بعض الأزواج دقيق الملاحظة في حياته الزوجية، فهو كثير النقد لزوجته، كثير اللوم، يكثر من النصح والتوجيه، ويقف عند أدق التفاصيل. والمشكلة أن الزوجة إذا سولت لها نفسها أن تبرر موقفها، فستواجه بطوفان من الأدلة والبراهين والمواقف من التاريخ القديم والجديد لها، وكأن الزوج قد ضغط على أيقونة في حاسبه العقلي، فظهر له كشف الحساب كله من تاريخ الخطبة إلى يومه هذا. وتزداد هذه (النكبة) على الزوجة إذا كان زوجها من النوع (البيتوتي)، الذي لا يغادر بيته إلا نادرا، إلى العمل ونحوه. فإذا بالزوجة ترى نفسها في حياتها تلك، وكأنها في قبة محكمة، أو في قاعة للتحقيق والإدانة. وهذه الحياة أعني الحياة الزوجية لا يمكن أن تستمر تحت وطأة هذا المنهج، فإن من أعظم حكم الزواج أن فيه راحة وسكنا وشعورا بالأمان، والمرأة تحديدا عندما تتزوج فإنها تبحث عن العاطفة الدافئة الصادقة، تبحث عمن يعجب بها ويقدرها ويثمن أعمالها، وكل هذه المعاني يدمرها التدقيق وكثرة اللوم، وإذا فقدتها المرأة فقدت كل شيء، ويبقى بعد ذلك أمثال المنزل والنفقة وغيرها.. من الأمور التي لا معنى لها. فعليك أن تراقب نفسك أيها الزوج في كل ذلك، وتتغافل وتتغاضى عن كثير من الأمور، وتتجاهل عن قصد وإدراك، فإن ذلك من أعلام الرجولة وأخلاق الكبار، ولذا قيل: «ما استقصى كريم قط». فلا تذكر زوجتك بأخطاء بدرت منها، ولا تلمزها بتلك الزلات والمعايب، ولا تجلس لها على كل صغيرة وكبيرة، ولا تقتنص لها كل زلة وخطيئة، سواء كان ذلك في شؤون البيت والأولاد، أو في الطبخ وإعداد الطعام، أو في التنظيف وترتيب المكان، فهي قد وهبت لك أشرف من ذلك وأعظم. ألقت إليك بنفسها ونفيسها وأتتك شيقة حواها شيق خلعت عليك حياءها وحياتها أأعز من هذين شيء ينفق