التغافل: هو تكلف الغفلة، مع العلم والإدراك لما يُتغافل عنه، تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور، ويقال له (التطنيش). وهذا المبدأ هو أصل حسن الخلق ومنبعه، يقول الإمام أحمد: «تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل». وهو طريقك وطريقك. إلى القلوب، ولا يظهر لي أن أي محبوب استطاع أن يصل إلى قلوب محبيه من غير ذلك. وأهم من ذلك كله أنه من أخلاق الكبار، وإذا أردت أن تعرف رجلا كبيراً في نفسه، أو قائداً مبدعاً في فرقته، فانظر إلى تغافله، ولذا قيل: ما استقصى كريمٌ قط. ثم إنَّ من أهم فوائده هو أن فيه سعادة النفس وراحة بالها، فقلما يشيب متغافل، تراه دون الأربعين، وهو قد تجاوز الستين. ولذا فعلينا أن نبتعد عن التدقيق في الأمور، ولا نجلس لأقاربنا وأصدقائنا. ومن باب أولى أزواجنا وزوجاتنا. على كل صغيرة وكبيرة، ولكن تعام وتغافل ومشي وطنش، ثم أخبرني بالنتيجة!