أعلن تنظيم داعش الإرهابي تبنيه حادثة الحائر التي قتل فيها الإرهابي عبدالله فهد الرشيد "أبوعمر النجدي" مفجرا نفسه أمس الأول، مشيرا إلى أن العملية الازدواجية تمت بسلاح من نوع رشاش وبحزام ناسف، في حين أوجزت مصادر مطلعة أن خاله الشهيد العقيد راشد الصفيان كان ينوي قضاء العيد في بلدة الحوطة بين أهله وأقاربه. وأوضحت المصادر أن الشهيد العقيد راشد الصفيان كان يعمل في العلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية وهو من خريجي الدورة 48، وكان محل تقدير من قبل زملائه، فيما كان الإرهابي الرشيد يحاول إخفاء انتمائه للتنظيم، وذلك استنادا على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. وأضافت المصادر أن عبدالله كان داعشيا وكان يحاول أن يخفي نفسه عبر تضليل المتابعين بتغريدات ومتابعات لحسابات لا علاقة لها بالتنظيم، الأمر الذي يحللون استخدامه لتضليل من يكفرونه. من جهته قال الباحث بشؤون الجماعات والتنظيمات الإرهابية أحمد الموكلي ل»مكة» إن توقيت التفجير قد يكون له مدلولان، فالأول تكتيكي مرتبط بليلة العيد وما يصاحبها من انشغال الجميع، وبالتالي ستصبح الإجراءات الأمنية أقل صرامة عن الأيام المعتادة، خصوصا وقت الإفطار. أما الجانب الآخر فهو تاريخي ومعنوي ومرتبط بالمناسبات التي حدثت فيها معارك للمسلمين، فمعركة بدر وفتح مكة وحطين وعين جَالُوت وغيرها التي سجلها التاريخ في رمضان. وأضاف، سبق أن نفذت هذه الجماعات بعض العمليات في رمضان مثل التفجير الذي استهدف مجمع المحيا بالسعودية في 17 رمضان خلال عام 2003، الذي يوافق ذكرى غزوة بدر الكُبرى، لذلك كان اختيار تنظيم داعش لموعد العملية بهدف معايدة المنتمين والمتعاطفين معه بهذه العملية. وحول استهداف ذوي رجال الأمن من قبل التنظيمات ذكر الموكلي أن استهداف الأقارب من رجال الأمن غير مستغرب، إذ يعدّون من الأهداف السهلة والمؤثرة. وأضاف «سبق للقيادات الأمنية أن كشفت مثل هذا النوع من الأهداف وهو ما أشار له العميد مهندس بسام عطية في مايو الماضي، حيث ذكر أن الجماعات الإرهابية حددت منازل خمسة من الضباط وتم كشف هذه المخططات». وقال «من أجاز وحرض على قتل آبائهم لن يتردد في التحريض على قتل أقاربهم من رجال الأمن، ولذلك تسعى هذه الجماعات إلى استقطاب من في المسار الأفقي أي الارتباط بداعش فكريا وتحفيزهم للقيام بمثل هذا النوع من العمليات وباتت تعرف بالذئاب المنفردة». وحول استراتيجية الذئاب المنفردة أوضح الموكلي أن التنظيمات الإرهابية بدأت في الاعتماد عليها بكثرة، وهي تقوم على ركيزتين أساسيتين، فالأولى سرعة التنفيذ فبمجرد استقطاب العضو يتم تكليفه بعملية، خصوصا عندما تقنعه بأن إيمانه اكتمل فتزج به سريعا في عمليات انتحارية. ويضيف أما الركيزة الثانية فهي سهولة الأهداف فهذه الجماعات لا تطلب منهم القيام بعمليات صعبة ومعقدة، بل سهلة جدا كتفجير المساجد، وتفجير نقاط التفتيش أو استهداف رجال أمن أبرياء بهدف الحضور الإعلامي فقط وإثارة الرعب والخوف في المجتمعات الآمنة. الذئاب المنفردة ----------------- تعتمد استراتيجية من ركيزتين: [IMG] [/IMG] - سرعة التكليف بالتنفيذ فور الاستقطاب - تحديد أهداف سهلة بهدف إثارة الرعب