قال السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي ان الاتهام الأميركي لطهران بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن «تطور جديد له اسباب ودلائل كثيرة، ولا يشك احد في انه اتهام غير صحيح لكن ربما تطمح اميركا لشيء جديد من ايران، فقد فشلت في اي مكان دخلته في المنطقة وفي العالم، وهي تتصور ان سبب فشلها هو ايران». وقال: لقد طلبت اميركا من ايران مساعدتها في العراق لأنها ستخرج منه قريبا وتريد خروجا يحفظ ماء الوجه لها، لكننا لا نساوم على حقوق الشعوب، في العراق كما في فلسطين وسوريا ولبنان، اميركا تريد إبقاء قوات عسكرية كبيرة والعراقيون يرفضون ذلك. تابع ابادي: الأميركيون مستاؤون جدا من ايران لانها وقفت الى جانب سوريا، وقد ظنوا ان الاحداث التي افتعلوها ستنتهي خلال اسابيع قليلة، ففشلوا ولجأوا الى الخيار الامني من الداخل، وايضا لم يصلوا الى نتيجة وستخرج سوريا من هذه الازمة بعد الانتهاء من بعض البؤر الامنية. وتعتقد اميركا ان سبب فشلها في سوريا هو ايران ايضا، ونحن اعلنا بوضوح وقوفنا الى جانب سوريا، بسبب دعمها حركات المقاومة، ومستمرون بالعلاقة الاسترتيجية مع سوريا ولا يراهننّ احد على قطع هذه العلاقة، وقلنا للجميع ان من يراهن على سقوط النظام السوري سيخسر، وقلنا ايضا اننا مع مطالب الشعب السوري بالاصلاح، لكن ظهر ان اكثرية الشعب السوري التي تطالب بالاصلاح هي مع النظام. ونحن نعرف ان القضية في سوريا ليست اصلاحات وديموقراطية، لأن اميركا واسرائيل هما في صلب الحدث السوري، بعدما فشلتا في مطلب تغيير سلوك النظام، وهما الآن تريدان اسقاط النظام السوري من دون التفكير بالبديل، ومع ذلك لم تصلا الى نتيجة. ولاحظ أبادي ان النظام الاميركي يقمع شعبه، وقد رأينا رجال الشرطة يضربون النساء والرجال على السواء خلال التظاهرات الاحتجاجية الاخيرة، وقال: «هذه الموجة من الاحتجاج التي بدأت في الشرق الاوسط ستصل الى اميركا نتيجة الازمة الاقتصادية فيها، والتي نعلم جيدا انها ازمة كبيرة وخطيرة وستنتهي ازمة اجتماعية كبرى، ونحن نرى انه من الآن وحتى العام 2015 لن يبقى لأميركا اي اثر على العالم كما هو الآن». واعتبر ابادي ان اميركا تريد صرف الانظار عما يجري عندها وفي اسرائيل من ازمات، بافتعال مشكلة مع ايران ومع سوريا، لكنها لن تصل الى نتيجة، ولو اصدرت 400 قرار بالعقوبات لن تتأثر ايران لأنها وصلت الى الاكتفاء الذاتي وشعبها بدأ يرتاح. واوضح ان المتهم الايراني بمحاولة اغتيال السفير السعودي لم يعد يحمل الجنسية الايرانية منذ زمن بعيد لأنه حصل على الجنسية الاميركية. وقانوننا يمنع حمل جنسية اخرى الى جانب الايرانية. وردا على سؤال عن تحذير مسؤولة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي السيناتور ديان فينشتاين من ان الوضع بين اميركا وايران قد يصل الى صدام او مواجهة؟ قال ابادي: الكلام عن مواجهة باطل، لأن الوجود الاميركي في الخليج وافغانستان يعني ان الجنود الاميركيين في المنطقة هم رهائن، وهذه بشارة سلام لا بشارة حرب. فإذا خرجت اميركا من المنطقة بالكامل يمكن ساعتها القلق من حصول مواجهة، لكن في حال حصول مواجهة فإن صواريخنا قادرة على ان تصل بسهولة وسرعة قياسية الى الكيان الصهيوني ولن يعلم من اين تطلق هذه الصواريخ، باعتبار ان اللوبي الصهيوني هوالذي يحكم اميركا. لكننا نعتقد ان خيار المواجهة غير وارد. وحول دعوة وزير الخارجية الايرانية الى اجراء تحقيق في صحة الاتهامات الأميركية؟ قال ان وزير الخارجية طالب بتقديم ملف الاتهام لننظر فيه لكن الملف فارغ. كما سخر ابادي ردا على سؤال، من الكلام الفرنسي عن توجيه ضربة نووية تكتيكية لإيران معتبرا انه تهويل غير وارد. «فكل الشعب الايراني يقف وراء النظام حتى الاستشهاد اذا وصلوا لهذا الحد، والشعب الايراني هو اكبر قنبلة نووية، ونحن مستعدون لكل احتمال». وحول توقيت عملية تبادل الاسرى الفلسطينيين بالجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، اعتبر ابادي «ان تبادل الاسرى دليل تردي الوضع الاسرائيلي، فإسرائيل مضطرة لذلك لأنه لا حيلة لديها، والتوقيت جاء بعد مفاوضات طويلة حتى تم التوصل للاتفاق، ولا مؤشر سياسيا للتوقيت. وهناك خطوات اخرى على الطريق». وردا على سؤال حول امكان توجيه ضربة عسكرية لسوريا، قال ابادي: التدخل العسكري الغربي في سوريا مستبعد ومرفوض كليا، ونحن حذرنا الجميع من مغبة هذا التدخل. ويعلم الجميع ان هناك رسائل واتصالات ودية وجهت الى سوريا من تركيا وقطر ودول اخرى، لان كل رسائل التهديد والتهويل لم تؤد لنتيجة. ونفى ابادي بشدة التهم حول تدخل ايراني في السعودية واليمن والبحرين، وقال: نحن نؤيد تحرك الشعوب اينما كان للحصول على حقوقها وتقرير مصيرها، لكننا نترك للشعوب حرية تحركها واتجاهها.