بعض الأزواج دقيق الملاحظة في حياته الزوجية، فهو كثير النقد لزوجته، كثير اللوم، يكثر من النصح والتوجيه، ويقف عند أدق التفاصيل. والمشكلة أن الزوجة إذا سولت لها نفسها أن تبرر موقفها، فستواجه بطوفان من الأدلة والبراهين والمواقف من التاريخ القديم والجديد (...)
من السهل على الفرد إلقاء المسؤولية على غيره، وتوزيع التهم، وهذه ليست وسيلة في التخلي عن التبعة (المسؤولية) فحسب، بل هي أيضا خلطة سرية عند البعض للظهور وإبراز الذات، لكن من منا بدأ بنفسه، ودعا إلى هذا الإصلاح بفعله قبل قوله؟!
نظافة الأماكن العامة (...)
من الطبيعي أن تكون الطبقة الغنية هي الأقل نسبة في أي دولة، وإنما يتأتى الفرق في الطبقة الوسطى والفقيرة، حيث تمثل الطبقة الوسطى الأكثرية في الدول التي ينمو اقتصادها بشكل طبيعي، فهي المحرك الرئيس للنمو الاقتصادي، ولذا تصل نسبتها في الدول الصناعية (...)
يحكى أن نمرا كان يطلب قردا كل صباح، ويقول له: أين الكوفية؟، (وفي رواية أبي الثعالب: الطاقية)، فيقول له القرد رافعا كتفيه تأكيدا للنفي: لم أر كوفية!، ولم آخذها!، مع نبرات تحمل معنى التعجب، فلا توجد كوفية في الغابة، ولا يوجد من يلبسها مِن الحيوانات، (...)
هل الفتوى الشرعية تابعة للأمر الواقع أم العكس، إذ نجد في بعض المسائل المعاصرة من يفتي بتحريم أمرٍ ما، حتى إذا فرض نفسه بحكم الأمر الواقع أصبح يجيزه، إذا لم يحكم باستحبابه أو وجوبه. ومن ذلك ما قيل عن حقبة سابقة أن العلماء حرموا فتح مدارس للبنات، ثم (...)
أرى أننا متورطون، بشكل أو بآخر، في نشر الأعمال المغرضة، ومتصدرون للدعاية المجانية لهذه الأعمال، سواء أكانت مقالا أو كتابا أو خطابا أو فيلما أو غير ذلك.
فإن غالب هذه الأعمال لم يسمع بها أحد في أول أمرها إلا ما ندر، ومن سمع بها فإنه لم يشاهدها ولم (...)
تنقل لنا الأخبار ذهاب بعض الشباب من بعض الدول العربية والإسلامية لمناصرة الثوار في سوريا ميدانيا، وهذا الشعور الطيب نحو إخوانهم في سوريا يشكرون عليه، لكن يظهر لي أن في ذهابهم مفاسد عدة تفوق المصلحة المبتغاة، وخاصة أننا مررنا قديما بتجارب لم تكن (...)
من المسائل المثيرة للجدل في السنوات الأخيرة، مسألة الاختلاط بين الجنسين، فلا يكاد يخبو النزاع فيها إلا ويشتعل من جديد، وقد صدرت في ذلك العديد من الدراسات والبيانات والردود، بعضهم يجيز فيها الاختلاط وبعضهم يحرمه، وكل منهم يحشد الأدلة التي تنصر رأيه، (...)
هناك من يظن أن النجاح الذي يشار إليه بالبنان، ويدون في ذاكرة المجتمعات، هو ذاك النجاح الذي يعتمد على المواهب الذاتية والذكاء الواضح، ومن لا يملك تلك المواهب ولا ذاك الذكاء فليبحث له عن هدف يناسب قدراته.
هذه القاعدة وإن كانت بديهية عند البعض، إلا (...)
يقول ابن خلدون: «اتباع التقاليد لا يعني أن الأموات أحياء، بل إن الأحياء أموات». وهذا صحيح، فإن الأموات لا يمكن أن يُبدعوا أو يتفوقوا.
وكذا من يتبع التقاليد من غير هدى لا تنتظر منه عطاء أو تميزا، وحسبك بأناس يسيرون وفق دستور كتبه لهم الأموات، ويكبلون (...)
التغافل: هو تكلف الغفلة، مع العلم والإدراك لما يُتغافل عنه، تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور، ويقال له (التطنيش).
وهذا المبدأ هو أصل حسن الخلق ومنبعه، يقول الإمام أحمد: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل».
وهو طريقك وطريقك. إلى القلوب، ولا يظهر لي أن أي (...)
كثيرا ما نستعمل هاتين اللفظتين في تصنيف الناس، وضابطنا في هذا التصنيف هو اللحية والثوب القصير، فمن كان متصفا بهما قلنا: إنه ملتزم، ولو سمعنا عنه أنه قاطع لرحمه، أو يسيء عشرة زوجته، أو سيئ الخلق مع الناس، أو لا يتحرى فيقع في أكل أموال الناس بالباطل، (...)