من يعرف شكيب الجابري جيداً لا بد من ان يلاحظ ان سيرته الذاتية الملحمية لا تقل خطورة في معنى الممارسة الوجودية لحياة الكائن البشري عن رواياته الأربع، فهو مثلاً دكتور في العلوم ومهندس في الكيمياء والتنقيب عن المعادن، تخرج في جامعات جنيف وبرلين، وكانت (...)
من يعرف شكيب الجابري جيداً لا بد من ان يلاحظ ان سيرته الذاتية الملحمية لا تقل خطورة في معنى الممارسة الوجودية لحياة الكائن البشري عن رواياته الأربع، فهو مثلاً دكتور في العلوم ومهندس في الكيمياء والتنقيب عن المعادن، تخرج في جامعات جنيف وبرلين، وكانت (...)
قبل أسابيع، وكنت في مقبرة على سفح قاسيون أزور قبر أمي، تشاء المصادفة أن أمرّ بقبر انكسرت شاهدته وسقطت جانباً وقد علاها الوحل اليابس والأشواك غير أنني استطعت أن أقرأ عليها هذا الاسم عزمي موره لي.
هذا هو إذاً كل ما تبقى من عزمي! قبر محطم! فوجئت بل (...)
قبل أسابيع، وكنت في مقبرة على سفح قاسيون أزور قبر أمي، تشاء المصادفة أن أمرّ بقبر انكسرت شاهدته وسقطت جانباً وقد علاها الوحل اليابس والأشواك غير أنني استطعت أن أقرأ عليها هذا الاسم عزمي موره لي.
هذا هو إذاً كل ما تبقى من عزمي! قبر محطم! فوجئت بل (...)
ذكرني الشاعر الفرنسي الشيوعي فرنسيس كومب حين قرأتُ مجموعته الجديدة"قضية مشاعة"بأحوال جيلنا الشعري العربي الماركسي في الخمسينات مع فارق ان الشاعر الفرنسي وهو لا يزال ملتزماً يخطو نحو ان يلعب دور الشاهد الموضوعي وليس الداعية على دراما بشرية كبرى (...)
تشاء المصادفة وحدها أن أقع بين مقتنياتي على عدد قديم من مجلة الآداب يعود تاريخه الى نيسان أبريل عام 1962 لأقرأ فيه مقالة مطوّلة لنازك الملائكة عنوانها"قصيدة النثر"قرأتها بإمعان، وقد شعرت بابتسامة أسى وكآبة تشيع في كياني وأنا أتابع ما كتبته تلك (...)
إذاً مات الشعر، ومات الجمال، وماتت فلسطين، وماتت اللغة العربية والعروبة! وإن لا... فماذا تبقى الآن؟ هل تبقى سوى النزاعات الموجعة الدامية بين الإخوة الأعداء؟! وهل يُسمع سوى الصراخ والعويل والنزيف بينهم؟! هل بقي سوى الشعر والأمل الذي يوقظه الكلام (...)
ما كدت أوغل في قراءة رواية عادل محمود "الى الأبد و... يوم" دار الصدى ، دبي حتى أخذتني فكرة مُحيّرة بعض الشيء:"هل هذه سيرة ذاتية للكاتب الذي أعرفه شخصياً أم هي رواية فعلاً؟". وصفحة بعد أخرى غاب هذا السؤال عن ذهني، فقد أخذني السرد الروائي المتدفق الى (...)
صحيح أن الاحتفالية التي شهدتها القاهرة كانت تهدف الى احياء ذكرى شاعرين كبيرين من خلال التركيز على الجوانب الايجابية في شعرهما وأن معظم المشاركين تقيّدوا بهذا الهدف. وصحيح أيضاً أن تياراً من ممثلي الشارع الثقافي المصري ونعني أنصار ما (...)
صحيح أن الاحتفالية التي شهدتها القاهرة كانت تهدف الى احياء ذكرى شاعرين كبيرين من خلال التركيز على الجوانب الايجابية في شعرهما وأن معظم المشاركين تقيّدوا بهذا الهدف. وصحيح أيضاً أن تياراً من ممثلي الشارع الثقافي المصري ونعني أنصار ما (...)
جورة حوّا" هو اسم حي شعبي قديم معروف في مدينة حماة تهدّم في الأحداث الأليمة التي مرّت على المدينة في الثمانينات... وأعيد بناء أو ترميم بعض أقسامه... ان اختيار هذا الاسم بالذات عنواناً لرواية منهل السرّاج الجديدة بعد روايتها الأولى التي قيل إنها نشرت (...)
ما قالته باريس لي في زيارتي الأخيرة لها - قبل اسابيع - قالته لي من قبل، غير انها في هذه المرة كانت أكثر سطوعاً وبساطة حتى ليدهشني كيف أنني لم أقف امام هذه الظاهرة بما تستحقه من اهتمام واعتبار واكتناه لأبعادها العميقة كما بدت لي في هذه المرة.
كنت (...)
لا أنكر أنني فوجئت في أمسية الافتتاح للمهرجان العالمي التاسع للشعراء في الضاحية الباريسية فال دو مارن من 23/5 الى 3/6/2007، وكنت مدعواً اليه وواحداً من الشعراء الأربعة المختارين لاحياء هذه الأمسية وهم: كارليتو آزيفادو من البرازيل، وجون كيلي من (...)
إذا كان من سر لأسطورة المتنبي فهو لا يعود الى عنصر التفوق الفني. فأبو تمام مثلاً كان الأفضل في نصاعة التعبير الشعري ودقة أدائه والقدرة على إغنائه بروح التجديد والاغتراب، والبحتري كان الأحسن في السبك الغنائي الجامع بين الرقة والسهولة والجزالة، حتى (...)
لم تظفر قصيدة النثر في سورية بمثل ما ظفرت به في العراق ولبنان من حماسة وانشغال مبكّر على رغم دور الماغوط كرائد جذّاب وأدونيس كمؤسس ومبدع، وعلى رغم "أغاني القبة" للأسدي الحلبي السباق زمنياً الى هذا النوع الجريء من الشعرية فكل هؤلاء كانوا مغامرين في (...)
أنتم لا تعرفونني، فأنا من عالم غير عالمكم، كاتب نيّف على السبعين، محسوب على اليسار الماركسي أمارس الكتابة في الأدب والنقد والسياسة والاجتماع وأتعيّش من كتاباتي، وهو أمر مرهق لي جداً، ومُعطل أحياناً عن الإبداع الكبير، ولكن الله غالب كما يقول (...)
إذا كان لكلّ قضيةٍ كبرى أب روحي، فما من شك أن هذا الأب لمشروع الاتحاد الأوروبي العظيم الذي جمع أعداء الأمس في أسرة واحدة اليوم هو الكاتب الفرنسي الكبير "رومان رولان Romain Rolland" الذي كان بلا منازع أجدر الكتّاب والمفكرين الأوروبيين بلقب الأب (...)
كانت زيارة ادونيس الأخيرة دمشق مفاجأة لكثيرين، ذلك لأنها لم تكن مصحوبة بالدعاية المحلّية الكافية، خصوصاً انها حصلت بدعوة من المفوضية الأوروبية في سورية. وهي مبادرة لا سابقة لها! وهذا ما دفع المهتمين الى السؤال: ما غرضُ المفوضية الأوروبية من هذه (...)
كي تغدو شريراً، يجب ان تكون ذكياً بعض الشيء، ذلك ان الذكاء يتناقض كما يبدو مع الخير. وحين يحدث العكس فهذا معناه ان قوانين الوجود يخترقها نوع من الاستثناء. ربما لهذا السبب تتوازن الدوافع والنتائج كي لا يحكم الوجود على نفسه بالموت. غير ان كلمة الموت (...)
أذكر جيداً عيد الجلاء الأول عام 1946 فلقد كنتُ آنذاك فتياً مراهقاً، ثم أذكر السنوات التالية حتى ختام الخمسينات كأزهى ما تمثل هذه الذكريات في خطها البيانيّ الصاعد للفرح والاعتزاز والأمل، ثم كيف شرع هذا الخط ينكسر عاماً بعد عام حتى استقر في قاعٍ مُحزن (...)