او لامسنا اطرافها على الاقل. وقد يتساءل البعض: وكيف لا ونحن نساير عصر الاتصالات (...)
تأتي أهمية كتاب "الحركات الاسلامية والديموقراطية" - دار قرطاس، الكويت سنة 2000 من ثلاثة أبعاد: أولها ما يتعلق بالموضوع نفسه. فهو يتطرق الى بعد من أبعاد ثوابت الأمة المتمثل في الاسلام وموقفه من الديموقراطية من خلال رصد مواقف الحركات الاسلامية وفهمها (...)
لا نختلف مع استاذنا الدكتور محمد جابر الأنصاري انظر "الحياة" الخميس 7 /9 /2000 في التقرير بأن الاسلام دين ودولة ولكن تبقى هناك مساحة من التشاؤم في إمكان تحقيق مثل هذا الانجاز يسمح بها كل من يستقرئ تاريخنا العربي والاسلامي وذلك منبعه أيضاً كما يقرر (...)
أدى عدم فهمنا، كأمة عربية، لطبيعة الصراع بيننا وبين اسرائيل الى هزائمنا المتكررة امامها. حيث تصورنا اننا سوف ننتصر عليها بمجرد ان نمتلك جيوشاً تفوق في اعدادها وعدتها ما تملكه، وكان من جراء ذلك ان تركنا جانباً المشاريع التنموية الضرورية تحت شعار لا (...)
مقالة الكاتب عبدالله القفاري "الحياة" صفحة أفكار في 3/7/1999 حول تسمية جائزة "مركز دراسات الوحدة العربية" باسم جمال عبدالناصر تطرح معضلات ونواقص لا يزال يعاني منها العقل العربي المعاصر، فلا أدري إذا كان الكاتب عايش فعلاً الفترة التي تحدث عنها أو أنه (...)
المشاكل والأزمات المعاصرة السياسية منها او الاقتصادية التي تواجهنا كأمة، تطفو على السطح تارة من الزمن قد تزيد وقد تقصر، لكن ما ان تنفرج بشكل او بآخر حتى يعود الكلام والخصام أحياناً أخرى حول قضايا الأمة التاريخية المزمنة والتي قد تمثلها الى حد بعيد (...)