واصلت وسائل الإعلام الغربية متابعتها لجريمة القديح في منطقة القطيف، أمس الجمعة، بكثير من التحليلات؛ حيث اعتبرت التفجير الهجوم الأقسى والأخطر على المملكة العربية السعودية، وتوقعت بعض وسائل الأعلام الأمريكية أن "داعش" تسعى لنقل الحرب إلى داخل السعودية، فيما توقعت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن أحد الذئاب المنفردة قد يكون نفذ الهجوم الإرهابي على مسجد القديح في القطيف. وتطلق وسائل الإعلام الأمريكية ووكالة الاستخبارات الأمريكية مصطلح الذئاب المنفردة على العناصر الداخلية المتعاطفة مع "داعش"، لكنها ليس لديها اتصال بالتنظيم؛ حيث تقوم بتنفيذ أعمال إرهابية منفردة دون تخطيط أو تنسيق مع التنظيم، وتعد هذه العناصر من الأخطر على الأمن القومي الأمريكي وعلى أمن الدول المشاركة في التحالف ضد "داعش".
وقد رجحت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير لها حول الانفجار الإرهابي الذي ضرب القديح في القطيف، أن منفذه قد يكون أحد الذئاب المنفردة، وربطت في تقريرها بينه وبين عملية مقتل رجال الأمن في العاصمة الرياض قبل مدة بسيطة ونفذت بأسلحة فردية وتورط في العملية يزيد محمد أبونيان ونواف العنزي، وكان "أبو نيان" قد أثار الكثير من المشاكل في الولاياتالمتحدةالأمريكية عندما كان مبتعثاً ثم عاد مرحلاً منها ومنع من السفر في السعودية.
وبحسب التقرير كان لديه الرغبة في السفر إلى سوريا والانضمام إلى داعش لكن عملية سفره تتطلب جهوداً معقدة، وهو الأمر الذي جعل تنظيم "داعش" يطلب منه تنفيذ أعمال إرهابية هناك وهو ما قام به في العاصمة الرياض، وأضافت في تقريرها، أن وسائل التواصل الاجتماعية مثل "تويتر"، كانت حاسمة في تنفيذ العملية نظرا لسهولة تواصله مع التنظيم.
وأكدت المجلة أن "أبو نيان" حصل على السلاح من شخص مجهول ولا يعرفه، وقام بتنفيذ عمليته لكنه اعتقل في نهاية المطاف، وبحسب التقرير، فإن تنظيم "داعش" طلب من السعوديين الذين يرغبون في الانضمام إليه عدم القدوم إليهم، مطالباً أتباعه وأنصاره بتنفيذ هجمات إرهابية منفردة في السعودية".
وحذرت، في تقريرها، من أن مثل هذه التهديدات التي تمثلها الذئاب المنفردة قد تكون الأخطر ويصعب التنبؤ بها قد تستمر لفترات، خصوصاً أن عملية التواصل مع التنظيم سهلة والكثير من الشباب ربما يتعاطف مع هذا التنظيم لكنهم يفتقدون الخبرة اللازمة في القتال.
وفي تقرير لوكالة رويترز، وصفت الهجوم الذي ضرب مسجد القديح بالقطيف بالأعنف منذ سنوات ويستهدف دولة خليجية، وأضافت أن تنظيم داعش يرى السعودية هدفاً رمزياً كبيراً نظراً لأن السعودية تمثل العمق الديني والاستراتيجي لأهل السنة وتعتبر الدولة الأولى المصدرة للطاقة في العالم وهو ما يعتبره التنظيم واحدا من أهم الأهداف التي رغب باستهدافها.
وكان انفجار انتحاري، قد ضرب مسجد القديح في بالقرب من القطيف خلف أكثر من 120 شهيداً وجريحاً، وتعهدت وزارة الداخلية بمحاسبة المتورطين قريباً وجلبهم للعدالة واتهمت في بيانها منفذي الهجوم بأنهم يسعون لتمزيق النسيج الاجتماعي للمجتمع السعودي.
وذكر موقع "سايت" الأمريكي الذي يتابع مواقع الجهاديين على الإنترنت ومقره الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تنظيم الدولة قال في بيان، إن أحد عناصره ويدعى "أبو عمار النجدي" نفذ الهجوم باستخدام حزام ناسف، ونسب موقع "سايت"، عن التنظيم قوله إنه لن يهدأ حتى يخرج الشيعة من جزيرة العرب.