لا مرية أن نقص القضاة هو المعضلة الكبرى لنظامنا القضائي، إذا أنها جمّت بآثار غير محمودة على أهل الخصومات، منها كثرة تأجيل القضايا واستطالة آماد نظرها إلى سنين، وهو ما فيه ثَلم للعدالة، وكما قيل العدالة البطيئة عدالة قاصرة.. كل هذا أورث سخطاً وتذمراً (...)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه غافر الذنب وقابل التوب ذي الطول لا إله إلا هو وإليه المصير وبعد.. فها هي الأخبار تترى حول مشروع لائحة فحواها عجب من عجب، هذه اللائحة.. تلزم أصحاب المحلات التجارية بفتح محلاتهم من الساعة السادسة (...)
إن هذه الأمثال التي نضربها هنا امتحاها صاحب هذه الرسالة من متون الفقه في كل المذاهب، وهناك الكثير من الأمثال التي هي شبيهة بما ذكرنا لكن المجال لا يتسع لذكرها، وما نبتغي تبيانه من سردها، هو أنها كلها تشايعنا فيما نقول به، وهو أن قفل الأسواق لساعات (...)
لقد نزع شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الرأي القائل بأن جمع الرسول عليه السلام في عرفة ومزدلفة لم يكن لخوف أو لمطر أو لسفر، فلو كان جمعه للسفر لجمع في الطريق، وجمع بمكة كما كان يقصر بها، وجمع لماّ خرج من مكة إلى منى، فقد صلى بها الظهر والعصر والمغرب (...)
أضيف وأقول: إن هناك أدلة كثاراً في القرآن والسنة على ذلك.. فنصوص كتابه جل وعلا أتت دراكاً في أمرها برفع الحرج.. إذ قال تعالى: (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم) "سورة المائدة آية 6"، وجاء في محكم كتابه أيضاً: ( وما (...)
ومن يؤوب إلى المتون يلفيها خليّة من أي نص يقول إن الفقهاء في جميع المذاهب قد ألزموا بأن تكون صلاة الجماعة في المسجد دون غيره من الأماكن.. صحيح أنها إذا كانت في المسجد هي أفضل من صلاة الجماعة في غيره.. لكن قولهم بعدم ضرورة إقامتها في المسجد هو أمر (...)
إذاً.. أجمع مفسرو نصوص السنة على منع عقوبة المسلم بسبب عدم صلاته في المسجد أو مع الجماعة.. ومع هذا فإننا نرى أولئك الذين يدعون أنهم من أهل الحسبة.. يتوعدون بالويلات أهل المتاجر إذا ما ونوْا عن قفل محلاتهم.. منها تهديدهم بقفلها لأيام وتغريمهم، بل ذهب (...)
إن إقفال المحلات وإجبار الناس على الصلاة جماعة في المسجد هو أمر غير جائز شرعاً لأنه من قبيل الإكراه كما ذكرنا.. ناهيك بأن الفقهاء لم يشترطوا لصحة الصلاة أن تقام مع جماعة أو أن تكون في مسجد،( كما سنرى في آتي السطور).. كما أنه لا يجوز اتخاذ الصلاة في (...)
أضيف إلى ما ذكرته قائلاً هذا الإجراء أضحى على كرَّ الأيام والسنين سبباً للحرج والعنت للناس وضياع ملايين الساعات دون
عمل، أي أنه تكليف للناس بما لا يطاق وهو ما تأباه الشريعة (انظر : الزحيلي - نظرية الضرورة - ص482) ، كما أن أثره على الاقتصاد بائر، (...)
إن قفل المحلات وشلّ سير الحياة في أوقات الصلاة فيه تحريم لما أحل الله ولهذا لم تطبقه دول الإسلام في دنيانا هذه.. لا في غابر الزمان ولا في حاضره، كما لم يرد ما يشي بأن الإقفال هذا قد ألزم به في عهد الرسول والصحابة والخلفاء الراشدين، ولم نسمع بأنه قد (...)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير وبعد.. فإن إقفال الأسواق وقت الصلاة.. هو إجراء لا مدعاة له ولا ضرورة.. كما أنه لم يطبق في أي وطن من أوطان الإسلام منذ أن نزل الوحي (...)
ها نحن نرى في حاضرنا المعاش صنوفاً من الأحكام العجائبية التي ما برحت تترى من بعض القضاة.. كلها تظافرنا فيما نطالب به وهو لزوم تطوير مناهج المعهد العالي للقضاء، ولزوم تدريس التشريعات فيه ونظريات الفقه الشرعي والقانون ولزوم إنشاء معهد للتدريب كي يتم (...)
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونتوب إليه. غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب له الطوْل لا إله إلا هو إليه المصير. وبعد.. فإني أكتب هذا المقال حول ما لاحظته عن عادة درج عليها قضاتنا. هي العجب. ولا غرو. فهي عادة يأباها لا شك القضاء في شرع الإسلام، بل (...)
لقد أدخلت موافقة خادم الحرمين الشريفين - حرسه الله - على تطوير مناهج معهد القضاء الفرح في وجدان كل مهتم بتطبيق العدالة التي هي جوهر شريعة الإسلام، إذ ان لبوث مناهج المعهد العالي دون تغيير منذ تأسيسه لخمسين عاماً خلت.. هو الذي أورث الحال التي عليها (...)
لقد وقف شعر رأسي هولاً عندما سمعت عن الحكم الذي أصدره قاض بمحكمة جدة، قضى فيه بجلد تلك التي قادت سيارة في إحدى شوارعها عشر جلدات..
أقول قولي هذا. لأن حكم القاضي أتى عقب صدور أمر خادم الحرمين أيده الله بمشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس (...)